رمضان عبد المعز "والله ما حد قالي قول حاجة"
بزي الأزهر الشريف جلس الشيخ رمضان عبد المعز وسط رجال القوات المسلحة، يحدثهم عن وسطية الإسلام ويبرئ "ابن تيمية" من استخدام التكفيرين لفتاويه، مشهد جاء بإحدى حلقات مسلسل الاختيار، آثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مدافعين عن "ابن تيمية" ومهاجمين له.
وانقسمت الآراء بين الإشادة بحديث الشيخ رمضان عبد المعز وتبرأته لشيخ الإسلام "ابن تيمية"، وآخرون هاجموا الشيخ لدفاعه عمن وصفه بـ"إمام الإرهابيين والمتطرفين".
وبينما أطلق البعض هاشتاج "ابن تيمية مش إرهابي"، بعدما ظهر في بعض المشاهد أن التكفريين يقرأون كتبا له، هناك من هاجم ابن تيمية.
تبرأة "ابن تيمية"
في الحلقة الـ 20 من مسلسل الاختيار الذي يتناول قصة الشهيد أحمد المنسي، جاء في مشهد يجلس فيه الشيخ رمضان عبد المعز بزيه الأزهري يخاطب الجنود ويحدثهم عن استخدام التكفيريين لفتاوى ابن تيمية في التكفير، وأنهم ينتزعون الفتاوى من سياقها بحسب أهوائهم.
وقال عبد المعز :"هم يستندون لفتاوى ابن تيمية، والله ظلموا الراجل معهم وهو منهم بريء، وفتواه صدرت في وقت كان فيه هجوم عنيف على الإسلام والمسلمين، فكان يجب الدفاع عنه".
واستطرد :"عندما ذهب ابن تيمية إلى التتار لرد الأسرى، قال له قائد التتار سنرد إليك أسرى المسلمين، فقال له ابن تيمية سنأخذ أسرى المسيحيين واليهود قبل المسلمين، هكذا دافع ابن تيمية عن أهل الكتاب".
وأوضح عبد المعز، أن هناك ما يسمى بـ"بيئة الفتوى"، أي الفتاوى التي تخرج في أوقات معينة تحت ظروف معينة، وهكذا فتاوى ابن تيمية صدرت في ظروف معينة كان فيها أعداء كثيرة تهاجم الإسلام والمسلمين لذلك خرجت هذه الفتاوى منه، لذلك لابد أن نأخذ في الاعتبار أن هذه الفتاوى كانت لظروف بعينها.
عبد المعز يوضح موقفه
بمجرد إذاعة الحلقة انهالت التعليقات بين هجوم ومدح على الشيخ رمضان عبد المعز، بعضها نال منه ومن علمه ومكانته واتهمه بأنه "شيخ السلطان"، وآخرون امتدحوه واعتبروه أنه أنصف شيخ الإسلام "ابن تيمية".
وتعليقا على حالة الجدال تلك، قال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال برنامج لعلهم يفقهون المذاع على قناة "dmc"، إنه يشعر بغاية السعادة والسرور حين يأتيه تكليف بإعطاء محاضرة في وزارة الدفاع والداخلية، موجها لهم الشكر والعرفان لدورهم في حماية الوطن، قائلا :"أنا مدين لهم بالفضل".
وأضاف عبد المعز:" أقسم بالله أنا روحت مدرسة الصاعقة وقعدت اديت المحاضرة ومحدش قالي هتقول إيه ولا قول كذا، المخرج قالي اتفضل دول أبطال العمل والجنود، واتكلم اللي انت عاوزه، واحنا بنصور بـ 3 كاميرات وهناخد اللي عاوزينه، وقبل ما ابث على الهواء هرجعهولك عشان تقولي إذا شلت حرف أو حاجة".
خالد الجندي لـ"عبد المعز" أبشر
وعلق الشيخ خالد الجندي، على ما قاله الشيخ رمضان عبد المعز، قائلا :"أبشر كما دافعت عن الإمام التقي الولي سيدنا الإمام ابن تيمية، ستلقاه يوم القيامة يأخذ بيدك ويشفع لك عند الله، لأنك دافعت عن ولي من أولياء الله الصالحين".
وأضاف الجندي، خلال برنامج لعلهم يفقهون المذاع على قناة "DMC" اليوم الخميس، موجها حديثه لعبد المعز:"أبشرك أنه سيحدث معك كما حدث معي حين دافعت عن سيدنا البخاري".
وروى الجندي ما رآه في منامه قائلا :"رأيت في المنام أني جالس في المسجد، والبخاري يقدم عليا ويقومني ويأخذ بيدي، ويمضي بي إلى طريق آخر أمام القبلة"، مستطردا:"أبشر ياشيخ رمضان ستشفع لك هذه الأرواح الطيبة".
إنصاف لـ"ابن تيمية"
ومن جانبه أثنى الشيخ محمد عزام، أحد أبناء الأزهر الشريف، على ما وصفه بـ"انتصار" الشيخ رمضان عبد المعز، وهو يرتدي الزي الأزهر، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال عزام :"في مشهد جميل من مسلسل الاختيار ينتصر هذا الشيخ الأزهري لأسد السنة وإمام الأئمة في عصره الشيخ ابن تيمية، وأنه بريء من التكفيريين والإرهابيين، ويتحول نصر اسلام بحيري إلى هزيمة،ابن تيمية هو شيخ الإسلام والمسلمين وإن رغمت أنوف الملاحدة والتكفيريين".
وعلق الشيخ عبد الله رشدي، قائلا :" مسلسل الاختيار يضرب العلمانيين والدواعش معاً ضربةً فكريةً موجِعَة، ليُبرِّئَ المسلسل في حلقته اليوم ساحة الإمام ابن تيمية مما نسبه إليه الدواعش والعلمانيون".
واستطرد، عبر صحفته على فيس بوك :"اسم ابن تيمية يتم ذكره في مسلسل رسمي ويتم تبرأته على رؤوس الأشهاد، هل استوعب العلمانيون الدرس؟ هل رأيتم الشيخ الذي تكلم في المسلسل؟، هل رأيتم عمامتَه الأزهرية؟، أشعرتم بخيبة الأمل؟، هل لا زال لدى العلمانيين أملٌ في مشروعهم التنويري بعد هذه الضربة؟".
هجوم على "عبد المعز"
وفي المقابل تعرض الشيخ رمضان عبد المعز للهجوم من بعض المشايخ الذين رفضوا دفاعه عن شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ يعتبرون الأخير "إمام الإرهابيين والمتطرفيين والتكفيريين"، بحسب وصفهم.
ومن جانبه أصدر الشيخ أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، بيانا قال فيه إن دفوعات الشيخ رمضان فى حلقة مسلسل الاختيار حول مفهوم الكفر كانت تحتاج الى تمتين فى الحجج والبراهين .
واعتبر تركي أن دفاع عبد المعز عن ابن تيمية "سقطة كبيرة" في تاريخ الشيخ الأزهري، مضيفا :"ابن تيمية في عصره هو يوسف القرضاوى فى عصرنا، ممكن ينال اعجابك فى بعض مقالاته وآرائه، لكن وظف علمه فى الشر أكثر من الخير".
وأضاف :"ابن تيمية من غلاة الحنابلة وعاش حياته مشتبكاً مع المسلمين أكثر من غير المسلمين ، ومجموع الفتاوى فى معظمه تكفير، واستتابة للمسلمين بسبب أعمال صغيرة يراها هو على أبواب الكفر ".
وعلق ثروت الخرباوي، الباحث الإسلامي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، قائلا :"أنا واحد من الذين قرأوا معظم كتب ابن تيمية، وكتبت عنه دراسات مطولة، وكل تبريرات أهل الهراء هراء، هم هراء وابن تيمية هراء".
واستطرد عبر حسابه على موقع تويتر قائلا :"يالتلك المأساة حين يدافع من ينتمون للدولة المصرية ويحاربون الإرهاب ويكرهون الإخوان عن ابن تيمية وفقهه المتطرف، ابن تيمية إمام التطرف والإرهاب عبر كل العصور".