"اعذريني، هذه المرة ما بقى كلام يُقال والله"..قبل 4 أشهر لم يكن هذا حديث الناشطة المقدسية التي كانت مفعمة بالحماسة وحريصة على التواصل مع وسائل الإعلام العربية لتنقل لهم الصورة أولا بأول داخل المسجد الأقصى بعدما منع الاحتلال الصلاة فيه.
غير أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء الماضي،القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، أصاب الشابة العشرينية التي تحدتث إليها "مصر العربية" بالإحباط فالانتصارالذي حققوه قبل بضعة أشهر بصمودهم داخل أسوار المدينة المقدسة ذهب أدراج الرياح.
في 20 يوليو الماضي، اندلعت مواجهات دامية بين قوات الاحتلال ومقدسيين بعدما أغلق الاحتلال المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه وقام بتركيب الباوبات الإلكترونية ،و استمرت المواجهات حتى أزال الاحتلال الحواجز وفتح أبواب الأقصى أمام المصلين.
إعلان ترامب لم يكن مفاجئا لمروة الخطيب، التي تقيم في القدس المحتلة، غير أن الأفكار تدافعت إلى رأسها حول توابع القرار ودلالاته، إذ تقول لـ"مصر العربية":" كلنا يعرف العلاقة الوثيقة بين دولة الاحتلال وترمب ودعمه لهم ولليهود في حملته الانتخابية، فلم يكن مستغربا أي قرار يخرج به لدعمهم خلال فترة حكمه".
الخطيب ترى أن ما قام به ترامب لايدل إلاعلى قلة فهم سياسية، إذ لم يقدم أحد من قبل على هذه الخطوة الجريئة التي تغير الخارطة والتي قد تنسف المشروع الأمريكي وخطط السلام أوسلو وغيرها، وحل الدولتين، بحسب الناشطة المقدسية.
تخشى مروة عزل مدينة القدس المحتلة عن باقي المدن باعتبارها ستكون عاصمة لدولة الاحتلال نتيجة ازدياد التواجد الأمني وبالتالي سيزيد الحصار على أهل القدس وعلى من يدخلها ويخرج منها، تشير إلى أن حلول الدولتين تبخرت ولم يعد إلا دولة واحدة عاصمتها القدس"موحدة" بحسب الرواية الصهيونية.
بنبرات حزينة، تدرك الواقع العربي الهش، تقول الناشطة الشابة إنه لا مجال للعودة بعد الآن وهذا يعني أن مطالب تحرير القدس أو الحفاظ على الوضع القائم قد انتقلت لمستوى أخر أوربما ستختفي لأن كونها عاصمة فهي كلها بيد الاحتلال ولهم أحقية رسمية بها.
تضيف مروة أن لولا المسجد الأقصى ومكانته الدينية لما تحرك أحد، في إشارة إلى ردود الفعل العربية والإسلامية،هذا الوضع يعني لمروة أن تفجر الأوضاع في القدس أساسه المسجد الأقصى، ما سيعني انتفاضة ليست فقط فلسطينية إنما إسلامية.
الخطيب تعود لحماستها مروة أخرى، إذ تقول:" الاعتقالات ستزيد والتضييق سيزيد ويكون لهم الأحقية بأي خطة يفرضها الصهاينة في المسجد الأقصى ولا يمكن لأحد أن يقف في وجوههم بعد الآن.. لذلك يجب محاربة هذا القرار والوقوف في وجهه ما استطعنا".
في صفوف متوازية، اصطف المقدسيون شبابا وشيوخا، نساء وأطفالا، اليوم الجمعة، من داخل المسجد الأقصى، يهتفون " في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء " ، في تظاهرات مشتعلة منذ يومين، فيما تدق الانتفاضة الثالثة أبواب المدينة المحتلة خاصة بعد الإضراب الشامل الذي دعت إليه الفصائل الفسلطينية.
وأصيب نحو 12 شخصا في مواجهات مع قوات الاحتلال بالرصاص الحي مساء الخميس، فيما سقط 20 مصاباً بطلقات مطاطية في الاشتباكات التي وقعت الخميس. وأشار المسعفون إلى أن أحد المصابين في حالة حرجة، بحسب تصريحات صحفية.
تحت الشعار الأبرز اليوم "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، انطلقت التظاهرات في عدد من العواصم العربية أبرزها الأردن الذي يمتلك السيادة الإدارية على المسجد الأقصى، بينما تشتعل المدن التونسية منذ مساء أمس الخميس، غير أن القاهرة تختلف كل مرة، إذألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين أمام نقابة الصحفيين في تناقض واضح مع البيان الرسمي الرافض لقرار ترامب.
ومع ذلك لازالت دعوات التظاهر في الجامع الأزهرعقب صلاة الجمعة تلقى صدى واسع في صفوف الأحزاب والشخصيات العامة والشباب الذين ربما يشاركون في هذه التظاهرات،فيما يتردد أنباء عن إلقاء القبض على عدد من الأشخاص بتهمة الدعوة إلى التظاهر.
