العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ومظاهرات الشوارع .. توصيات برلمانية لعرقلة القرار الأمريكي، وسط سيل من عبارات الشجب والاستنكار العابر والنمطي، ألمح نواب بالبرلمان إلى أوراق ضغط نمتلكها في مواجهة القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، دون أن يفوتوا التشديد والتأكيد على ضرورة إتاحة الفرصة للتظاهر وعدم تحجيم الفعاليات الاحتجاجية كما وقع أمام نقابة الصحفيين أمس.
"مصر العربية" وجهت سؤالا محددا إلى مجموعة من النواب حول "ما هي أوراق الضغط التي نملكها أمام الولايات المتحدة لنخرج من حيز الإدانة إلى ساحة التنفيذ والفعل"، فأجابت النائبة الناصرية وعضو لجنة الإعلام نشوى الديب، قائلة: إننا نملك " 4 أوراق ضغط حقيقية" تتمثل أولها في استدعاء فوري لممثلي الدبلوماسيين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى وإن جاء ذلك لمجرد "التشاور"، فتلك الخطوة ستزعج الولايات المتحدة بشدة.
وتابعت: ثاني أوراق الضغط تتمثل في حصر حقيقي لحجم التعاملات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة وإعلان تجميدها، وتدشين حملة مقاطعة شاملة من الشعوب العربية، بما يضرب مباشرة في عمق المصالح الأمريكية الاستثمارية والتجارية ويعمل على إرباك إقتصادها، وثالثا: إظهار حجم الغضب العربي في الشوارع من القرار، فالعرب أمة متكاملة تستطيع أن توجه دفة الرأي العام العالمي إن أرادت ذلك.
ورابع أوراق الضغط حددتها النائبة في استدعاء واسترجاع كل القرارات الأممية الصادرة لصالح القضية الفلسطينية من اليونسكو أو الأمم المتحدة، والإلحاح حاليا على تنفيذها وتفعيلها بما يخلق قرارات مجابهة للقرار الأمريكي، واكتساب تأييد من عديد الأطراف الدولية المستعدة لذلك، وهي في مجملها خطوات مطلوبة ويجب أن تتبناها الحكومات العربية فورا.
وقالت النائبة: استغرب حاليا من قوات الأمن التي ترفض المظاهرات بدعوى عدم ملائمة الظروف الأمنية، وقالت أنهم يجب أن يقوموا بحماية المظاهرات والمتظاهرين لا أن يقولوا لهم أن هناك تهديدات إرهابية أو خوف من إندساس عناصر الإخوان، مطالبة المتظاهرين في الوقت ذاته عند الهتافات أو الاحتجاج الإلتزام بالتنديد بالقرار الأمريكي فقط وعدم التفرع منه إلى معارضة أمور أخرى.
النائب بإئتلاف 25-30 البرلماني المستقل يوسف القعيد قال لـ"مصر العربية" لا أدرك حتى الآن ميف يركز الجميع علة أن القرار كارثي فقط على فلسطين والعرب، دون التفكير أنه يصيب مصر مباشرة أيضا، فبخلاف تهديد الدور المصري الريادي وما إلى ذلك، فإنه قرار خطير على الأمن القومي المصري، وأن إسرائيل تقترب أكثر فأكثر من طموحاتها المعروفة بامتلاك "النيل إلى الفرات".
وقال القعيد إنه بالأمس ذهب ليتقدم بطلب رسمي إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، ووجد حشد من النواب يجهزون طلبات رسمية رفعوها إلى رئيس المجلس علي عبدالعال بالدعوة إلى جلسة طارئة وعاجلة حول القرار، وهي الجلسة التي سيكون المنوط بها بلورة "حزمة قرارات" يمكن تفعيلها لفرملة القرار الأمريكي وإجبارها على التراجع عنه.
وشدد القعيد على ضرورة إتاحة الفرصة أمام الاحتجاج والتظاهر بالقاهرة ليس للمصريين فقط، وإنما العرب الموجودين بالبلاد فلو ضاعت فلسطين لضاعت القضية، ومشاعر الغضب في الصدور يجب أن يسمح لها بالخروج.
عضو اللجنة التشريعية والدستورية ضياء الدين داوود، قال إن مجموعة من النواب لم تركن إلى التنديد العابر وإبداء الشجب وغيره فقط، وإنما شرعنا في تجهيز مشروع قانون استوفى كافة الإجراءات والاشتراطات الدستورية والقانونية لمقاطعة فورية ومدروسة للبضائع والمستلزمات الأمريكية الموجودة في الأسواق.
داوود وصف قرار ترامب بالكارثي وطالب بتوحيد كلمة العرب ضده بشكل يحتوي على إجراءات واقعية وسريعة، وقال: أتمنى ألا يكون صوت الشعوب أقوى من صوت الحكام في هذه القضية.
