رئيس التحرير: عادل صبري 03:42 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ماذا قال الأزهر والإفتاء عن قرار القدس عاصمة لإسرائيل

ماذا قال الأزهر والإفتاء عن قرار القدس عاصمة لإسرائيل

أخبار مصر

الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر والدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية

ماذا قال الأزهر والإفتاء عن قرار القدس عاصمة لإسرائيل

فادي الصاوي 06 ديسمبر 2017 13:02

حذرت مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، من مغبة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية للقدس وعزمها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

 

 وخلال لقائه أمس رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قال الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر: "لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستُفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق".

 

وأوضح أن الإقدام على هذه الخطوة سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.

 

 

من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن هذا القرار يعزز من تصاعد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وأن هذه الخطوة ستكون ذريعة للجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة في تكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.

 

وأضاف مرصد الإفتاء أن واشنطن بهذا القرار غير المدروس تصنع مناخًا للعنف مؤيدًا ومشجعًا للتنظيمات المتطرفة التي تلعب على عواطف المسلمين، فتتخذ من مثل هذه القرارات العشوائية مبررًا لعملياتها العسكرية بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين والعرب.

 

وأوضح المرصد أن القرار الأمريكي يخاطر بإثارة الغضب الشعبي والعنف في العالمين العربي والإسلامي المعارض لنقل السفارة، وربما يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك من خلال الكراهية المتصاعدة ضدها في العالم العربي والإسلامي، بسبب دعمها الكامل والمباشر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأكد المرصد أن هذا القرار يساعد التنظيمات الإرهابية على ترويج أيديولوجيتها المتطرفة، ما يؤدي بدوره لتجنيد مزيد من المتطرفين والإرهابيين مما يعني موجة عنف لا يمكن توقعها. حيث ستنتهز التنظيمات الإرهابية هذه الفرصة لتصوِّر القرار على أنه إعلان حرب على الإسلام والمسلمين، مما يفجر حالة من الغليان لدى الشعوب الإسلامية والعربية، وتأليبها على أنظمتها والمصالح الغربية في الشرق الأوسط.

 

وأضاف أن هذه السياسات تؤجج لهيب الصراع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من التنافس المحتدم بين التنظيمات الإرهابية الناشطة فيها والتي تسعى إلى الاستفادة من أي أحداث لتكون في صدارة ما تزعم أنه "حركة الجهاد العالمية".

 

ودعا مرصد الإفتاء واشنطن إلى العدول عن مثل هذه الإجراءات التي تقوض ما تبذله الإدارة الأمريكية من جهود لاستئناف العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن جهة أخرى دعا إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد أي تغيير سلبي في السياسة الأمريكية، إضافة إلى التعاون مع حركات التضامن ومنظمات المجتمع المدني في العالم لضمان ممارسة الضغوط على حكوماتها لإثناء الإدارة الأمريكية الجديدة عن توجهاتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.

 

وصرح الدكتور إبراهيم نجم ، الأمين العام لدور وهيئات الافتاء فى العالم ، بأن أى قرار من هذا القبيل سيواجه بغضب إسلامي وعربي عارم ويفتح الباب على مصراعيه لتداعيات خطيرة، ودخول المنطقة فى موجة لاتنتهي من الفوضى والنزاعات الدينية .

 

وأوضح نجم أنه فى الوقت الذى يفترض فيه أن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية نحو مسيرة السلام ودفعها إلى الأمام وإقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية جنبا إلى جنب ودعم الجهود المصرية الصادقة والتى أعلن عنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ، رئيس الجمهورية ،  إلا أننا نجد أن الرئيس الأمريكى يضرب بكل هذه الجهود عرض الحائط مما يقوض جهود السلام فى المنطقة العربية .

 

وشدد الأمين العام لدور وهيئات الافتاء فى العالم على أن العالم الإسلامي لايقبل مطلقا المساس بمدينة القدس لأنها تمثل في الشعور الإسلامي قضية هامة ومحورية  لا تقبل سوى الحل العادل والمنصف الذي يحفظ التاريخ والحق ليضع الأمور في نصابها الصحيح باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين .

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي، أمس الثلاثاء، الوضع في القدس وموضوع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ترامب اتصل أو يخطط للاتصال أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبد الله الثاني.

 

وأفادت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية بأن ترامب أطلع الرئيس الفلسطيني على نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. فيما قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الرئيس عباس حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

 

وأضاف أبو ردينا: "يؤكد الرئيس مجددا على موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

 

وتابع أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة.

 

من جانبه صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اليوم اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وأضاف أنه تم خلال الاتصال تناول القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.

 

وأكد السيسي على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مؤكداً ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.

 

وبدورها أعلنت وسائل إعلام أردنية رسمية أن الملك عبدالله الثاني تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي، أبلغه خلاله بنيته المضي قدمًا بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس.

 

وذكرت وكالة "بترا" الأردنية أن الملك عبدالله الثاني حذر ترامب "من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، مشددًا على أن "القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

 

وتأتي هذه الاتصالات وسط انتشار تقارير حول عزم الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

وبدوره بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس بن الحسن، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باسم 57 دولة عربية وإسلامية حذره فيها من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

وقال العاهل المغربي "منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، وإضعاف الأمل في مفاوضات مُجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين.

 

وأكد ملك المغرب خصوصية مدينة القدس وما تشكله من أهمية قصوى بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة؛ ما يستوجب أن تظل أرضا للتعايش، وعَلماً للتساكن والتسامح بين الجميع، وكذلك على أن "القدس، بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم".

 

وشدد العاهل المغربي على أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤثر على آفاق إيجاد تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة أن تبقى القدس أرضا للتعايش والتسامح بين الجميع.

القدس عاصمة فلسطين الأبدية
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان