رئيس التحرير: عادل صبري 09:42 مساءً | السبت 07 يونيو 2025 م | 10 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

ما بعد مساء الفرز النقابي الطويل

ما بعد مساء الفرز النقابي الطويل
19 مارس 2017

ما بعد مساء الفرز النقابي الطويل

عبدالوهاب شعبان

ما بعد مساء الفرز النقابي الطويل

 

قالت الصناديق (نعم)، وهناك درس آخر لا يريد أحد أن يتعلمه..

 

(1)

ما قبل مساء (الفرز) النقابي الطويل، كانت إرهاصات البشارة واضحة على وجوه واثقة، وغائمة في وجوه أخرى معلقة بأحبال الفضاء الإليكتروني الواهمة، والصناديق مواثيق.

 

وما بعد هذا المساء، حكايات تطول، وأفول.

 

السلالم، كانت حاضرة، كأنها المقصد الوحيد، دون وعي بالمشردين في صحف تعامل محرريها كالعبيد.

 

(2)

 على المقهى الذي يبعد عدة أمتار عن مبنى نقابة الصحفيين، جلس الصديقان يتحاوران عن فرص المتنافسين على مقعد "النقيب"، اتكأ أحدهما على كرسيه، وقال: المعركة محسومة، والمسألة وقت قصير، ونتيجة.

 

قال الآخر: إن الجموع لن تصدق وعودًا في رسائل نصية، لا تغني عن واقع التمديد لـ"يحيى قلاش" شيئًا.

 

ابتسم صاحبه، وانهمك في نفث دخان "الشيشة"، مصحوبًا بعبارة (الحشد يصدّق الوعد)، والشلة (علة)-أو كما قال.

 

(3)

ملهمون خصومنا في معاركهم، مجتهدون حتى اللحظة الأخيرة، حتى في المعارك الصغيرة.

 

وزع المرشح الفائز بمنصب النقيب أنصاره على مداخل نقابة الصحفيين، وأدوارها المعدة للجان التصويت، أينما تجولت يحاصرونك بلا ملل، موزعين ابتساماتهم، ممهورًا بعبارة (صوتك لعبدالمحسن سلامة)، يحدث هذا حتى تصل إلى باب اللجنة.

 

وآخرون مشغولون بالتدوينات، وعناق مبتذل لمن يشبههم، وفقط، وما دونهم أناس لا يستحقون سوى تجهم بليد، يسفر في كل مرة عن خيبة أمل مكررة.

 

ثم يسأل البعض: لماذا نخسر رهانات الفكرة في كل مرة؟..

 

(4)

هل كانت أصلًا معركة؟..

 

خذ هذا السؤال على محمل الجد، وافترض أن إجابته (نعم).

 

ثم أضف إليه سؤالًا آخر، كيف يمكن لافتراض كهذا بلورة ملامح تغيير مرتقب داخل المبنى العريق؟.

 

عطفًا على فرضية هزلية بالية (يسعى البعض لتمريرها غصبًا) تتبلور في شعار (إنقاذ النقابة).

 

اجمع هذه المقدمات، وضعها في سياق ما تمناه البعض من تمديد للنقيب السابق، واستنتج مما سبق طرحًا منطقيًا يجيب على سؤال شارد (ما هو دور النقابة بالضبط من وجهة نظر من ألبسوا المعركة ثوبًا ثوريًا فضفاضًا؟).

 

بعدها قد تصل إلى استقامة الفكرة لدى من ركز على حصد "الصوت"، في مقابل من أدمن الثرثرة وعلوّ الصوت.

 

(5)

الفرز، هو أبرز مكاسب المرحلة، يرونه (حاسمًا)، ونراه (ملهمًا).

 

إلى الطابق الرابع، حيث قاعة تضمنت صناديق الاقتراع، والمشرفين على اللجان الانتخابية، ومندوبي المرشحين، تكشف ما تبقى من أقنعة، وبرزت وجوه الهواة، كثابت لا يتغير في فعل (اللاشيء)، باعتباره غاية كل شيء.

 

لم يكن ما أظهرته أوراق الاقتراع، سوى خيارات القبلية، والشللية الحاكمة، دون أثر للمواقف النبيلة، والقيم.

 

وهذا العقل الجمعي الباحث عن براح خدمي، في واقع يتكبد فيه الصحفيون معاناة فوق المعاناة، عزز من قناعة (استراحة منطق القيمة، على آرائك الهزيمة).

 

على هؤلاء الباحثين عن أصحاب المواقف، أن ينتظروا وقتًا أطول، إذ لا أمل مع تصدر الهواة، ونخبة نفعية مصطفاة.

 

(6)

أن تكون (نقابة مهنية) تحمي الصحفيين من غطرسة أباطرة المؤسسات-هذا أصل الحكاية.

 

لكن أحد المزايدين النافخين في رماد بائس، سعى إلى إعلان الحداد فور إعلان فوز مرشح الأهرام بمنصب النقيب، مع رمي أنصاره بالسباب، والتخوين، وما تقيأه من ألفاظ نابية تليق بـ"حصد جماهيرية وهمية" وفقًا لقواعد "الشلة المناضلة".

 

وما الذي يطيح بكل انتصار قريب سوى هذا الخلط الأبدي بين المهني الخدمي، والسياسي الحزبي !.

 

ثم لم يكن أمرنا إلا غمّة يتسع مداها، ويتجدد صداها، حيث لا مراجعة للأخطاء، ولا تنقية للصفوف من الغوغاء.

 

(7)

والسلالم، كانت حاضرة، كأنها المقصد الوحيد، دون وعي بالمشردين في صحف تعامل محرريها كالعبيد.

 

أنهت اللجنة المشرفة على الانتخابات فرز الصناديق، جمعت نتائجها، وتأهبت للإعلان عن الفائزين بعضوية المجلس الجديد، ألقى رئيس اللجنة ديباجته الروتينية المحفوظة سلفًا، وتغزل في عملية انتخابية ديمقراطية شفافة، ونزيهة.

 

أسدل الستار على المشهد، ولكل فريق في مرشحه شأن يغنيه، باستثناء لقطة مسرحية معادة، تجلت في هتاف لا أعلم حتى الآن قرينة تصرفه إلى منطق معلوم (عاش كفاح الصحفيين)-حسبما ردد أنصار "عمرو بدر".

 

السير في طريق محاصر بالألغام، لا ينتهي إلا نجاة، لكن آفة حارتنا "الهواة".

 

وكانت الانفعالات غير المبررة ملمحًا يستحق التأمل، بالتوازي مع وقفة تطول أمام الركون إلى هتافات ميدانية (عيش –حرية-الجزر دي مصرية)، علاقتها بما اعتبروه معركة، تشبه إلى حد كبير علاقة بعض رؤساء التحرير بـ"فوران 4 مايو".

 

(8)

انتخابات للنسيان، وتعاطف مع النقيب السابق في تضامنه الموثق مع نظيره الفائز، وقاعدة – نأسف لها - (لا لوم على من يبادر بصنع توازن يحميه) - هذه معطيات المرحلة.

 

لأن المنتصر يصير إلى أمرين، إما ذات طاووسية تحمله على "سحق معارضيه"، أو ضمير أوتي حكمة منطقية تحيله إلى تعاون مع منافسيه.

 

(9)

أن نهدأ، ونعيد حسابات الخسائر المتعاقبة- (هذه إجابة السؤال.ماذا نفعل الآن).

 

والسير في طريق محاصر بالألغام، لا ينتهي إلا نجاة، لكن آفة حارتنا "الهواة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية