
رؤيا المرشد..وما الإخوان بتأويل" الأحلام" بعالمين !
عبدالوهاب شعبان
رؤيا المرشد..وما الإخوان بتأويل" الأحلام" بعالمين !
يقولون : ليست بطولة أن تنتقد "الجماعة" الآن، اقتنع تمامًا، أن من لايملك حريته، لايملك قراره..لكن :كيف يمكن تقويم من يمرر الوهم للبسطاء ؟
1يوليو 2013
يعتلي الشيخ جمال عبد الهادي منصة "رابعة العدوية"، يخطب في الجماهير بقوله: " وصلتنا رؤيا تواترت على ألسنة الصالحين في المدينة المنورة، مدينة رسول الله، يقولون إنهم شاهدوا جبريل- عليه السلام- في مسجد رابعة العدوية يثبت المصلين في المسجد"..
يستطرد : إن أحد الأشخاص رأى رؤيا دعا فيها الرسول محمد، "الرئيس" مرسي لإمامته في الصلاة، وأنه رأى أيضًا مرسي وعلى كتفه 8 حمامات خضراء "في إشارة لعدد سنواته في الحكم ".
منذ 14 أغسطس : لم يخبرنا الشيخ بعد فض الاعتصام، وإراقة الدماء.. لماذا كذَبت الرؤيا ؟..
(1)
اطمئن القادة أن الجماهير الغفيرة تستأنس بـ"رؤى" الصالحين..لكن أحدهم لم يظهر بعد للقواعد قائلًا:" هذا تأويل رؤياي من قبل..قد جعلها ربي حقًا".
(2)
حتى يستمر الحشد، يبدو أنه لابد من استمرار رؤى القيادات المبشرة بالفرج، ولو على حساب غياب الرؤية الواقعية للأزمة الراهنة .
يخبرني الشاب الباحث عن مخرج سماوي للإنسداد الحالي، أن مرشد الإخوان محمد بديع، رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه، وأخبره النبي الكريم أن " المحنة " في طريقها للزوال خلال 3 سنوات، كان ذلك في نهاية العام 2014، بما يعني –حسب تفسيره- أن الرهان على وجود الناس في الشوارع لمدة عام على الأكثر.
الرؤيا..تسريب للقواعد من محبس المرشد، في الزنازين على حد تصوره –ليس هناك أضغاث أحلام،، أما أنا وقتئذٍ- كنت من الذين للرؤيا لا يعبرون !
لو كان تسريب الرؤى، بشارة..لماذا قال يعقوب لـ"يوسف" لا تقصص رؤياك على إخوتك ؟!
(3)
لا فرق بين "رؤيا " تدفع شباب الجماعة لمواصلة السير بلا بوصلة واضحة..و"رؤية" قادمة من استوديوهات تحليلية غاب عن متصدريها منطق الحدث ومنطقيته، وقيادات رفضت صوت شبابها في سنوات الحكم والمحنة.
وتابع محمود حسين الأمين العام للجماعة : "مكتب الارشاد هو الذي يدير عمل الجماعة والتي أكدت على ثوابتها وأنه لا تفاوض مع القتلة ولا تنازل عن الشرعية وضرورة القصاص من القتلة"..مصر العربية الخميس 28 مايو 2015.
وقال ياسر فتحي أحد شباب الجماعة في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": "قعدوا يهللوا عملنا تغبيرات، وانتخابات، والداخل هو اللي بيدير وكلهم شباب، ودلوقتي بيقولك أنا الأمين العام وقاعد بره ومالكش دعوة باللي جوه وكمان مالكش دعوة، باللي بيشتغلوا، وتحملوا مسئولية فشلنا، وسيبك من الجديد، وخليك معانا احنا"... مصر العربية الخميس 8 مايو 2015.
من يجرؤ الآن على مواجهة جماعة الإخوان بأن قياداتها في تأويل "أحلام"شباب الجماعة، ومن قبلها الثورة، ليسوا بعالمين ..!
(4)
- ماذا أغنت قاعدة "ناقش الأمر داخل الصف" بعد بيان الانقلاب داخل الجماعة ؟
ارتبكت الجماعة من تقريرصحفي، مارست هجومها المعتاد على من خالفها الرأي، بغض النظر عن موقفه الإنساني من الانتهاكات التي يتعرض لها عدد من الأبرياء، لا جواب شاف لـ"القواعد"، تتصارع الأسئلة، والتكهنات، ..ماذا لو أحكم عزت قبضته على التنظيم؟.، ما هو الرهان القادم؟..يتجمد الموقف بعد سنوات من ضخ الآمال العريضة..ينقلب البعض على قاعدة "سلميتنا أقوى من الرصاص"..فبأي مسار غيره يؤمنون..!
يكتب أحمد منصور المذيع بالجزيرة بتاريخ 23مايو 2015 : "ولماذا تخلوا عن فكر المرشد المؤسس الإمام حسن البنا ومشروعه، ورددوا أفكار وكلمات الدكتور محمد بديع، الذي ربما قد يكون صالحًا في نفسه كشخص، لكنه لا يملك أيًا من مقومات الزعامة، أو مواصفات الإرشاد، والقيادة، التى تخلى عنها، أوانتزعها الآخرون منه وجرفوا الجماعة ومصر والأمة إلى ما وصلت إليه ".
حسنًا..إذا كان لايملك مقومات الزعامة، فلماذا يُكذبون الآن وقوع الإنقلاب داخل الجماعة؟..لماذا يحشدون الشباب بـ"رؤيا" للرجل على أمل الخلاص؟!.
(5)
تحكم الأهواء تصورات التنظيم، على مدار العامين السابقين "منذ عزل مرسي"، يدفع الشباب الثمن، يحترق الجميع...والنتيجة بيانات متضاربة، تمامًا، كضبابية الرؤية، وأمنيات "الرؤيا"..
يستطرد أحمد منصور في المقال ذاته : "وقد تعجبت أكثر من بيان الإخوان الذى قال " إن العالم كله سيدفع الثمن إن أعدم مرسي، وكأن دماء مرسى أغلى من دماء آلاف الشهداء، التي سالت، وتسيل منذ انقلاب السيسى، والتى يتحمل مرسي، وقيادات الإخوان بأدائهم الفاشل، سواء في مجلس الشعب، والرئاسة، والحكومة، السبب الرئيسى فيها" ...
الإخوان ليسوا إرهابيون، الجماعة ترفض العنف، الجماعة تتبنى عمليات نوعية تستهدف منشآت حساسة، الجماعة تترك الأمر للشباب، الجماعة تعلن سحب القيادة لصالح القيادات التاريخية، الجماعة ترفض الاصطفاف، الجماعة ترحب بالقوى الثورية، شباب الإخوان يطرحون مبادرة للخروج من المأزق، الدماء تورث القهر، لابديل عن السلمية، وجوه من الخارج تطل بخطاب ساذج، صفحات التواصل الإجتماعي تنتفض، يحدث هذا يوميًا...، والعناد سيد الموقف..الأهم أن تثق في "رؤيا" رجل صالح، وفقط.
يقول أحدهم بعد مقلب "فاطمة" المغتصبة: حذرناهم آلاف المرات، ولم يسمع أحد.
(6)
إن نظامًا سياسيًا يدرك أدوات اللعبة، ويتقنها، لا يمكن أن تزعزعه جماهير تفتقد الرؤية، وتنحاز لـ "الرؤى"..!
يدرك شباب الجماعة، أن ميادين بلا قوى ثورية ترفع شعارات 25يناير، لن تحسم جولة، ويتحركون بالتوازي خلف خطاب من الخارج يدفع باتجاه استحالة "الاصطفاف"..فهل يترك الشباب فقط لـ"تأويل" الرؤيا؟
الذين لم ينكروا تعاطفهم مع قسوة الظلم الواقع، لن يقبلوا بفرض رؤية منقوصة لقيادات الجماعة، لم تسفر سوى عن دماء ومعتقلين..فليتفق الحالمون في عالمهم الخاص، أو يفترقوا..!
(7)
لو كانت الخطوة للوراء قبل خطابات العاطفة والحماسة فيما بعد 30 يونيو، لما وصلنا إلى طبطبة جراح المستضعفين بـ"رؤيا المرشد"..
قيادات الإخوان ..التي بشرت بـ" الخريف"، وقت ربيع الثورة..عليها ألا تنتظر نداءً من الشعب ، لطلب فتوى الآن في السبع العجاف..
أوقفوا العبث، وذروا ما تبقى من ثمار الثورة في سنبله..يرحمكم الله..