إهداء إلى محلب ..عشرة أفلام إباحية أخرى تستحق المنع !
أحمد تايلور
إهداء إلى محلب ..عشرة أفلام إباحية أخرى تستحق المنع !
شخصياً لم أشاهد فيلم حلاوة روح للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، ولم يسعفني الحظ لمشاهدة إعلان الفيلم، لكني تابعت، بدهشة، قرار رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب بوقف عرض الفيلم في دور السينما حفاظاً علي الهوية المصرية وحياء المواطنين!
سبب الدهشة لا يعود إلىتعدي السلطة التنفيذية علي حرية الإبداع دون أي استناد إلى حكم قضائي، وهو أضعف الإيمان في هذه الحالة.
ولا يعود سبب الدهشة إلى صمت مدعي الليبرالية في مصر بل وتشجيعهم للقرار بحجة عدم تفشي الانحلال الأخلاقي في مصر!
(بلد يُقتل فيها 1000 مواطن – علي أقل تقدير من المنظمات الحقوقية – في ساعتين تفكر في أخلاق المواطنين)..والنبي تضحك!
ولا يعود سبب الدهشة بالطبع إلىحالة الفراغ الكبير الذي تعيشه الحكومة لدرجة أنها تناقش مدي أهمية استمرار عرض فيلم سينمائي وسط أزمات طالت كل المجالات بداية من أمن الناس حتى رغيف العيش
ولا يعود سبب الدهشة إلي أن من قام بمنع الفيلم حكومة (مدني – عسكرية) لا ينتمي فكر أي فرد فيها للمرجعية الإسلامية ولو حتي من باب الخلايا النائمة أو الطابور الخامس! ... لم أندهش لأنني أعلم يقيناً أن أزمة هؤلاء مع الإخوان لم تكن أزمة تعدي الأخيرة علي حقوق الإبداع بقدر ما تعتبر أزمة وجودية تتطلب خوض أي معركة حتي ولو كانت معركة التعدي علي ما حذروا الناس من قدوم الإخوان على فعله!
دعك من خطورة ترك تفسير كل ما يؤدي إلى تعكير هوية المصريين في يد حكومة تدين بالولاء للحكم العسكري... مما يفتح الباب مستقبلاً إلي منع فيلم مثل فيلم "حلاوة روح" بل منع الروح البشرية نفسها من مواصلة الحياة!
دعك من كل هذا ...وتعالي نفترض سوياً أننا بصدد الحديث عن فيلم إباحي، وأن الدولة الموقرة حريصة علي "حياء " المصريين ..هذا يدفعني، بالضرورة، إلىدعوة الدولة للحفاظ علي ما هو أهم من الحياء ... حاجة كدة بيسموها " النفس البشرية"!
إليك فقط عشرة أفلام إباحية "بورنو" قامت بتمثيلها الحكومة - التي تخشي علي "حياء" المواطنين –ولا يزال العرض مستمراً :
الفيلم الأول : ( الثلاثة يفجرونها ) : مشهد تفجير الدماغ ..كلاكيت عاشر مرة!
(يظهر في الصورة أحد المواطنين الذين يحملون ما تبقي من مخ أحد المتظاهرين يوم 6 اكتوبر بالدقي)
مشهد متكرر..يتطوع أحدهم بالضرب في المليان، لا في القدم أو اليد..بل في عقل المتظاهر، حتي لا يجد شيء يفكر به فيما بعد..تكرر المشهد كثيراً ..ففي جامعة الاسكندرية مثلاً، قامت قوات الأمن باستهداف مخ الطالب عمرو خلاف يوم 23 يناير الماضي.
( علي يمين الصورة يظهر عمرو خلاف قبل تصوير الداخلية فيلمها الإباحي، علي يسار الصورة ..عمرو خلاف بعد انتهاء الفيلم) ..
التحالف الثلاثي ( الجيش – الداخلية – البلطجية) يهدد الدولة المصرية التي تحولت إلي صنم في خطاب السلطة والإعلام، واستمرار هذا التحالف يشكل خطراً بالفعل علي ما قام به مينا منذ ألاف السنين ..ولا تنسوا أن الدول تنهار وتتفتت وتتقسم بفعل استبداد وفساد السلطة قبل أن يكون ذلك بفعل المؤامرات الخارجية أو حتي الداخلية..زد علي ذلك أن السلطة التي تحرص علي أن تقوم بعمليات تطهير عرقي لفئة محددة من المواطنين تنهار أسرع!
الفيلم الثاني : ( جعلوني مرتزقاً ) : مشهد سحل الفتيات ..كلاكيت متعدش!
( الصورة بها مجموعة جنود تقوم بسحل إحدي المتظاهرات المعترضات علي حكم المجلس العسكري 2011).
خطير جداً أن يسطر عليك إحساس المرتزق..كل شيء مباح ومستباح! والدولة التي تحول جنود جيشها إلي مرتزقة يسهل علي معارضيها أن تحول شبابهم إلي جنود الله في أرضه!
الفيلم الثالث : ( اعمل نفسك ميت ) : مشهد قتل المصريين بالخارج ..
( في الصورة مجموعة مصريين تم قتلهم في ليبيا قبل شهرين )
ماذا يحدث لو قام مجموعة مسلحين بقتل مغتربين ولم تحرك دولتهم ساكناً؟ الإجابة ببساطة...سيقوم بتكرار الفعل نفسه مرات عديدة.. تحديداً هذا ما واجهه مجموعة مصريين بليبيا.. قامت مجموعة مسلحة بقتلهم ولم تحرك دولتهم ساكناً ..فكرر القتلة فعلتهم مرة أخري.. ولا يزال العرض مستمراً !
الدولة التي اعتادت علي إهانة وقتل المواطنين بالداخل لن تحمي مواطنيها بالخارج.. والمرجح أن ترسل "بوكيه ورد شيك" لأى قاتل يخلصها من صداع مواطنيها!
الفيلم الرابع: (فرعون والطفل) ..مشهد: اقتله مبكراً تسترح قليلاً!
( الخبر من جريدة غير محسوبة علي أنصار مرسي اسمها "المصري اليوم")
دولتك التي تخشي علي خدش حياءك تعتقل 300 طفل في أقل من ثمانية أشهر، حتي تاريخ نشر الخبر المنقول عن صحيفة التليجراف البريطانية) ! فقط استمتع باعتقال الأطفال ووأدهم .. ولكن تذكر أن نهاية فرعون كانت على يد أحدهم!
الفيلم الخامس: ( وزارة الملابس الداخلية ) ...مشهد : كلنا فرج!
" وصلنا إلى معسكر الأمن المركزى وعند دخولنا تم وقوفنا فى مقابلة الحائط مع سيل الشتائم واخذوا يضربوا الشباب بعنف وطلبوا منهم خلع ملابسهم (ما عدا الشورت )ونحن واقفين أمامهم. وبدأوا فى ضربهم بالعصيان والأحزمة وأى بنت تبدأ فى عمل أى رد فعل تشتم وتهدد بما قيل مسبقًا وبدأوا فى طلب غناء "تسلم الأيادى" وأخذوا فى ضربهم ضرب مبرح حتى بدأوا فى ترديدها وبعد ذلك يسألهم انتم رجالة ولا حريم ويبدأ الضرب إلى أن يقولوا حريم فيقول مش سامع أنتم أيه وهكذا، ثم يطلب ترديد عبارة إحنا كلاب وعبيد وهكذا ونحن واقفين وكان الغرض هو كسر الشباب أمامنا".
من شهادة آيات حمادة على سلوك الداخلية أثناء اعتقالها بتهمة مناصرة فتاة أخري اعتدي عليها أحد الجنود!
ويبقي السؤال: ما هو ذلك الرابط الخفي الذي يجمع ما بين معظم ضباط وجنود المؤسسات العقابية في مصر والذي يدفعهم إلى ربط العقاب بالجنس؟ ..أخشى أن نصل للإجابة بعد فوات الأوان ..بعدما يجرب أحد المقهورين رياضة العبث بجسد قاهريه!
الفيلم السادس : ( لو لم أكن مصرياً..لما مت) ..مشهد: سانت كاترين!
( شاب لقي مصرعه ضمن مجموعة أخرى أثناء رحلة سياحية إلي سانت كاترين)
للموت أسباب عدة، أما أن تموت لأنك مصرياً ..فهذا فيلم إباحي يستحق المنع، المؤسسة التي يدعي من كان قائداً لها قبل أسابيع قليلة أن مواطنيه نور عنيه، تترك مجموعة منهم عرضة للموت لأنهم ببساطة غير مصريين!
الفيلم السابع: للكبار فقط..( موعد علي العشاء) : مشهد تزوير الدستور..
http://www.youtube.com/watch?v=8qmUKDe3zcs
" قامت القوات المسلحة بدعوتنا علي العشاء وحينما انتهينا وزعوا علينا نسخة جيدة وعليها علم مصر من الدستور وقالوا لنا تلك هي النسخة التي سيتم تقديمها للرئيس .. وقتها قام ممثل الكنيسة الكاثوليكية بفتح هذه النسخة ووجد أن تلك المادة تم تغييرها من "حكمها مدني" إلي "حكومتها مدنية" .. وغضبنا بسبب هذا الامر ونادينا علي عمرو موسي ولكنه قال لنا عدة كلمات ثم أنصرف . وأردف: أتضح ان عمرو موسي أثناء التصويت قال "حكومتها مدنية يعني حكمها مدني" ونحن حينا ظننا أنه قد اخطأ وصوتنا علي هذا الاساس .. واقترح البعض ان نكتب ورقة ونوزعها علي وسائل الإعلام ونقول ان هذا تزوير ولكن بصراحة قلنا لا نريد أن نعمل "دوشة" حتي لا يؤثر علي التصويت علي الدستور.".
ما سبق ..نص تصريح محمد أبو الغار عما جري في عشاء تزوير الدستور( لما كانت النخبة المدنية عاملة نفسها نايمة).
الدولة تزور، والقوي المدنية تصمت، وأم محي الشرقاوي عاملة نايمة! فيلم إباحي..لا أعلم ما إذا كان يستحق المشاهدة أو المنع حقيقة!
الفيلم الثامن: (جريمة في منزل أم حسن) ..مشهد : من أجل القضاء علي الإرهاب المحتمل..
( تظهر في الصورة أم حسن ... لم يجدوا ابنها بالمنزل فضربها ضابط حتى الموت)
" لم يشفع لها كبر سنها فى رحمتها من بطش زوار الفجر، 10 دقائق كانت كفيلة بإنهاء حياتها، تلقت خلالها ضربتين على الرأس بظهر طبنجة أحد ضباط أمن الدولة الذى اقتحم المنزل ليلا، بحثا عن ابنها المحامى الذى يدافع عن المعتقلين السياسيين فى إطار مهام عمله"..
الفيلم التاسع: ( اغتيال حقيقة ) ...مشهد قتل الصحفيين!
(ميادة أشرف، صحفية مصرية قتلت لأنها أرادت أن تنقل الحقيقة)
السلطة تحرص على قتل الصحفيين والمصورين وأي شخص يريد نقل المشهد ... لا أعلم لماذا ..إذا كانت الدولة تخوض حرباً ضد الإرهاب..فلماذا لا تتفتح المجال أمام الصحفيين لتصوير ذلك ..أم أن إهاباً آخر في الصورة لا تريد السلطة لأي شخص أن ينقله؟!
مياة أشرف، صحفية مصرية، تم اغتيالها يوم 28 مارس الماضي، أثناء تغطيتها مسيرة معارضة للنظام في عين شمس.. وقبل أيام قليلة اعتدت قوات الأمن على مصورين باليوم السابع وصدي البلد وفتحت عليهم نيرانها أثناء تغطيتهم لمظاهرات طلاب جامعة القاهرة..
الفيلم العاشر : ( شيلني أشيلك ياابن عمي ) ...مشهد رد الجميل لأشقائنا في الخليج!
( الصورة مأخوذة من جريدة الأهرام – غير المحسوبة علي المعارضة).
يوقع ويبصم عدلي منصور علي مجموعة قوانين تستهدف بيع مصر " برخص التراب" لحفنة مستثمرين، بل قوانين أخرى تستهدف تأمين " النصباية" من الطعن!
ونحن بدورنا نقول لطرفى العقد : عقدكم ملزم لمن وقعه.. أما نحن فلسنا ملزمين بما لم نوقع عليه...أظن الرسالة وصلت !
قتل واعتقال وإهانة جنسية واغتيال صحفيين وهتك عرض وبيع ما تبقي من ثروات ...الخ !
والآن ...اذكر اسم جريمة واحدة لم تقم بها سلطة الانقلاب العسكري ؟!
هل تعلم الدولة شيء عن هذه الأفلام! كم هو مثير للشفقة أن تنتظر إجابة من أخرس!
الدولة التي لا تعلم أن مشكلة المصريين ليست مع أفلام البورنو الجنسية، وأن مشكلتهم مع أفلام بورنو "الداخلية".. ستنهار سريعاً، لأن مقومات " الانتصاب" غير متوفرة لديها!
لن يستفيد المواطن المصري من حجب فيلم، تري الحكومة أنه إباحي، سيستفيد المواطن عندما تكف الدولة عن عرض أفلامها الإباحيةالتي تقتل فيها وتعتقل وتغتصب!
أخيراً..عزيزي الضابط: إذا لم تحرص علي إيقاف عرض مسلسل البلطجة.. ستتمني قريباً أن تختفي من الحياة.. تتبخر منها...ما أستطيع أن أعدك به هو أن ذلك سيحدث، يتبقي فقط التوقيت..10 سنوات، سنة، شهر، اسبوع ... ربك يكرم!
للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك :
