ما فعله الماجيكو بالخط الأحمر !
أحمد تايلور
ما فعله الماجيكو بالخط الأحمر !
"نحن من نأتي بالأموال لتبقى فى أيدينا وليست فى قلوبنا.. تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلي رقيها".
لم يتفاعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء التحفظ على أموال محمد أبو تريكة مثلما تفاعلوا مع هذه الكلمات التي أطلقها الماجيكو على حسابه الرسمى بموقع التدوين المصغر "تويتر".
لم يتوسل تريكة ولم يبك كما يفعل سائر من يسكنون حذاء الجنرال، يتحدى النظام، يخبرهم صراحة أنه على استعداد للتحفظ عليه شخصيًا، ولن يترك بلده.
تلاعب الماجيكو بقرار نظام الجنرال الساقط تمامًا كما كان يتلاعب بدفاع خصومه، غير أن هذه المرة ما زال الخصم على الأرض لم يقم بعد!
****
ليس السياسي صباحي، ولا الرياضي شوبير ولا الفنان صبحي، ومن أنعم الله عليه بألا يكون واحدًا من هؤلاء، من الطبيعي ألا يصبح عبدالحليم قنديل!
هنا نستطيع معرفة أصل صراع نظام الجنرال مع تريكة، فالرجل الذي أسر قلوب محبيه ومعارضيه، ويا للأسف، لا يعرف التطبيل ولا النفاق، يديه فارغة من صاجات ترقص لحاكم باطش، وقدرته على جذب المختلفين معه تعادل قدرة أحمد موسى على تطفيش مؤيديه.
رجل يعشقه المصريون والعرب ولا يطبل للجنرال، ثم نتساءل ببلاهة عن سبب حقد النظام تجاهه، شيء جيد للغاية أنه حتى الآن خارج معتقلات العسكر أصلا.
****
لم يهاتف تريكة عباس كامل يستسمحه في إلغاء قرار التحفظ على أمواله، كما أنه لا يمتلك علاقات مع الواد يوسف والبت أماني كوسائل ضغط، بل ذهب إلى مكانه المفضل حيث قلوب عاشقيه.
مجرد أنباء لم يتم التحقق من صحتها حول التحفظ على أمواله، ومع ذلك تشتعل المظاهرات الإلكترونية بحبه، زملكاوية وأهلاوية وكافة الانتماءات الرياضية، إخوان وفلول وكنبة، الجيل القديم والجديد....الخ.
أعرفتم الفارق بين الشعبية الحقيقية التي تسكن فطرة الناس، والشعبية المزيفة المصطنعة المضللة التي يتمتع بها جنرال ساقط بفعل أموال الخليج؟
****
"أبو تريكة يصلي مع المتظاهرين في ميدان التحرير – أبو تريكة يرفض مصافحة طنطاوي بعد مجزرة بور سعيد - أبو تريكة يرفض اللعب من أجل شهداء الألتراس– أبو تريكة يرفض مصافحة طاهر أبو زيد أثناء استلام ميدالية بطولة أبطال أفريقيا".
سيرة ذاتية غير مشرفة تمامًا، فوت أبو تريكة على المجرمين الاستثمار في شعبيته، فلا بد إذا من العقاب.
يا أيها الجنرال الساقط .. سيتذكر التاريخ تريكة، ولن تبالي بك حتى سلات القمامة.
****
في الوقت الذي كان يهددنا فيه ثعبان الانقلاب ابن أديب بأن السيسي خط أحمر والثورة عليه تعني الحرب الأهلية، كان مئات الآلاف من عشاق الماجيكو يدهسون بأقدامهم الخط الأحمر الذي صنعه الطبالون والراقصون على كل الموائد، رافعين شعار "تريكة خط أحمر"، دهسوه في الواقع الافتراضي تمامًا كما سيفعلون قريبًا به بعد زوال دولة الأمر الواقع.
فالخطوط الحمراء تصنع هناك في قلوب العاشقين لا في معسكرات الشئون المعنوية.
نحن نعرف أن معسكرات الشئون المعنوية لا تصنع الخطوط الحمراء، بالكاد تصنع الواد يوسف والبت أماني.
وفي الوقت الذي كان يترجل فيه جمال مبارك في الأهرامات بعد البراءة، كان ثمة جرذ يخطط للتنكيل بأبو تريكة، لكن خاطيء من يعتقد أن الستارة ستنزل الآن، لازال في المسرحية فصول أخرى.
****
أعلن مركز بصيرة قبل أيام عن أن 89% من المصريين موافقون على أداء السيسي، وأنا مستعد للتوقف عن الكتابة نهائيًا إذا ما وافق الجنرال على أن يترجل بقدميه إلى أي شارع من شوارع مصر وعلى يمينه محمد أبو تريكة، لكي يعرف كل شخص حجمه، فهل يقبل الجنرال التحدي؟!
****
يعشقه الجمهور المصري، الزملكاوية قبل الأهلاوية، تهتف المغرب والجزائر وتونس وسائر بلاد العرب له، شعبيته وصلت إلى العالمية، يعاقبه جنرال ساقط، فهل عرفتموه؟
الناس تكرهكم، صحيح أنها تخشاكم بسبب السلاح، لكنها تكرهكم، تسيطرون على عقولهم بالترويع والتفزيع، هنا أبو تريكة خارج الدائرة، لم تعشق الناس تريكة بعقلها، بل بقلبها وفطرتها.. القلب يكرهكم ويحب الماجيكو الذي حطم أسطورة الخط الأحمر بعد أن أصبحت إهانة الزعيم وسيلة العاشقين في التودد إلى المحبوب.
