رئيس التحرير: عادل صبري 02:06 صباحاً | الاثنين 07 يوليو 2025 م | 11 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

شاهد عيان على مجزرة النصب التذكاري

 شاهد عيان على مجزرة النصب التذكاري
27 يوليو 2013

شاهد عيان على مجزرة النصب التذكاري

إسلام ثابت

شاهد عيان على مجزرة النصب التذكاري

أعتقد أن الكلام قد انتهى دوره، وان الثورة المصرية صارت محاصرة بالفعل، وأن الخناق قارب الوصول إلى رقبتها، ولكن فرج الله تعالى قريب بإذن الله، انتهى الكلام وليستمر الاعتصام السلمي، ولكني أتخيل أنه كان على السادة ممن يديرون أمر الاعتصامات في مصر التوجه للقصر الجمهوري تحديداً، أكتب هذه الكلمات صباح السبت 27 من يوليو الموافق 18 من رمضان فيما السيد وزير الداخلية المصري، الذي أتى به الرئيس المخطوف، وله الله تعالى فكل الرجال الذين اتى بهم من خارج الإخوان تقريباً خانوه، أكتب هذه الكلمات فيما واحد من المفترض أنهم صحفيون يستحث وزير الداخلية لقتل المنظاهرين، أما نقطة الداخلية في شارع النصر، مثار المجزرة أسأل الله أن تكون الأخيرة، فلي معها في الحقيقة قصة صغيرة، شاء القدر ألا أشارك للأسف فيما حدث، إذ ما يزال في العمر بقية، ولم يتقبلني الله تعالى في الشهداء، أما ما شاهدتُ بعيني فسأوريه للأمانة هنا، لا تصديقاً ولا تكذيباً لأحد، وإنما إحقاقاً للحق، حتى إن قال السيد وزير الداخلية إن شباب المعتصمين هاجموا نقطة تمركز الشرطة، وأن الشرطة لم تطلق ناراً على متظاهر فيما قطعت الجزيرة المؤتمر الصحفي لتبث صوراً لإطلاق نار على المتظاهرين من ناحيتين، وأيضاً لسيارة شرطة تسير بشكل عشوائي وسطهم، ويا معشر الشهداء لكم الله سبحانه..

 

    الخميس 15 من رمضان كنت في النهضة ثم اتجهت لميدان رابعة، وهناك هالتني الأعداد الكبيرة، واستطعتُ بعد عناء صلاة الفجر في ناحية من نواحي شارع الطيران، أما ظهر الجمعة فلم استطع الوصول لمكان فيه ظل للصلاة ومن قبل سماع خطبة الجمعة، وبعد الإفطار كان العدد طارداً لمن في الميدان أو الشوارع المحيطة ويكفي أن الطريق لدورات المياه كان يلزمه أكثر من ساعة فقط للوصول لدورة مياه، وأكثر من ساعتين للدخول، ورأيتُ بعيني إغماءة لشباب لعدم استطاعتهم التنفس، ولن اروي عن أجواء اليوم، ولا عن المعنويات التي كانت في السماء، ولا شباب وفتيات وشيوخ عطروا الفضاء بالقرآن الكريم، وتغنوا بالأهازيج الواثقة في نصر الله تعالى، ولم يحرض واحد على الخروج في عمليات انتحارية كما يقول أشباه الحيوانات، ورذه الأجواء فيما بعد، ولكني الآن أركز على نقاط:

 

الأولى : العدد المهول الذي لا يتوقعه بشر كان الدافع الأول والوحيد لخروج الآلاف بل مئات الآلاف من الميدان المحدد بالمتاريس قرب التنظيم والإدارة هو الحشد البالغ الازدحام من أحرار وحرائر مصر، ويشهد الله تعالى أن قطرة المياه عزت في الميدان بعد صلاة التراويح من يوم 26 من يوليو، لدرجة أن فتاة نجحت في ملئ زجاجة من خارج الميدان فتجمع العشرات للشرب منها..

 

الثانية: تجاه العدد الكبير كانت هناك أكثر من سيارة بميكروفونات منتشرة في الميدان (ثلاثة تقريباً) أتى أهالٍ بها لمحاولة إيصال اصواتهم للحشود التي صار من الصعوبة وصول الصوت إليها، ومن هذه السيارات آخر سيارة لدى النقطة الأخيرة خارج ميدان رابعة، وإن كان تحدث من عليها المهندس سعد الحسيني إلا أن الشباب ممن يديرونها صرخوا عقب كلمته أنهم يريدون بنزيناً لمكبرات الصوت حيث نفذ ما لديهم منه، إن الأمر كان اجتهاداً فردياً خارجاً على نظام الاعتصام ومديريه، وإن تمت استضافة بعض رموز الإخوان على تلك السيارات..

 

الثالثة: خارج الميدان كان هناك ميدان آخر ممتد على بعد كيلومتر على الأقل أمام الاعتصام برمته لأن الأسر الكاملة كانت تستطيع التنفس والتحرك التي فشلت فيه في الداخل، وحلقات الهتاف كانت بالغة السلمية أشهد بالله تعالى، أمام المنصة العسكرية والنصب التذكاري للجندي المجهول، بل كانت شابات يمازحن آخرات قائلات: أوسعي الطريق يا إرهابية..؟

 

الرابعة:المسيرة المتهمة بقطع الطريق لم تكن من الأصل مسير بل مجموعات من الشباب يطالب بعودة الديمقراطية في مصر، وكان حس حدوث شىءفي الليل مهيمناً على البعض حتى أن أحدهم قال لي: لا تتأخر حتى لا أقتل في حالة عدم وجودك..

 

الخامسة: كانت المظاهر الاحتفالية السلمية ممتدة حتى صور جامعة الأزهر والجميع يبمزح وما رأيتُ سلاحاً مع احد حتى قرب الحادية عشر مساءً، ولم أر صعوداً على كوبري أكتوبر والله شاهد على ما أقول..

 

السادسة: أنصار السيسي كانوا في الطريق اثناء عودتي يقطعون الطريق أمام التلفزيون وكورنيش النيل تماماً ولم يتعرض أحد لهم على الأطلاق ، بل كاد بعض البلطجية يفتك بكاتب هذه الكلمات لما شكوا في كوني من الإخوان..

 

النقطة الأهم والأخطر والأخيرة:

 

 في المواصلة التي عدتُ فيها حدث نزاع على الأجرة قبل التحرك ففوجئت بأحد الركاب يقول: ادفعوا ما يريد السائق فالبطجية بمشاركة الشرطة احتلوا كوبري أكتوبر .. وسيقتلون الناس الآن..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية