
ليالٍ جبنتُ فيها(9)
إسلام ثابت
ليالٍ جبنتُ فيها(9)
يوم الخميس 11 من يوليو الحالي الثاني من رمضان كانت رغبتي شديدة في الذهاب لميدان الشرفاء أو جبل الرماة(رابعة العدوية).. إنهم يدافعون عن نقطة الكرامة الباقية في جسدك الطاهر لكن المسجى ياوطني على يد العسكر والسيد السيسي، بالمناسبة فور ذهابي للميدان قلتُ لصديقي الأقرب، أستاذ الجامعة العائد من السفر الذي كان يريد الركون للراحة في الوطن، على حس، كما يقول إخواننا الصعايدة، أو في ظل الثورة بمعنى أوضح، ولكن السيد السيسي يأبى إلا أن يكون الوطن رهن إشارته هو وتحت أمره، بل هو من يعيد عقارب الساعة للخلف لما يعيد نسج تجربة جمال عبد الناصر، وللحقيقة فقد خدع الإخوان في العصر الحديث خداعاً بيناً لا تخطئه العين اثنان، جمال عبد الناصر، وعبد الفتاح السيسي، وقد أقر هذه الكلمات التي كانت تتعاور بداخلي بشدة نور الدين عبد الحافظ إذ قال عبر صلاة مغرب يوم 18 من يوليو الحالي التاسع من رمضان نفس الكلمات بيد أنه أضاف:
ـ أخطأنا لما ننزل الشارع في عهد عبد الناصر فوصلت الأحوال لما نحن فيه مؤخراً لذا بادرنا بالنزول هذه المرة..
أما السؤال الذي سألته لصديقي:
ـ كيف استطاع السيسي خداع الرئيس ليثق فيه كل هذه الثقة ويخونه كل هذه الخيانة دون أن يشاهد الدكتور مرسي بوادر أو نهايات لها فضلاً عن خطوط وسطى..
أجاب صديقي:
ـ روى القصة التالية عماد عبد الغفور، احد مستشاري الرئيس الباقين للنهاية، لثقة وأخبرني الأخير بها أن السيد السيسي كان يبكي في الصلوات السرية لا الجهرية خلف الرئيس..
فسر الصديق الأمر على أنها ال(فتنة) وفسرتُه تفسيراً آخر بصراحة.. قريباً مما فعله عبد الناصر مع الإخوان في بداية الأمر، إذ أتقن خداعهم، ولما استفاقوا تذكروا أنه لم يكن حتى يصلي معهم، ورجعوا مذكرات كبار الإخوان، وقد راجعتُ في الأمر الأستاذ علي نويتو، أحد كبار الإخوان سناً ومقاماً، فقال بما يعني من كان يدقق في مثل تلك الملابسات في حينها؟ وأني أنظر للأمور من خط النهاية ليس إلا..
اليوم الثاني من رمضان تم استبدال اللافتة خلف المنصة بدلاً من تلك الصادرة عن التحالف لا ادري الإسلامي، مع التقدير للتحالف، لدعم الشرعية، وتوارت الكلمات عن الدعوة لثورة إسلامية، لتحل كلمات واضحة عن مع الديمقراطية ضد الانقلاب بالعربية والإنجليزية معاً ..في تكتيك بالغ الوضوح ضد التفكير الواضحة فيه بصمات السيد هيكل في محاولة مدارة الانقلاب بشرعية زائفة، قبيل المغرب أعلن السيد صفوت حجازي عن ان عدد المفطرين في الميدان بالأمس وصل لثلاثة ملايين، إنني لا أخفي تشككي التام في هذه الأرقام بل في عقول من يصدقونها، إذ كيف يمكن اجتماع ثلاثة ألف ألف إنسان في مكان مثل رابعة وما حولها؟
المهم رصدت عيني التحول الوقح الحاصل لجريدة الاهرام بما هو اكثر سوءً من عهد مبارك، بل ربما جمال عبد الناصر، وهاهو عبد الناصر سلامة، أيضاً، يخون من ولاه ببجاحة متناهية النظير، فالمرشد العام لجماعة الإخوان دخل الميدان متخفياً في ثوب منقبة لكيلا لا يتم القبض عليه، منتهى الفبركة والتشفي والبجاحة، ثم إن المعتصمين بميدان رابعة سرقوا سيارتي البث الخارجي التلفزيوني المقدر ثمنيهما بأحد عشر مليون جنيه، وفق بلاغ العاملين على السيارتين، ولما سألت ثقة من المعتصمين بالميدان، ممن لا صلة له بالإخوان قال بأن العاملين بالتلفزيون بعد رحيل الوزير صلاح عبد المقصود كفوا عن العمل تماماً على السيارتين مما دفع الثوار لسؤالهم عن سبب ذلك ومكان ضمائرهم أهي في أجسادهم أم في مناطق اخرى من الوجود؟ ولما لم يعرف السادة الإعلاميين جواباً بادروا بالفرار قبل أن يتأكد الثوار من عدم وجود ضمائر من الأصل لدى هؤلاء، أما بقية أخبار الأهرام والإشاعات فلها حديث آخر إن امتد بنا العمر..