دقت أعمال الرعب أبواب السينما والدراما بقوة، مؤخرًا، لتجذب عدد كبير من الجمهور المحب تلك النوعية والذي كان يبحث عنها في الأعمال الأجنبية التي تشبع رغبته من حيث الحبكة الدرامية والأجواء التي تثير الخوف والرعب والإثارة، ليحبس المشاهدون أنفاسهم من هول ما يرونه وخوفًا من ما هو قادم.
وعلى تاريخ السينما والدراما، قدمت هذه النوعية من الأعمال على استحياء، ربما لأننا لا نمتلك تكلفة الإنتاج العالي وأعمال الجرافيك نظرًا لأن هذه الأعمال لها طابع خاص تتميز به.
ورغم أننا الآن نمتلك الامكانيات وشركات إنتاج قادرة على تحمل تلك التكاليف الضخمة، إلا أن هذا الأمر وحده لا يكفي، فبدون نص وقصة قوية وسيناريو ذات حبكة درامية، سيخرج ذلك العمل بشكل هزلي ومن الممكن أن يثير الضحكات بدلًا من أجواء التخويف.
"أبواب الخوف"
على مدار الـ 10 سنوات الماضية، استطاعت عدد من أعمال الرعب، أن تدب الخوف في نفوس الجمهور، لتتصدر المشهد وتحقق نجاحًا ملحوظًا وإشادات من الجمهور، لكن الدراما كان لها النصيب الأكبر من النجاح، معلنة تفوقها على الأعمال السينمائية.
وشجع مسلسل "ما وراء الطبيعة" التي لعب بطولته الفنان أحمد أمين، العديد من الكتاب وصناع الدراما لتقديم مثل هذه النوعية، خاصة مع انتشار المنصات الرقمية التي تلبي رغبات الجمهور.
كما استطاع فيلم "الفيل الأزرق" تحقيق إيرادات تجاوزت الـ 100 مليون جنيه، ليكون أول فيلم رعب مصري يتصدر عرش شباك التذاكر في تاريخ السينما المصرية.
"مش هتقدر تغمض عينيك"
يجب الجمهور، هذه النوعية من الأعمال ويتابعها بشغف، خاصة إذا كتبت بشكل متقن بقلم سيناريست بارع، ومخرج متمكن ذات خيال واسع.
وخلال الفترة القادمة، يكون الجمهور على موعد مع أعمال جديدة تنتمي لنوعية الرعب، على المستوى السينمائي والدرامي.
احذر.. الرعب في منزلك
يشهد السباق الدرامي الرمضاني 2021، منافسة لأعمال الرعب لتكون إحدى الأطباق المقدمة على مائدة الإفطار هذا العام.
تشارك الفنانة روبي، بمسلسل "شقة 6.. العين الثالثة"، مع النجوم: "شريف سلامة، وأحمد حاتم، محمود البزاوي، هاني عادل، صلاح عبدالله، رحاب الجمل، حمزة العيلي، ملك قورة، وسيناريو وحوار "رفيق القاضي، وسعاد القاضي، ومحمود وحيد، ونبيل شعيب"، وإخراج محمود كامل.
وتدور أحداث المسلسل حول شقة رقم 6، بأحد العقارات، تسكن فيها "روبي"، التي تعمل صحفية حوادث، وتفاجأ فيها بالكثير من أجواء الرعب، لتعيش مع جيرانها العديد من المواقف المثيرة والغامضة.
وتقدم الفنانة دينا الشربيني، مسلسل "قصر النيل"، وتجتمع خلاله مع الفنانة ريهام عبد الغفور، بعد النجاح الكبير الذي حققاه معًا في مسلسل "زي الشمس"، قبل عامين.
يشارك في بطولة المسلسل: أحمد مجدي، وأحمد خالد صالح، وصلاح عبدالله، ومريم الخشت، وناردين فرج، وعمر السعيد، وصبري فواز، ومحمد محمود عبد العزيز، وإخراج خالد مرعي.
ويعرض العمل جريمة تقع في فترة الستينيات، ويغلب عليه طابع الإثارة والتشويق، وتجسد "دينا" زوجة رجل يتوفى في الحلقات الأولى من المسلسل، وتدفعها الظروف للزواج من صبري فواز، شقيق زوجها، والمتزوج من ريهام عبد الغفور، كما تدخل في رحلة شاقة؛ للحصول على ميراثها.
وبعيدًا عن المارثون الرمضاني، تشهد الفترة المقبلة عرض عدد من المسلسلات، تنتمي إلى هذا اللون، منهم مسلسل "قارئة الفنجان" الذي انتهى صناعه من تصوير المشاهد الأخيرة لهم في بيروت، تمهيدًا لعرضه قريبًا.
"قارئة الفنجان" بطولة: أحمد فهمي، وورد الخال، ومحمود الليثي، وباسم مغنية، وأحمد شعيب، وإخراج محمد جمعة، وقصة هاني سرحان، وسيناريو إياد صالح.
ويدخل المسلسل في دائرة الغموض والرعب، لكن بطريقة مختلفة، عن طريق التكنولوجيا التي ترافقنا في حياتنا بشكل يومي.
ويعرض العمل قصة بعض الأشخاص، الذين يبتكرون تطبيقًا اسمه "قارئة الفنجان"، لكنه يقلب حياتهم رأسًا على عقب، بعدما يكتشفون أن ما يرونه في الفنجان هو نفسه ما يحدث لهم في الحقيقة، وذلكعلى مدار 10 حلقات، عبر إحدى المنصات الإليكترونية، نهاية الشهر الجاري.
ويكون الجمهور على موعد مع مغامرة تحبس الأنفاس في "الغرفة 207" للكاتب تامر إبراهيم، والمأخوذ عن رواية حقيقية للراحل أحمد خالد توفيق.
تدور أحداث "الغرفة 207" عام 1968، داخل فندق أصر مالكه على بقائها رغم الأهوال التي تدور فيها، والرعب الذي يلحق بحياة كل من يقطنها.
والكثيرون دخلوا الغرفة 207 لكن قليلين فقط استطاعوا النجاة منها وخرجوا يحملون ذكريات ما حدث لهم فيها، ذكريات لا يجرؤون حتى على ترديدها لأحد.
بطل الرواية جمال الصواف لم يستمع للتحذيرات، ولم يأبه بما تخبئه له الغرفة، ولم يلتزم بمكانه خلف طاولة الاستقبال، ودخل الغرفة لتنقلب حياته كلها رأسًا على عقب ويبدأ في اكتشاف أسرار الغرفة ثم أسرار حياته وماضيه وفي كل مرة، يكون عليه دفع ثمن كل حقيقة يكتشفها غاليًا.
ما حدث لجمال الصواف في الغرفة 207 هو وغيره تكشفه حلقات المسلسل الذي ينتمي لمسلسلات الرعب والغموض.
ويعرض المسلسل، الذي تدور أحداثه في عام 1968، حول الغرفة 207 بأحد الفنادق، إذ يصر مالكه على بقائها، على الرغم من الأهوال التي يتعرض لها كل من يسكنها، فالقليل فقط هو ما نجا بنفسه منها.
ولم يستقر "إبراهيم"، بعد، على مخرج للمسلسل، أو على البطل، الذي سيجسد شخصية "جمال الصواف" بالرواية، وسيعرض المسلسل على منصة "شاهد VIP"
"تهويدة" في ظلام السينما
أفلام الرعب في السينما، ذات طعم خاص، فمع الظلام المخيم على المكان والمؤثرات الصوتية التي تزيد من الإثارة، تكون أجواء الرعب أكثر تخويفًا وتشويقًا.
وبعد نجاح فيلم "الفيل الأزرق" بجزئيه يكون الجمهور على موعد مع أفلام جديدة تنتمي لنوعية أعمال الرعب.
كان من المفترض أن يصل فيلم "يوم 13" لقاعات السينما منذ أشهر، لكن بسبب تفشي فيروس كورونا، وتطبيق الاجراءات الاحترازية تم تأجيل عرض الفيلم لحين استقرار الأوضاع.
فيلم "يوم 13" يطرح بتقنية الـ3D، يحمل ميزانية ضخمة وعالية فهو أول فيلم مصري يقدم بهذا النوع أحداثه تدور فى إطار الإثارة والتشويق.
"يوم 13" بطولة دينا الشربيني، أحمد داوود، شريف منير، محمد ثروت، نسرين أمين، وأروى جودة وأحمد زاهر وفيدرا ومحمود عبدالمغني ومجدي كامل ونهال عنبر ونهى عابدين ومحمد الصاوي وتأليف وإخراج وائل عبد الله.
ولم تستقر الجهة المنتجة، على اسم العمل النهائي وتفاضل بين اسم "يوم 13" و"القصر الملعون".
وتدور أحداث الفيلم حول قصر ملعون يتعرض بسببه أحد الأفراد لمشاكل عديدة، يحاولون حلها لكنهم يفشلون.
"التهويدة"
بفكرة جديدة، يعود الفنان عمرو يوسف للسينما ويحمل معه أجواء الرعب والإثارة من خلال فيلم "التهويدة" مع المخرج طارق العريان.
الفيلم من تأليف تامر إبراهيم، وبطولة الفنان عمرو يوسف، وينتمي إلى نوعية أعمال الرعب النفسي في إطار أفلام الحركة والتشويق بما يعرف الـ"سايكو دراما" والمزج بين الدراما وعلم النفس.
ويرى الناقد طارق الشناوي، أن هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى صفات معينة أهمها قدرة الصانع على تهيئة المشاهد لتلك الأجواء من الرعب، والتي تتمثل في الحبكة المحكمة، والتصوير البارع والموسيقى التصويرية غير التقليدية، فضلاً عن الجرافيك وصنّاع لهم خيال واسع.
مغامرة سينمائية
"الفن صناعة ومغامرة، ولو المغامرة ما ظهرت ألوان فنية جديدة".. دافع المغامرة وتقديم شئ غير معتاد وجديد وفي نفس الوقت له قاعدة جماهيرية عريضة يكون الدافع لدى صناع الفن لتقديم كل ما هو جديدة.
تراثنا العربي يضم آلاف القصص التي تدور في إطار الرعبن فمن في طفولته لم يستمع لحدوتة "النداهة" او "أبو رجل مسلوخة"، أو "العفريت".
ومع الوقت تطورت أشكال القصص، لتخرج في شكل أدبي أكثر حبكة لتمتلئ المكتبة العربية بالروايات المرعبة، التي يبحث عنها جمهور بعينه على الأرفف.
ومع بداية السينما في الأربعينيات، وجدت أعمال الرعب طريقها للسينما بعضها كتب له النجاح والبعض الآخر لم يلق أي صدى، لكن هذه النوعية كانت تقدم على استحياء عملًا أو عملين خلال العقد، وانحصر أغلبها في عالم الجن والعفاريت والسخرة .
ففي فترة الأربعينات ظهر فيلم "سفير جهنم" للفنان يوسف بك وهبي، ويعد من أفلام الرعب المصرية ذات طابع شيق، وأبدع "يوسف وهبي" في أداء دور "الشيطان" وظهر بشكل مخيف لظهور أنياب وقرون وسيطر الرعب على المشاهد بمصداقية.
وفي الخمسينات فيلم "موعد مع إبليس" للنجمين محمود المليجي وزكي رستم، وفي السبعينات ظهر فيلم واحد فقط وهو فيلم "المرأة التي غلبت الشيطان"، والتي قامت ببطولته الفنانة الراحلة نعمت مختار والتي أعتزلت بعدها.
وفي الثمانينيات ظهرت 4 أفلام منها "الأنس والجن"، "التعويذة"، "عاد لينتقم"، و"كابوس".
ومع دخول الألفية الجديدة ظهرت أفلام منها "أحلام عادية"، "كامب"، "وردة"، "122".
شجع فيلم "الفيل الأزرق" صناع السينما في خوض تجربة أفلام الرعب مرة أخرى خاصة مع الإشادة الجماهيرية والنقدية التي حصل عليها، وخاصة الجزء الثاني التي كانت مشاهده أكثر رعبًا ووظف الإمكانيات البصرية والسمعية والمؤثرات بطريقة مبهرة وجذابة، رغم عدم قوة القصة التي اعتمدت على المس والجن.
وعبر المنصات الرقمية، طرح مؤخرًا فيلمي "الحارث" و"خط الدم" لكن كل من العملين لم يحظى بالنجاح، ففيلم "الحارث" التي لعب بطولته الفنان أحمد الفيشاوي وياسمين رئيس جاءت قصته غير محبوكة وتفتقد للكثير من الخطوط كما أن مشاهد الرعب لم تكن بالقوة المطلوبة ليفتقد الفيلم للأحداث الشيقة والمثيرة للمشاهد.
أما فيلم "خط الدم" للنجمين ظافر العابدين ونيللي كريم، والذي تصدر للمرة الأولى في السينما المصرية والعربية لفكرة مصاصي الدماء، أثار سخرية الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يشعروا أنه ينتمي لهذه النوعية ليخيب آمالهم.
المسلسلات أكثر حظًا
كان للدراما، الحظ الأكبر من النجاح للمسلسلات التي تنتمي لنوعية الرعب، وحقق العديد منها حقق نجاحًا كبيرًا، مثل "أبواب الخوف، ساحرة الجنوب، الكبريت الأحمر، كفر دلهاب"، قصة "604" ضمن سلسلة "نصيبي وقسمتك"، ومؤخرًا عرض مسلسل "جمال الحريم" وتدور أحداثه حول عالم الجن والأشباح، وما يتخلله من دجل وشعوذة ، ومسلسل "ما وراء الطبيعة".
تختلف أسباب نجاح الأعمال الدرامية ذات طابع الرعب من عمل إلى آخر، خاصة أن تنفيذ هذه المسلسلات يكون صعبًا على جميع المستويات؛ سواء الإخراج أو التصوير أو الكتابة أو الموسيقى التصويرية، التي تلعب دورًا هامًا في توجيه المشاعر وزيادة الترقب والتوتر للمُشاهد.
فمثلًا، مسلسل "كفر دلهاب" سيطر عليه أجواء الرعب وخاصة التصوير في القرية والفتاة الملعونة التي قتلت وظلت اللعنة تطارد أهل الكفر بسببها، وأجواء التصوير عمومًا حيث تعتمد الإنارة على النيران والملابس التي تعتمد على السواد لتزيد من الغموضن إلى جانب الفتاة الملبوسة التي جسدت دورها الفنانة سهر الصايغ، التي كانت يترقب المشاهد ظهورها وتثير الذعر والفزع.
ومسلسل "أبواب الخوف" استطاع أن يحقق النجاح بحبكةة قصته، وأدى الفنان عمرو واكد شخصية الصحافي والمترجم "آدم ياسين"، المولع بالقصص المثيرة والمرعبة عن علاقة الإنسان بالعوالم الأخرى، حيث يبحث البطل في كل حلقة عن أسرار حادثة أو واقعة غريبة مرت عليها سنوات طوال، ويتورط أحياناً في مطاردات مع الشرطة بسبب رحلة البحث والتقصي التي يقوم بها لمعرفة خلفيات تلك الحوادث.