رئيس التحرير: عادل صبري 02:16 مساءً | الثلاثاء 29 أبريل 2025 م | 01 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

سينما 25 يناير.. قُتلت في بلد الثورة وتألقت عالميًا

سينما 25 يناير.. قُتلت في بلد الثورة وتألقت عالميًا

ميديا

سينما 25 يناير

سينما 25 يناير.. قُتلت في بلد الثورة وتألقت عالميًا

كرمة أيمن 25 يناير 2018 16:38

فجرت ثورة 25 يناير، العديد من الأعمال السينمائية لتصبح هذه الأفلام الوقود الذي يشعل أحداث الثورة في نفوسنا مهما مرت السنوات، ولتبق وثيقة تراثية مرئية حية للأجيال القادمة.

ورغم تنوع هذه الأعمال ما بين أفلام روائية وتسجيلية ووثائقية، إلا أنها قتلت في البلد التي اندلعت بها الثورة، ووجدناها تتألق على السجادة الحمراء عالميًا في المهرجانات الدولية.

 

لم تحتف مصر، بهذه الأعمال وكانت الإيرادات خير دليل على ذلك، وأوحى مشهد امتلاء ميدان التحرير بألاف ألاف المتظاهرين، أن المشهد سيتكرر ثانية على قاعات السينمات، لير جمع الشعب تجسيد هذا الحدث على الشاشة من منظور المبدعين. 00

 

ومع أن الإيرادات دقت "ناقوس الخطر"، إلا أن الاحتفاء والجوائز الذي لاقته هذه الأعمال عالميًا عوض هذه الخسارة القريبة، لكن المكسب من هذه الأفلام يكمن في أهمية الثوثيق للحدث وشباك التذاكر ليس المعيار الوحيد للنجاح، بل بقاءها في ذاكرة التاريخ.

 

وخلال هذا التقرير نعيش لحظات خاصة، مع أفلام رصدت فترة شديدة الخصوصية تحية منهم لثورة 25 يناير، ويبق السؤال هل اغتال الجدل السياسي الحالة السينمائية في مصر؟.

 

الميدان.. روح الثورة
 

"أحسن فيلم عن الثورة" بهذه الكلمات وصف الناقد الراحل سمير فريد الفيلم التسجيلي الطويل "الميدان"، قائلًا: “الفيلم يعبر عن أكثر إجابات السينما اكتمالًا عن سؤال ما الذي يحدث في مصر منذ 25 يناير 2011، وحتى 3 يوليو 2013.

وأشار إلى أن أهم ما يميز الفيلم هو مصريته الخالصة من حيث الهوية الثقافية، وثوري خالص من حيث الموقف السياسي الذي يعبر عنه، فهو تاريخ للثورة بلغة السينما.




وعرض الفيلم لأول مرة في 18 يناير، 2013 في مهرجان صاندانس السينمائي، وربح جائزة الجمهور في السينما العالمية ضمن فئة الوثائقي، كما فاز أيضًا بجائزة اختيار الجمهور في فئة الوثائقي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2013، واستقبلته دور العرض في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما عرض فيلم "الميدان" ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان برلين السينمائي، ورشح ضمن القائمة النهائية لجائزة الأوسكار لعام 2014، لأفضل فيلم تسجيلي طويل.



ويرصد "الميدان" أبرز الأحداث التي شهدتها مصر بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك، وحتى عزل الجيش لمحمد مرسي، وذلك من خلال معايشة الفيلم لتلك الأحداث عن طريق يوميات مجموعة من الشباب الذين ينتمون لتيارات فكرية مختلفة.

 

بعد الموقعة..

يبدأ الفيلم بـ"موقعة الجمل" وينتهي بموقعة “ماسبيرو” يوم 9 أكتوبر، وكلتاهما من ردود أفعال الثورة المضادة، ويتضمن مشاهد تسجيلية لوقائع حدثت بالفعل في محيط ميدان التحرير.



 

وأعادنا فيلم "بعد الموقعة" للمسابقة على جوائز مهرجان كان السينمائي، بعد غياب دام لأكثر من 15 عامًا، لينافس على جوائز السعفة الذهبية، كما لاقي ردود أفعال نقدية وجماهيرية إيجابية في مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" بتونس، كما عرض ضمن فعاليات "مهرجان مالمو للسينما العربية" في السويد، وأيضًا بمهرجان أبو ظبي السينمائي، ومهرجان الأقصر للينما الإفريقية.

وتدور أحداث بعد الموقعة، عن ريم، الناشطة السياسية التي تختلط بالناس لإنجاز بحث ميداني فتلتقي بمحمود الذي يتوقف عن العمل نتيجة أحداث الثورة فيقرر الهجوم على متظاهري ميدان التحرير في موقعة الجمل الشهيرة، ولكن ريم بشكل أو بآخر تتعاطف معه رغم فعلته.



ورغم كل هذا الترحيب والاحتفاء به بل ومنافسته في مهرجانات دولية، إلا أنه لم يحقق في مصر سوى 2 مليون جنيه.

فيلم "بعد الموقعة" من تأليف عمر شامة واخراج يسري نصر الله، وبطولة باسم سمرة، ومنة شلبي ، وناهد الشباعي واخراج يسري نصر الله.
 

تحرير 2011.. من الميدان للشاشة
 

نادرًا ما تعرض دور العرض السينمائية في مصر فيلمًا تسجيليًا، لكن الوضع اختلف مع فيلم "تحرير 2011” الذي عرض بشكل تجارى على مدار ثلاثة أسابيع، ولاقى رواجًا في الشارع المصري.


 

ويتحدث الفيلم عن أحداث الثورة المصرية في الفترة ما بين 25 يناير إلى 11 فبراير. "تامر عزت" بفيلمه "الطيب"، و"آيتن أمين" بفيلمها "الشرس"، و"عمرو سلامة" بفيلمه "السياسي" والذين اجتمعوا لتوثيق أهم لحظات عاشها الشعب المصري في حياته من خلال فيلم تحرير 2011.

وعقب عرض "تحرير 2011" في مهرجان فينسيا بدورته الـ68، استقبل الفيلم بحفاوة واستمر تصفيق الحضور خمس دقائق متواصلة، وأعلنت الجوائز ليقتنص جائزة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" التي تمنحها لجنة تحكيم خاصة لأحسن فيلم، وهي الجائزة الوحيدة للمنظمة في مهرجان دولي.

كما فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أوسلو السينمائي الدولي بالنرويج 2011.


 

الشتا اللي فات.. برودة يناير 2011
 

تدور أحداث الفيلم قبل اندلاع ثورة يناير إلى أن يصل إلى الثورة 25 يناير، وذلك في إطار ثلاث قصص إنسانية وقت الثورة، الأولى لضابط بمباحث أمن الدولة، والثانية لمذيعة تليفزيونية والثالثة لمهندس كمبيوتر.

وعرض الفيلم خلال الموسم السينمائي 2013، وبعد خمس أسابع من عرضه لم تتجاوز إيرادته 200 ألف جنيه، رغم تصفيق الحضور في مهرجان فينيسيا الدولي، لمدة 5 دقائق لعمرو واكد وأبطال الفيلم.
 

و"الشتا اللي فات" من بطولة عمرو واكد وفرح يوسف وصلاح حنفي، ومن إخراج إبراهيم البطوط.



"اشتباك".. دوامة العنف قبل فجر الحرية

 

في فرنسا، اختير فيلم "اشتباك" تم اختياره لافتتاح مسابقة "نظرة ما" في الدورة 69 لمهرجان كان السينمائي والمنافسة على جائزة القسم مع 18 فيلمًا آخرين.

ولاقى الفيلم لدى عرضه، استحسانًا واسع المدى من رواد المهرجان، وتقييمًا إيجابيًا على المستوى النقدي، كما تم اختياره من أفضل 10 أفلام عرضت بالمهرجان.



ومع كل هذا النجاح، إلا أن الإيرادات التي حققها في شباك التذاكر في مصر وصلت لـ 5 ملايين جنيه، رغم أن تكلفة إنتاجه وصلت لـ 13 مليون جنيه.

تدور أحداث الفيلم بعد 30 يونيو 2013 داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد خلع الرئيس محمد مرسي من الحكم، متضمنة لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضًا، وعارضة لجزء كبير مما يحدث في مصر.

وقال الناقد طارق الشناوي، إن فيلم "اشتباك" يدعو لنبذ العنف تمامًا، لكن من يرَ الشرطة شرًا فقط، فلن يرضيه الفيلم، ومن يرها ملائكة فقط، فسيلعن الفيلم، ومن يؤيد ثورة 30 يونيو فقط، ويرفض 25 يناير، سيعتبر المخرج مزيفًا للتاريخ.



وتابع: "ومن يرفض الحكم الدينى، ولكنه لا يمانع من فرض قانون القوة على قوة القانون سيعتبر الشريط له ميول إخوانية، ووالذى يريدها دولة دينية سيعتقد أن المخرج "أمنجي"، ومن يحب "توم هانكس" ربما يحب الفيلم لأنه أيده فى رسالة بعثها للمخرج، ومن لديه خوف من تسلط عقدة الخواجة سيعتبرها رمزا للوصاية الأمريكية على مقدرات الوطن.

وأختتم طارق الشناوي، قائلًا: "قيمة فيلم اشتباك، أنه أراد أن يكون نفسه، ولكن قطاعًا من الجمهور لن يتنازل عن أن ير الفيلم كما يريده، وليس كما هو على الشاشة".

وشارك في بطولة الفيلم "نيللي كريم وطارق عبد العزيز وهاني عادل وأحمد مالك، وإخراج محمد دياب.

فيلم 18 يوم.. أيقونة السينما المستقلة

 

حاول فيلم "18 يوم" أن يجد طريقًا للعرض جماهيريًا، لكن كل محاولته باتت بالفشل بعد أن رفضت الرقابة منحه التصاريح، ليكرر صناعه بعد ست سنوات من إطلاق الثورة بثه عن طريق موقع الفيديوهات "يوتيوب".

وسار أبطال "18 يوم" على الريد كاربت لمهرجان كان السينمائي 2011 في دورته الـ64، ليعبر عن الحالة الثورية في مصر من داخل فرنسا، واعتبر الفنانون اختيار الفيلم ضيف شرف في مهرجان كان، يبين تقدير الشعوب للثورة المصرية.



وشارك الفيلم في مهرجان بغداد السينمائي الدولي، ولم يعرض الفيلم الذي يتحدث عن الثورة، في البلد التي قامت بالثورة سوى مرة واحدة خلال فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية عام 2013.

وقدم فيلم "18 يوم" صورًا سينمائية متنوعة لأحداث الثورة بدءاً من انطلاق المظاهرات يوم 25 يناير، حتى تنحي مبارك يوم 11 فبراير.

وتضمن الفيلم 10 أفلام قصيرة، لوقائع ثورة الخامس والعشرين من يناير في عام 2011، التي أدت إلى تخلي الرئيس المصري الأسبق "مبارك" عن منصبه كرئيس للجمهورية، والذي استغرق 18 يوماً، من عدّة نواح وباختلاف وجهات نظر، كما يحكي قصص سجن شخصيات تعمل في السلك السّياسي في مستشفيات الأمراض العقلية بأمر من قبل الجهات الحكومية والأمنية، بالإضافة إلى قمع الحريات ومنها حرية الصّحافيين وغيرها من القضايا الجريئة.



ويحمل "18 يوم" قصصاً عديدة تحمل عناوين مختلفة منها: "احتباس"، و"حظر تجول"، و"داخلي خارجي"، و"الطوفان"، و"شباك".


وشارك في الفيلم 10 مخرجين، و8 مؤلفين، و3 شركات إنتاج، من بطولة أحمد حلمي، ومنى زكي، وهند صبري، وحنان ترك، وعمرو واكد، وأحمد الفيشاوي، وإيمي سمير غانم، وآسر ياسين، وتأليف تامر حبيب، وأحمد حلمي، وبلال فضل، ومن إخراج مريم أبو عوف، وشريف عرفة، ويسري نصرالله، وشريف بندراوي، وخالد مرعي.



نوارة "الثورة"

حصد فيلم "نوارة" عدد من الجوائز بمهرجانات سينمائية محلية وعربية ودولية أيضًا، وكان للفنانة منة شلبي، بطلة العمل نصيب الأسد من التكريمات.

وحصد "نوارة" نحو 7 جوائز: من 3 مهرجانات مصرية، و4 عربية ودولية، وفازت منة شلبي بجائزة "أفضل ممثلة" في مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان مالمو السويد، وتطوان المغرب الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، ومهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وكما حصل الفيلم على جائزة الوهر الذهبي، بمهرجان وهران الدولي.


وحقق الفيلم إيرادات بلغت مليون و800 ألف، في شباك التذاكر المصري، و"نوارة" بطولة منة شلبي، أمير صلاح الدين، محمود حميدة، شيرين رضا، رجاء حسين، وهو من تأليف وإخراج هالة خليل.

وتتركز أحداث الفيلم حول فتاة من حي شعبي تدعى نوارة "منة شلبي"، والتي تعيش قصة حب مع علي "أمير صلاح الدين" خلال الفترة التي اندلعت خلالها ثورة الخامس والعشرون من يناير وبعدها، مستعرضًا أثر ما كان يجرى في مصر خلال هذه الفترة على نوارة وعلى قصة حبها وعلى عملها كخادمة في فيلا أحد الوزراء السابقين.


 

ثورة 25 يناير
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان