رئيس التحرير: عادل صبري 10:56 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في ذكرى 30 يونيو: لا ثورة إلا ثورة يناير

في ذكرى 30 يونيو: لا ثورة إلا ثورة يناير
29 يونيو 2015

في ذكرى 30 يونيو: لا ثورة إلا ثورة يناير

طاهر مختار

في ذكرى 30 يونيو: لا ثورة إلا ثورة يناير

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لـ 30 يونيو بعاصفة من الأفكار والمشاعر، تمر علينا ولا نشعر اليوم ـ كمؤمنين بثورة يناير ـ  سوى بالألم لما نتج عنها وإن كان الكثيرون ممن هم على خط الثورة وشاركوا في الحدث يرفضون الاعتراف بذلك على مستوى الأفكار المترجمة لحروف وكلمات.


رأى العديدون وقتها أن 30 يونيو هي ثورة شعبية ضد حكم الإخوان أو موجة ثورية مكملة لثورة يناير تستهدف لإكمالها ولكن ما يبدو جليًا اليوم أن هذا اليوم لم يكن سوى درجة مفصلية لسلم الانقلاب العسكري على ثورة يناير الذي تم توطيد أركانه في 3 يوليو 2013، حيث سحب من خلاله قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي سلم الديمقراطية الذي انتزعته ثورة يناير بنضال الملايين من شعب مصر بانقلابه كممثل للثورة المضادة ومن قلب المخابرات الحربية لدولة مبارك على أول رئيس تم انتخابه بانتخابات ديمقراطية جاءت كأحد مكتسبات ثورة يناير.

 

يسقط كل من خان .. فلول، عسكر، إخوان؟!

                                   

رَفع ذلك الشعار مع النزول للميادين ضد حكم مرسي كان باختصار هو تكتيك تلك المرحلة لمعظم القوى الثورية الأكثر راديكالية!

 

(لا أتحدث هنا عن جبهة الإنقاذ ذلك الكيان الانتهازي الذي كان متذيلًا للعسكر منذ البداية ضد الإخوان، ولم يرفع شعارًا ضد حكم العسكر؛ فقد كان يرى أن العسكر من الممكن أن يحموا مدنية الدولة والديمقراطية فيها والقيام بالتصدي للإخوان من أجل تلك المهمة!).

 

فهل يصح تكتيك: مشاركة جبهة صغيرة ضد العسكر والإخوان معًا في مظاهرات واسعة ضد الإخوان فقط في حين أن العسكر هم أصحاب السلطة الحقيقية والمسيطرين على مفاصل الدولة بشكل فعلي بل وتطلب منهم العديد من القوى المشارِكَة إنقاذهم وإنقاذ مدنية الدولة؟ (بعيدا حتى عن معلومات لم تكن متوفرة للكثيرين وقتها حول أن ذلك الحشد كان بتخطيط من العسكر والثورة المضادة!).

 

هذا الشعار السابق ذكره والهتاف الشهير رددته بعض القوى الأكثر راديكالية والتي كانت جزءًا من ثورة يناير وتعادي حكم العسكر ثم وقفت ضد الإخوان ـ خلال مشاركتها في فعاليات 30 يونيو في الفترة التي سبقت انقلاب 3 يوليو مباشرة، وكانت تلك القوى ترى أنه يمكن تجذير الثورة بالمشاركة في 30  يونيو ضد الإخوان بمجرد رفع شعارات ضد حكم العسكر أيضا وقتها، مع إن الجماهير كانت محشودة فعليا فقط ضد حكم الإخوان ـ شركاء الميدان في 25 يناير الذين خانوا الثورة لاحقا ـ، وعددهم وتأثيرهم لا يقارن بأي حال بحجم الجماهير في الميادبن!

 

بعيدا عن السذاجة المفرطة في افتراض أن الحل بالمشاركة وقتها في تظاهرات حاشدة بل ومحشودة ضد الإخوان وحكم الرئيس المُنقَلب عليه محمد مرسي مع رفع شعار مجرد لا يتناسب مع موازين القوى على الأرض ـ التي يجب على أي ثوري أن يقدرها جيدا ـ وفي نفس الوقت وبسذاجة واستسهال مفرطين أيضًا يضع نفس الشعار الأعداء والخصوم السياسيين كلهم في نفس الخانة دون توصيف دقيق للفروق بينهم، فإن مثل هذا الشعار يمكن فهمه في الإطار المجرد بأن الحل النهائي للثورة هو بعيد عن حكم العسكر الذين يمثلون القلب الصلب للنظام الذي قامت ضده الثورة وبعيد عن حكم الإخوان الإصلاحيين الذين كانوا في السلطة وقتها ولم يحققوا مطالب الثورة بل وقفوا ضدها في العديد من المحطات الهامة وهو ما يعد خيانة لها، بمعنى أن هذا الشعار وقتها رغم أنه كان طرحا ساذجا غير عملي لذلك الموقف المتشابك ولكنه كان مفهوم السياق.

 

بعد الانقلاب:

استمر ترديد هذا الشعار في الفترة التي تلت الانقلاب في المساحات المحدودة المتاحة لقوى الثورة المعارضة لحكم العسكر والإخوان معا بعد إزاحة الانقلاب للإخوان من السلطة، وهو الشعار الذي لا أدري محلًا له من المنطق الآن لعدم واقعيته عندما يطالب بسقوط حكم الإخوان الذين سقط حكمهم تمامًا بالفعل بل ويتم التنكيل بهم الآن ما بين القتل والسجن وأحكام الإعدام الجماعية إلا إذا كان الهدف من ذلك الهتاف هو عدم إحداث قطيعة تامة مع السلطة العسكرية القائمة وخطابها بأن يقول من يردده أنه نعم يعادي السلطة ولكنه ليس من الإخوان الذين تستمد السلطة شعبيتها بل وشرعيتها عند مؤيديها من الحرب ضدهم، وهو ما يعد انتهازية سياسية وانبطاح أمام خطاب الانقلاب طلبا للأمان أو لعدم الاصطدام بوعي الجمهور المتأخر الذي يسيطر عليه العسكر وإعلامهم، ومشكلتي مع نفس الشعار أيضًا الآن لعدم دقته في تحديد من وصفهم بالخيانة إن كان المقصود بالخيانة "خيانة الثورة"!

 

من البديهي أن نقول أن الفلول لم يخنوا الثورة؛ وكيف يخونوها وهم لم يكونوا معها من الأساس بكونهم هم رأس النظام الذي قامت ثورة يناير ضده، أي أنهم كانوا أعداءها الطبيعيين، ولكن ماذا عن العسكر والإخوان؟

 

فهل خان العسكر الثورة؟ وهل خان الإخوان الثورة؟

للمقال بقية،،

 

انتظروا غدًا الحلقة الثانية من سلسلة "في ذكرى 30 يونيو: لا ثورة إلا ثورة يناير" بعنوان: "هل خان العسكر الثورة؟".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية