
الثورات على المريخ
محمد طلبة رضوان
الثورات على المريخ
أعلنوا عن اكتشاف ماء على سطح المريخ، يوجد حياة، ربما، الله أخبرنا أنه جعل من الماء كل شيء حي، لكن ما طبيعتها، شكلها، كيف يبدو المواطن المريخي، أم تراه ليس مواطنا، كائن، شيء، فكرة، روح، خرافة، ماذا عنه؟
كيف نبدو من وجهة نظرهم؟ هل اكتشفونا كما اكتشفناهم؟ ماذا يقولون عنا؟ كيف يتصوروننا؟ سعداء أم أشقياء، محظوظون لأننا هنا وليس على المريخ، أم تراهم لا يشغلون أنفسهم بمخلوقات أقل !!
كيف يرى المرصد المريخي الموازي لناسا هذه الخرائب الكونية، مجرة درب التبانة، ماذا لو تخيلنا مخابراتهم تراقبنا وتكتب عنا التقارير، أغبياء، عصابات تحكم، وقطعان من البشر تعيش، بعضهم لا يطال شيئا من مصدر القوة والثروة، شعوب بأكملها، ليست إلا أحذية في أقدام ملوكها وأمرائها ورؤسائها وعساكرها، التنفس مقابل الحماية النسبية، بعض الطعام والشراب مقابل الحياة والنسك والمحيا والممات، وأشياء أخرى يحددها صاحب الحذاء/ المواطن وفقا لمقاس فردة مزاجه !!
ماذا يقولون عن مصر، مصر في المريخ، والله فكرة، المصريون في عيون الإعلام المريخي، أم الكوكب؟ "أد الكوكب"، هل لديهم أقمار تلتقط التفاصيل، يشاهدوننا، يسمعوننا، يروننا، كيق رأوا مجزرة رابعة؟، هل سمعوا السيسي في الأمم المتحدة؟، هل يشاهدون توفيق عكاشة، يا نهار أزرق، سمعتنا هنا أننا متخلفون، فكيف بسمعتنا هناك لو كانوا يشاهدونه؟
كيف يرى المريخ الغربيين؟، حمقى، نوع آخر من القطعان المرفهة، زرائب بشرية مكيفة الهواء، واستعباد بالاستهلاك ومنتجات الحداثة متعددة الجنسيات، كيف يرون جينيفر لوبيز، وكيم كاردشيان، وهيفاء وهبي، صدور وأوراك بشرية، لتسكين حركة العق، وتحريك كل ما سواه، مخدرات نوعية لتدمير خلايا المطالبة، أحلام بديلة عن الحرية، أم تراهم يتسمرون امام شاشاتهم الفضائية بدرورهم؟
ماذا لو اكتشف الغربي الحديث حياة متكاملة هناك، كوكب ما بعد أرضي، متقدم، يمكنهم التواصل معهم، ونيل المزيد من المكاسب؟، كيف سيكون الثمن؟ ماذا لو طلب المريخيون بشرا لمختبراتهم، أو لرخص ثمنهم عن علف حيواناتهم المريخية، من أين سيدفع الغرب، بالتأكيد لن يدفع من رصيد مواطنيه، العالم الثالث أرخص، ترى هل يرسل السيسي معتقلي الإخوان إلى المريخ؟ هل يفعلها بشار وحزب الله، بمناسبة بشار وأيامه السوداء: كيف تبدو الطائفية في نسختها المريخية، أم تراهم تقدموا لأنهم تحولوا إلى كائن أكثر رقيا من أن يكون بشار أو نصر الله، فيما لا زلنا هنا في قاع البكابورت؟
متى نبلغ في مصر مراقي الوصول إليهم؟ تراهم يقبلون بمواطنينا؟ لاجئون؟! تراهم يمنحوننا "فيزا" المريخ؟ كيف ستكون شروطها؟ أيا كانت الشروط، أتصور أنه لن يقدر عليها سوى طبقة الحكم؟ أي كوكب هذا الذي يحترم نفسه ويسمح لعوام المصريين والعرب أن يصعدوا إليه، إذا كنا لا نستطيع استخراج فيزا انجلترا إلا بطلوع الدين، فكيف بالمريخ؟
ماذا لو انتهت الحياة هنا، ولم يعد سوى المريخ أملا؟ سيصعد الحكام ويتركوننا في مقبرة الأرض؟ سيصعد السيسي وصدقي، ووصفي، وشفيق، لا أتصور أن يصحبوا معهم موسى وعيسى والابراشي والحسيني، إلا إذا كنوا جزء من "علف" الصفقة الكوكبي، ساويرس سيأخذ الفيزا طبعا، وطارق نور، وأبو العينين، إليسا وهيفا، ريهام سعيد ستتوه منهم في السديم الكوني، انعدام جاذبية، منى الشاذلي فرصة لتقديم منتجات أرضية تستحق تعلم اللغة والاندماج، لميس، لا أعتقد علينا أن نتمهل، لا نريد للفوج كله أن يرجع من تحت رأسها، المريخيون ليس لديهم مرارة، وليسوا مضطرين بصراحة، ماذا عن الناس، أهالي السيدة وشبرا وبولاق أبو العلا، أهالينا، لا أتصور أن ثمة مكان سيسعهم إلا بثورة، ثورة هنا أو هناك، كيف تبدو الثورات في المريخ؟ تراهم وجدوا الماء حين ثاروا أم ثاروا لنكتشف فيهم ماء الحياة؟
وما الذي يشغلنا بالمريخ؟ ولماذا؟، هل لدينا إجابات عن هذه الأسئلة فيما يخص الأرضيين، كي نساءل الخيال عن أهل المريخ؟!!
للتواصل مع الكاتب عبر موقع فيسبوك:
https://www.facebook.com/mohamed.t.radwan