رئيس التحرير: عادل صبري 02:03 مساءً | الأحد 22 يونيو 2025 م | 25 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

متلازمة ستوكهولم ونساء الشرق.. قصة حب لا تنتهي

متلازمة ستوكهولم ونساء الشرق.. قصة حب لا تنتهي
07 مارس 2018

متلازمة ستوكهولم ونساء الشرق.. قصة حب لا تنتهي

آلاء الكسباني

متلازمة ستوكهولم ونساء الشرق.. قصة حب لا تنتهي

 

أكره "جروبات" البنات على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة، لا أكاد أن أخرج من إحداها حتى يدخلنى الأعضاء فى جروب جديد، أكرهها إلى الحد الذى يستدعى فى مخيلتى أحياناً فيلم العملاق كريستيان بيل، السايكو الأمريكى، حيث يقتل البشر فى خيالاته مئات المرات، ويُيهئ له إنه ينفذ خيالاته فى الواقع فعلاً، لإنه بعيداً عن هوس الموضة ووصفات زبادى الخيار وأحدث صيحات الميكب ومجهود الماميز الخرافى فى أن يصبحوا أمهات مثاليات بصيحة مودرن، تخرج من اللاشىء مشكلات لعضوات، تُنشَر لهن بغير أسمائهن منعاً للفضيحة - من وجهة نظرهن طبعاً - للبحث عن حل لها.

 

والأزمة الحقيقية ليست فى المشكلة، بل فى تساؤل صاحبة المشكلة عن حل، بل وعن التعليقات الخزعبلية التى تقع عينى عليها رغماً عنى، لتجعلنى أتيقن إنه لا فائدة من دراسة النسوية أو الكتابة عنها أو الدعوة لحقوق المرأة، لإن أكبر عدو للمرأة هو حقيقيةً نفسها، لأجد سلوانى فى التفكير فى تحويل نشاطى جدياً إلى الاهتمام بمواسم زراعة المانجو، فمرارتى لا تتحمل أكثر من هذا.

 

تبدأ إحداهن منشورها بالصراخ، لا أعرف ماذا أفعل يا بنات، زوجى يخوننى، اكتشفت هذا بعد البحث والتنقيب فى هاتفه المحمول، ولا أعرف ما الحل، لتجد تعليقات من نوع "ولهذا نهانا الدين عن هتك الستر والتنقيب خلف الزوج والزوجة… انت المخطئة عزيزتى ويجب أن تتجاوزى الموضوع فى صمت بدون أن تفتحيه مع زوجك، لإنه سيتهمك بالغش والتفتيش خلفه ولديه فى هذا كل الحق"، لأشعر بإننى أرغب فى خبط رأسى بالحائط عشرات المرات، علنى أنسى هول ما قرأت للتو، فتماماً كما يقول رياض باشا المنفلوطى فى فيلم اللمبى "نسيب بقى المشكلة الأساسية ونمسك فمامي ولا أمك"! هذا هو فعلاً ما لفت نظرك فى الأزمة؟ ليس إنه يخونها بل إنها كشفت الستر؟ لتتحول المشكلة إلى تعديل ١يا بنات أنا فتحت الموبايل بالصدفة… تعديل ٢ أنا مكانش قصدى أفتش وراه… تعديل ٣ ياريت محدش يغلط.

 

بينما أخرى تخبرنا إن خطيبها يضربها، ولا تعرف كيف تتصرف، فمن الطبيعى أن أرد عليها قائلةً استمرى معه لحين أن يقتلك بعد الزواج، إذا كان قد بدأ الضرب من الآن، فمن المتوقع كلياً أن يقتلك بعد أن تصبحى زوجته، حقه! وهو ما يجعلنى أتساءل كيف لها أن تفكر أصلاً فى إيجاد بدائل أخرى غير الابتعاد عنه؟! لماذا فكرت أن تستشير غرباء عنها فيما الواجب فعله بشأن إن كرامتها تُهان يومياً.

 

لتقول أخرى إنها اكتشفت إن زوجها لا يحترمها أمام الناس، يهينها أمام الغرباء والأقارب، ينعتها بالغباء والجهل والتخلف إذا ما خالفت أوامره، يُثبِت دائماً إنها لا تفقه أى شىء، لتكون التعليقات على مشكلتها بأن تتحدث معه، تُثبِت له إنها حسنة التصرُف، تتكلم معه وتخبره إن هذا يجرحها، أو تتجنب كلياً ما قد يؤذيه منها أمام الناس حتى لا يؤذيها بلسانه، طبعاً لإن الزوجة العبد الذى اشتراه الزوج، من الطبيعى جداً أن تتجنب ما يغضب سيدها حتى لا يؤذيها بالكلام أمام البشر، شىء فى منتهى البديهية، كيف لم أنتبه أبداً لهذا؟!

 

عشرات المشكلات من هذا القبيل، دائماً الزوج أو الأب أو الأخ أو الخطيب أو الحبيب بطلاً فيها، ومهما فعل، يجد دائماً من يُبرر له من الغرباء، من يلتمس له من بينهم العذر، من يعلق أخطائه على عاتق بطلة القصة، وما زاد الطين بلة إن هؤلاء الغرباء نساء، يشعرن مثل بطلات المشاكل بالقهر وقلة الحيلة والإهانة والغضب، لكن من أنفسهن ليس من جلاديهم، تتمكن متلازمة ستوكهولم من أغلب نساء المجتمع بشكل غريب، يجعل خضوعنا جميعاً للعلاج ضرورة لا مفر منها!

 

لكن من بين كل هذه المشكلات، مشكلة أدمت قلبى فعلياً، جعلتنى أبكى رغماً عنى، لامرأة يشاهد زوجها أفلاماً إباحية، وحين طلبت منه التوقف، أخبرها إن جسدها بلا مفاتن، وإنه غير قادر على النظر إليها كأنثى، حيث يريد جسد مثل جسد ممثلات البورنو، وإنه غير قادر على أن يصرف على عمليات تجميل لجسدها لتصبح مثلهن، لذلك فهو يشاهد الأفلام حتى لا يخونها فعلياً مع امرأة أخرى، ليستطيع أن يقترب لها، لتتساءل المسكينة بعد كل هذا الكم من الإهانات ماذا تفعل، لتأتى النصائح بتغيير شكلها واتباع حمية قاسية وشراء اللانجيرى الفاخر، وكأنها فستان يرغب الزوج بتغيير مقاساته فينصاع لمقص الخياطة تماماً، وكأن كرامتها لا وجود لها من الأساس، لإنه على حسب قول إحداهن فى أحد التعليقات "ما هو حقه"، إذاً وماذا عن حقها؟ يريدها مايا خليفة، لكنه ليس بتوم كروز، جسده مثله مثل غيره من أجساد المصريين، تمتلئ بشحوم العادات الغذائية الخاطئة، لكن رغباته أوامر، وأحلامه حقيقة، بغض النظر عن قلب وكيان الإنسانة التى يعتصرها يومياً بين ذراعيه متخيلاً إنسانة أخرى، ومع هذا، لايزال هذا حقه!

 

الكثيرات وليس الكل طبعاً، من نساء مجتمعى، ذكوريات جداً، يبررن للرجل حقه فى كل وأى شىء، لا يقفن من أجل حقوقهن، قلة وعى بوجود هذا الحقوق أو إنكار لوجودها من الأساس، هلا سيصبحن أمهات، وسينجبن البنين والبنات، وسيُعاد مسلسل القهر من جديد، ليصبح المجتمع مثل أفلام الزومبى، كل من يتم عضه يتحول إلى زومبى بالمثل، وحقيقةً لا أعرف أين يكمن الحل، ربما فعلياً فى ترقب مواسم المانجو!

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية