"رحيم" كلبٌ كفيف كان يعيش في منزل أحدهم بالبحيرة إلى أن قرر مجموعة من الصبية سرقته وتعذيبه في قارعة الطريق غير مكترثين لحالته أو ضعفه وقلة حيلته.. وكلبٌ آخر في بلد بعيد عن العاصمة كان يقضي أيامه متنقلًا من شارع لشارع إلى أن وقع له حادثٌ أليم غيَّر مجرى حياته فالآن صار يعيش في كندا، وثالث له حكاية أخرى، إلا أن جميعهم ينطبق عليهم المثل القائل "صبروا ونالوا"..
نسرد في هذا التقرير 3 قصص لكلاب تغير مجرى حياتها، بفعل أصحاب القلوب الرحيمة، وتدخل من جانب الجهات المسئولة.
مشهد 1.. رحلة كلب من أسوان لـ "كندا"
بأحد شوارع أسوان، انتشرت قصة كلبٌ ضال، تعرض لواقعة مأساوية بين ليلة وعشية، فبينما كان يجلس كعادته أمام أحد بائعي الدواجن.. فوجئ الكلب المسكين بصاحب المحل يلقي بالماء المغلي عليه، -بحسب رواية سمر سعيد، لـ "مصر العربية" فهي فتاة مهتمة بمجال الرفق بالحيوان وتعمل بإحدى المنظمات المنوطة بذلك وهي من انقذته مما هو فيه.
ففي حر أغسطس، كان يعاني ذاك الكلاب الأسواني من تلك الحروق التي سلكت طريقها إلى أماكن ليست قليلة في جسده، فبعدما انتشرت قصته وتم تداول صورته، شدت الفتاة القاهرية الرحال إلى أسوان كي تنتشله مما هو فيه وترسله لإحدى العيادات للعلاج، ولكن انتهت القصة بصورة مفاجئة وسارة للجميع وعلى رأسهم الكلب المسكين.
فبعد سفر دام لنحو 15 ساعة ذهاب ومثلها إياب، تم نقل الكلب "المحروق" في رحلة طويلة أعدت له فيها "سمر" صندوقا يحوي 20 زجاجة ثلج كي يهونوا عليه الحر ويخففوا من ألم الإصابة، وحجزت تذكرتها في قطار النوم حتى تتمكن من إدخاله معها في الخفاء.. فاصطحاب الحيوانات داخل القطارات ممنوع.
وسرعان ما تماثل ذاك الكلب المسكين للشفاء وعاد مثلما كان على أيدي الأطباء، أما المفاجأة السارة فتمثلت في تلقيه دعوة من جانب إحدى الصديقات للجميعة ومحبي الكلاب للاقامة الدائمة في كندا، وبالفعل انتقل إلى المطار في رحلة لم تكن على البال أو الخاطر.
مشهد 2.. قصة "رحيم" كلب البحيرة "الكفيف"
ومن أسوان إلى البحيرة؛ كانت هناك قصة أخرى لكلب خطف قلوب الكثيرين بعد انتشار مقطع مصور له، حيث تلقى "علقة ساخنة" من مجموعة صبية قرروا فيما بينهم أن يجتمعوا وينهالوا عليه ضربًا إلى أن افقدوه بصره.
كلب البحيرة الذي صار "كفيفًا" -بحسب سمر-، كان يعيش في أمان الله ببيت صاحبه وأثناء غيابه عقد مجموعة من الصبية العزم على سرقته والتلذذ بضربه، في أنحاء متفرقة من جسده.
لم تُطق "سمر" كعادتها المشهد، وتوجهت إلى حيث يقطن في البحيرة، ولم تغادر المكان إلا بعد تحريرها محضرًا ضد الصغار لتلقينهم درسًا في الإنسانية وكيفية التعامل مع تلك الكائنات والحيوانات التي لا حول لها ولا قوة.
تقول "سمر" لـ "مصر العربية": اتخذت قرارًا في نهاية المطاف بتركهم يبيتوا ليلة واحدة فقط في القسم، حتى لا يتم نقلهم إلى الأحداث فكان يهمني أن يتعلموا درسًا يعيشوا به "لسنين قدام" -على حد تعبيرها- وقد حدث.
أما الكلب المسكين الذي صار اسمه "رحيم" فبات يقطن الجمعية التي تعمل بها "منقذة الحيوانات" وتلقى الرعاية والاهتمام بعدما صار "أعمى" ، بفضل هؤلاء الصبية ممن قرروا أن يغيروا مجرى حياته إلى الأبد، ففي مكان اقامته الجديد صار له أصدقاء ورفاق.
مشهد 3.. واقعة "رحيم" تتكرر في "مصر القديمة"
تكررت قصة الكلب "رحيم" في مكان جديد، ففي منطقة مصر القديمة انهال مجموعة من الأولاد على كلب آخر ضال بالضرب وافقدوه بصره ايضًا، تلك الواقعة رغم مأساويتها إلا أنها نقلت هذا الكلب المسكين من الشارع إلى ذات الدار التي يقيم فيها "رحيم"..