رئيس التحرير: عادل صبري 01:04 صباحاً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

صور| بعد سقوط تركيبة «عثمان بك»..المياه الجوفية تهدد مقابر «العائلة المالكة»

صور| بعد سقوط تركيبة «عثمان بك»..المياه الجوفية تهدد مقابر «العائلة المالكة»

أخبار مصر

انهيار تربة عثمان بك بسبب المياه الجوفية

في منطقة حوش الباشا..

صور| بعد سقوط تركيبة «عثمان بك»..المياه الجوفية تهدد مقابر «العائلة المالكة»

أحلام حسنين 15 نوفمبر 2019 13:18

بعد نحو 267 عاما انهارت التركيبة التي تعلو قبر عثمان بك أبو سيف، حاكم جرجا إبان عهد المماليك، أثر رقم 390 والمؤرخ عام 1752، ويقبع في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة، ليدق ناقوس خطر مياه الجوفية التي تهدد بزوال تلك المقابر الأثرية وما لها من أهمية تاريخية. 

 

فلم يكن سقوط التركيبة التي تعلو قبر عثمان بك أبو سيف، أمس الخميس، إلا إنذار لإنقاذ مقابر "حوش الباشا" والإمام الشافعي، وإلا ستصبح تلك المقابر وما تحويه من معالم تاريخية وجمال معماري وتركيبات رخامية آية في الجمال، وزخارف رائعة، تجمع بين التراث العربي والإسلامي والتركي، ستصبح جميعها ركاما بفعل أثر المياه الجوفية.

 

 

بعد 267 عاما تفتت قبر "عثمان بك" 

 

بعد كل هذه الأعوام التي تجاوزت الـ 250 عاما تسببت المياه الجوفية المتراكمة منذ فترات كبيرة إلى تفتيت تركيبة قبر عثمان بك حتى تهاون على القبر.

 

وتظهر مكانة عثمان بك أبو يوسف الذي يعد من مماليك إبراهيم بك القازدغلى، من تلك المكانة التي وصل إليها في عهده، إذ ظل يترقي فى المناصب حتى صار من رجال وأمراء الوالى ثمان باشا راغب، الذى اشترك معه فى التخلص من مجموعة كبيرة من الأمراء، كما ذكر الجبرتى فى أحداث سنه 1160هجريا.

 

ولما زادت مكانة عثمان بك عند الوالى العثمانى، الذى أنعم عليه برتبه السنجقية وأمير اللواء، وهى من كبار الرتب التشريفية وقتها، بعدها أنعم عليه بولايه جرجا وكانت من أهم ولايات مصر وأغناها اقتصاديا.

 

وتظهر أهمية ولاية جرجا فى ذلك الوقت فى تسجيل صاحبها إسمها على شاهد قبره، الذى تهدم أمس، وهو "هذا قبر المتوفى إلى رحمة الله تعالى أمير اللوا عثمان بك أبوسيف حاكم جرجا سابقا توفى خامس شهر شوال سنة 1166هـ".

 

النيابة الإدارية تحقق في الواقعة

 

وتوجهت لجنة علمية أثرية هندسية، اليوم الجمعة،  برئاسة الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إلى منطقة الإمام الشافعي، للوقوف على سقوط التركيبة التي تعلو قبر عثمان بك أبو سيف.

 

وأقرت اللجنة أن هبوط التركيبة يرجع إلى ارتفاع كبير في منسوب المياه الجوفية بالمنطقة، بحسب تصريح "جمال مصطفى"، مؤكدا أن اللجنة ستعد تقريرا علميا أثريا مفصلا لتقديمه إلى اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في اجتماع خلال أيام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل لحماية المنطقة من منسوب المياه الجوفية.


وبحسب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، فإن وزارة الآثار قررت إحالة واقعة هبوط التركيبة التي تعلو قبر عثمان بك حاكم جرجا إلى النيابة الإداري لتتولى التحقيق فيها.

 

مصير مقابر "حوش الباشا

 

وهكذا بعد طيلة هذه الأعوام التي قاربت قرنين ونصف من الزمان، انهار القبر وزال من الوجود، ولكن ماذا عن بقية المقابر الأثرية في "حوش الباشا" والإمام الشافعي، والتي تحوي ليس فقط رفات شخصيات عظام، ولكن لما تحويه من آثر عظيم، بات الآن يرثى له تحت تهديد "المياه الجوفية" التي تأكل بنياته وجدرانه.

 

يعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية، هو الخطر الأكبر الذي يهدد جميع الآثار الإسلامية، بسبب تواجها في أماكن آهلة بالسكان.

 

 

وحين تطأ قدميك مقابر "حوش الباشا" تلفت أنظارك تلك القباب التي تشعر معها بعبق التاريخ وشموخه، إلا أنه سرعان ما يتسلل الحزن داخلك على ذلك الإهمال الذي آلت إليه تلك الآثار النادرة التي تعد ثاني أكبر مقبرة في العالم، وقد أكلت المياه الجوفية الجدران والبنايات وحاوطته القمامة من كل جانب، فضلا عن السرقات التي تعرض لها سابقا.

 

فرغم الجمال المعماري الذي يزين تلك الأضرحة،  والقباب المزينة من النقوش والزخارف الفنية، إلا أن الحجرات الداخلية قد تصدع جدرانها، وارتشحت المياه على الحوائط، حتى سقت بعض شواهد المقابر وانفجر الرخام وتشقق من عليها.

 

ومع إن ما حدث لقبر عثمان بك لم يكن الأول إلا أنه حتى الآن لاتزال تلك المقابر مهددة بنفس ذات الخطر.

 

أين مشروع التطوير؟

 

ففي مايو 2018 أعلنت وزارة الآثار بدأ إجراءات طرح مشروع دراسات وأبحاث أعمال ترميم، حوش الباشا، بمنطقة الإمام الشافعي بالقاهرة.

 

وبحسب ما صرح به حينه محمد عبد العزيز، المشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، فإن مشروع الدراسات يتضمن أعمال الرفع المساحي للموقع العام للحوش والمنطقة المحيطة به.

 

إضافة إلى ذلك تشمل أعمال الرصد المساحي للميول والشروخ، والدراسات التحليلية لمواد البناء، وأعمال ودراسات ميكانيكا التربة والأساسات، ودارسة حركة المياه الجوفية وانعكاساتها على الأساسات وبيان مدى تأثيرها على حالة الحوش الإنشائية.

 

ووفقا لتصريح عبد العزيز، فإن الدراسات تضمنت مقترحات مناسبة لتخفيض منسوب المياه بالحوش ودعم التربة والأساسات.

 

وبعد أكثر من عام على ذلك الإعلان استطاعت المياه الجوفية أن تزيل آثر من مقابر الإمام الشافعي، فهل تشهد المنطقة مزيدا من الانهيارات أم ستتدخل الأجهزة المعنية لتنقذ مقابر "حوش الباشا" والإمام الشافعي؟.

 

مقابر العائلة العلوية

 

وعن مقابر "حوش الباشا" وهي مقابر العائلة العلوية، فيرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1816، إذ بناها محمد علي باشا لتصبح مقابر للعائلة، ورغم إنه لم يُدفن بها فقد دُفن جثمانه في قلعة صلاح الدين، إلا أن تلك المقابر يسكن داخلها روفاد بقية أفراد العائلة المالكة.

 

يضم " حوش الباشا" أو مقابر العائلة الملكة، الكائنة في منطقة الإمام الشافعي، عددا من مقابر عدد ملوك وسلاطين مصر، خلال حكم الأسرة العلوية، نحو 16 قبرا، بجانب عدد كبير من رفات أسرة الوالى محمد على باشا، لذا تعد آثرا من العهد الملكى.

 

ويتكون قبر محمد علي باشا، الذي لم يُدفن به، من ثلاثة طوابق هرمية من المرمر الإيطالى، ومزخرف بالكامل من القاعدة الأرضية حتى أعلى الشاهد بأشكال نباتية وعربية على الطراز الإسلامى .

 

ويمثل ضريح محمد علي باشا فى بنائه وزخارفه وحدة هندسية متكاملة الشكل، ويعلو الضريح شاهدان للقبر الأول كتب عليه أبيات الشعر والمدح والرثاء، والآخر كتب عليه تعريف بصاحبه باللغة التركية ويعلوه الطربوش التركي باللون الأحمر.

 

وتجد أن الشقف مليء بالرسومات المزخرفة بمياه الذهب والزجاج الملون، الذى صمم خصيصا ليعطى ألوانا للمكان مع كل ظهور للشمس الممزوج بالتشققات والأتربة نتيجة المياه الجوفية.
 

كما يضم الحوش ضريح إبراهيم باشا ابن محمد على باشا، وضريح والى مصر عباس حلمى الأول، وقبر والى مصر محمد سعيد باشا، ضريح الأمير طوسون، وقبر الأمير محمد على ابن إسماعيل باشا‏، فضلا عن ضريح الملك فاروق والذي نُقلت رفاته إليها من مقابر الإمام الشافعي.


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان