رئيس التحرير: عادل صبري 11:54 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رشا عدلي: كتابة رواية تاريخية أمر مرهق.. وهذه تفاصيل "آخر أيام الباشا"

رشا عدلي: كتابة رواية تاريخية  أمر مرهق.. وهذه تفاصيل آخر أيام الباشا

ميديا

الكاتبة رشا عدلي ورواية آخر أيام الباشا

في حوارها مع مصر العربية...

رشا عدلي: كتابة رواية تاريخية أمر مرهق.. وهذه تفاصيل "آخر أيام الباشا"

حوار- آية فتحي 16 يونيو 2019 15:59

صدر مؤخرًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية "آخر أيام الباشا" للكاتبة المصرية رشا عدلى، وتقع الرواية فى 296 صفحة من القطع المتوسط، وهى رواية تنهل من التاريخ عبر بطلها شديد الإعجاب بالباشا.

 

حاورت "مصر العربية" رشا عدلي للحديث حول "آخر أيام الباشا"، وتفاصيل أحداثها، وعن سر شغفها بالتاريخ، وعن مشروعها الروائي.

 

وإلى نص الحوار...

انطلاقا من مباركتنا بصدور رواية "آخر أيام الباشا"؟..ما هي تفاصيل الرواية والأحداث التي تتناولها؟

تبدأ أحداث الرواية بمكالمة هاتفية يتلقاها دكتور "جهاد"  من صديق له يعمل بالهيئة الدولية لحماية الحيوان، وأثناء عمله  لمنح الزراف صفة  "مهدد بالانقراض"  يعثر على معلومات  تفيد بأن عالم تشريح فرنسي  تنبأ أن هذا الحيوان سينقرض خلال 200  عام على الأكثر وقد توصل لذلك  من خلال أبحاثه التي أجراها على زرافة أهداها والي مصر لملك فرنسا ، هذه المكالمة هي الشرارة التي أشعلت حماس دكتور جهاد للبحث خلف قصة هذه االزرافة ،  فأخذ يتتبع رحلتها هي وحارسها حسن البربري،  فسافر إلى فرنسا  ذهب إلى الأرشيف الدبلوماسي والمكتبة  والكثير من الأماكن  ليستدل على معلومات تفيده حول حسن ،   وخلال رحلة بحث يكتشف الكثير من المفاجأت.

 

 هذا من ناحية من  بطل العمل  وهو منذ صغره وهو مولع بالتاريخ وبشخصية "محمد على"  لذلك كانت أبحاثه عن شخصيته وفترة حكمه مخالفة لجميع ما اؤرخ عنه ، ولعه بالباشا وعقليته الفذة  جعله لا يصدق أن الخرف الذي أصابه في نهاية حياته نتيجة طبيعية  فيحاول يثبت أنه تعرض لمؤامرة من خلال أبحاث ومعلومات استدل إليها فيطالب هيئة الآثار بفتح المقبرة لتحليل رفات  الباشا.  

 

لماذا اخترتي التاريخ ليكون مصدر أحداث روايتك؟

في الواقع أنا لم أختره هو الذي اختارني، أنا مولعة بالتاريخ منذ صغري وهناك شخوص وأحداث بعينها تلح على لأكتب عنها، عندما أقرا عن شخص ما أو واقعة ما في بادئ لا أقرر أن اكتب عنها،  يأتي الأمر بعدها عندما أغلق الكتاب وتظل هذه  الشخصيات تلاحقيني  في نومي وصحوي لأهب لها الحياة مرة أخرى ،  هذا ما حدث في رواية "الحياة ليست دائما وردية" مع نتاليا جونسون الفنانة الفرنسية، أحد أعضاء بعثة البارون هوسمان التي طلبها الخديوي إسماعيل من فرنسا لتحديث مدينة القاهرة، زينب البكري في رواية "شغف" وحسن البربري في أخر أيام الباشا.

 

من خلال أعمالي أعيد للذاكرة ما يحاول أن يسدل عليه التاريخ ستار النسيان ، لذلك دأبت على السير عكس إتجاه الزمن، في الواقع  كتابة رواية تاريخية هو أمر مرهق جدا ، مزج الحقيقة بالواقع  والحفاظ على الحدود الفاصلة بينهما لعدم الوقوع في فخ الزيف، وأيضا  منح العمل جاذبية وتشويق حتي لا يتوه  نوعه ما  بين الرواية و تأريخ أو يختلط  صنفه الأدبي ما بين السيرة والرواية، هناك الكثير من الأمور يجب مراعاتها  والعمل عليها كالبحث الروائي مثلا . لطالما  كان في الكتابة التاريخية شيء من الخديعة ما لم يتوفر على عناصر جذابة ولغة شعرية  وفي النهاية هي بالنسبة لي مشروع أدبي ومعالجة فنية لعناصر جامدة.  

وما هي المصادر التي اعتمدتي عليها؟

للأسف وكما كل مرة فالمصادر التاريخية المصرية لا تفي بالغرض فألجأ  لمصادر فرنسية سواء كتب أو  مقالات  والمثير للدهشة حقا أن لوحة حسن البربري المعلقة في متحف اللوفر هي التي قادتني لمعرفة قصة الزرافة وليس العكس وتساءلت  لماذا معلومات هامة كتلك لا توجد في   المناهج الدراسية ؟  لماذا لا  يدرس للتلاميذ   كيف أثارت هدية والي مصر لملك فرنسا هوس الشعب الفرنسي واستطاع من خلالها أن يكسب حبه واحترامه؟  

وبالنسبة لشخصية محمد على فأعتمدت على مصادر ومراجع متعددة ولكنها  تعطي رؤية مغايرة لما عرفناه عنه من خلال نواحي وزوايا متعددة، أهم هذه المصادر هي مجموعة كتب المؤرخة الفرنسية  "كارولين جوتييه" وهي باحثة في التاريخ الحديث و  كتبت عنه أكثر من خمس كتب حتي الآن  وكلها تقدم هذا الرجل من منظور مختلف عن ما كتب عنه.  

 

هل قصة الزرافة حقيقة أم من وحي خيالك؟

قصة الزرافة حقيقية وقد استوحيت منها فكرة العمل ولكني لا أحب أن اكشف عن الحقيقة من الخيال في أعمالي، وعلى كل فالرواية هي بنت الخيال  نعم  يظل البعد التاريخي دائم الحضور في أعمالي ويمتزج مع تداخلات من الخيال الإبداعي ليزيد العمل عمقا وكثافة  ولكن لا يتمثل مسعاي في أن أكتب لأقدم حقائق،  فأنا لا أكتب بصفتي مؤرخة ،  أنا روائية وعلي أن أضيف شيء من الجاذبية في هذه الأحداث التي في الغالب لا تتمتع بالكثير منها  فعلي إضافة شيء من الخيال ، فمثلا أنا أملك وجوه  وأحداث ومفارقات وعلى أن أضع  بصمات خيالي الروائي مموهة هنا ومضيفة أو منقصة هناك.

 

هل "أخر أيام الباشا"امتداد لمشروعك الروائي.. وكيف؟

بكل تأكيد أحاول في أعمالي أن ألقي الضوء على "استوغرافيا" من خلال أحداث وشخصيات في فترة زمنية معينة مرت بمصر فمثلا العمل عندما يحكي عن قصة إهداء والي مصر زرافة  فهو يتعاطي مع كل الجوانب الحياتية  خلال هذه الفترة سواء سياسية، اجتماعية ثقافية  والنظر إليها من منظور مختلف ربما أكثر شمولية. فضيلة هذه الكتابة تكمن في كونها تقدم الحدث وأثار الحدث على المجتمع والنفوس، أَي أنها تعني بتاريخانيته من جهة وبطانته  الاجتماعية و الشعورية من جهة أخرى.  

 

بالعودة إلى بداية علاقتك مع الكتابة كيف بدأت ومتى؟

بدأت القراءة في سن مبكرة جدا والقراءة تؤدي بدورها للكتابة خصوصا إذا كان هناك موهبة، بدأت أكتب منذ المرحلة الثانوية ثم توقفت عن الكتابة حتي عدت مرة أخرى لها في المدونة التي انشئتها على الانترنت عام 2007، وأعتقد أن ما كنت أكتبه هناك كان تمرين على الكتابة حتي نشرت أول عمل لي رواية "صخب الصمت" عام 2010 ومن يومها لم أتوقف .

 

إذا كان لكل كاتب هدف من أعماله.. ما هو هدف الكتابة لدى رشا عدلي؟

 بالنسبة لي الهدف من الكتابة هو الكتابة نفسها . فأنا أكتب من أجل أن تمنحني الكتابة متعتها، أكتب  من أجل دفع أذى الزمن عني، ولكني بالتأكيد أملك طموح من وراء ذلك. طموحي  أن  تصل أعمالي لعدد كبير من القراء وأن يسعدوا بها,

 

بعد "أخر أيام الباشا".. هل تجهزي لمشروع أدبي جديد؟

نعم دائما هناك مشاريع للكتابة أعمل عليها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان