من الأفضل.. مصطفى فتحي أم رمضان صبحي؟
نور الدين إبراهيم
من الأفضل.. مصطفى فتحي أم رمضان صبحي؟
منذ بداية الموسم الماضي لمع اللاعبان الشابان في الأهلي والزمالك رمضان صبحي ومصطفى فتحي، ودارت المناقشات الحادة بين أنصار الخصمين حول أفضلية أيهما كلاعب.
يتبارى محبو الزمالك في تقديم مصطفى "السافل"، كما يلقبه المشجعين لمهارته الشديدة وإهانته للمنافسين بمراوغاته، ويحاول جمهور الأهلي رفع "الواقف على الكرة" لمرتبة أعلى.
رمضان صبحي هو أحد منتجات قطاع ناشئي النادي الأهلي، يبلغ من العمر 18 عامًا ويلعب في الوسط الهجومي كرقم 10، وأحيانا كجناح، وقد بدأ مشواره مع الفريق الأول في الأهلي 6 فبراير 2014 عندما أشركه المدير الفني للفريق آنذاك محمد يوسف أمام غزل المحلة، وأحرز هدفه الأول في 14 يونيو في مرمى مصر المقاصة.
وانطلق بعدها لتقديم موسم طيب مع الفريق جعل العديدين من محبي الأهلي يعتبرونه "أبو تريكة الجديد" ليشارك بعدها في أول مباراة دولية له أمام تنزانيا في 2015 ليصبح ثاني أصغر لاعب على الإطلاق يلعب لمنتخب مصر في عمر 17 عامًا بعد نجم الزمالك ومديره الفني الحالي أحمد حسام "ميدو"، وقد تُوج مع الأهلي بالدوري والكونفدرالية ولقبي كأس السوبر.
أما مصطفى فتحي ابن الـ 20 عامًا.. بدأ حياته الكروية في نادي نبروه، حيث مسقط رأسه في الدقهلية، ومنها إلى بلقاس حيث التقطته أعين ابن الزمالك الموهوب "محمد صبري" ليساعد في انتقاله إلى الزمالك عام 2013، ويبدأ مشواره مباشرة مع الفريق الأول في 9 أبريل 2014 عندما أشركه المدير الفني آنذاك حلمي طولان أمام الإسماعيلي، وقد بدأ مشواره التهديفي في مباراة وادي دجلة بهدف لا يُنسى أمام أفضل حارس مرمى في تاريخ الكرة المصرية عصام الحضري بطريقة استعراضية كانت سبب حصوله على لقب "السافل".
انطلق بعدها مصطفى ليصبح لاعبًا مهمًا في صفوف الفريق و"بديلًا ذهبيًا" على الجناح الأيمن، رغم أنه لعب العديد من المباريات أساسيًا مع مستر فيريرا، مدرب الفريق في العام الماضي، حصد مصطفى مع الزمالك بطولة الدوري وبطولتين كأس مصر، ولعب مع منتخب تحت 23 عامًا بعد أن صار لاعبًا بنادي الزمالك ثم استدعاه هكتور كوبر لتمثيل المنتخب الأول في مباراة تنزانيا 2015.
بالنظر لأرقام اللاعبين هذا الموسم نجد أن رمضان صبحي شارك فيما مجموعه 692 دقيقة مع الأهلي حتى قبل مباراة إنبي الأخيرة، شارك في 7 مباريات كأساسي و4 من مقاعد البدلاء، في حين شارك مصطفى فتحي في 546 دقيقة، شارك في مباراتين فقط كأساسي، و12 من مقاعد البدلاء، حتى ما قبل مباراة الزمالك الأخيرة أمام الإسماعيلي.
هجوميًا تُظهر الأرقام تفوق مصطفى فتحي الكاسح هذا الموسم كهداف شرس على المرمى بإحراز 4 أهداف وصنع هدفين في حين لم يسجل رمضان سوى هدف وصنع هدفًا آخر رغم أنه لعب لمدة أطول.
يتفوق أيضًا مصطفى في المحاولات على المرمى فقد سدد 16 مرة (9 ناجحة) في حين اكتفى رمضان بـ 3 تسديدات ناجحة من أصل 9.
لكن على مستوى صناعة اللعب يتفوق رمضان في المشاركة في صنع وبناء الهجمة، فمن 408 تمريرة نجح رمضان في 82% من تمريراته القصيرة في حين نسبة مصطفى فتحي تبلغ فقط 76% من أصل 190 تمريرة فقط، ويتميز رمضان أيضًا في سجله الدفاعي نظرًا لبنيانه القوي وطوله الفارع فقد نجح في استخلاص 19 كرة بنجاح مقابل 7 فقط لمصطفى واعترض 15 تمريرة مقابل 4 فقط لفتحي كما فاز بـ 3 مبارزات هوائية في حين خسر مصطفى كل محاولة على كرة عالية.
من هذه الأرقام ومشاهدة اللاعبين يتضح لنا أسلوب أداءهما، فمصطفى يلعب كجناح عكسي على الجانب الأيمن من الملعب - وهو لاعب أعسر- ويمتلك القدرة على المراوغة جيدًا أو القطع للداخل لتسديد، وهي لمحة صارت شهيرة للاعب وسجل منها العديد من الأهداف هذا الموسم، والموسم الماضي أشهرهم بالطبع هدفه أمام اورلاندو بايرتس في الكونفدرالية.
كما يتميز مصطفى على الجناح بإرسال عرضيات سليمة فقد قام بارسال 10 عرضيات صحيحة هذا الموسم في حين تظهر قدرات رمضان في التمرير البيني والقصير، لهذا يجيد أكثر في العمق، كما أن تمركزه الجيد وقوته البدنية تجعله لاعبًا مفيدًا في مرحلة التحضير وبناء الهجمة مما يعوض أحيانًا ضعفه في التهديف وصناعة الفرص رغم قدرته الجيدة على المرواغة، وعند إرساله للعب على الأجناب تقل خطورته كثيرًا، ويظهر هذا من الأرقام فقد نجح فقط في إرسال 4 عرضيات سليمة من 12 محاولة منذ بداية هذا الموسم، لذا فرغم أهمية رمضان صبحي للأهلي كلاعب واعد موهوب صغير السن إلا أن تفوق مصطفى فتحي هذا الموسم وفعاليته جلية لكل محبي الكرة وبينما لا يمتلك رمضان في سجله الهجومي هذا الموسم سوى "الوقوف على الكرة" في مباراة السوبر يمتلك فتحي هذا الهدف..
ما زال اللاعبان صغيرا السن، والفيصل الحقيقي حول أفضلية أحدهما في النهاية هو قدرة اللاعبين على التركيز والتطور وإكمال نواقصهما، فرمضان يحتاج للتركيز أكثر من الاستعراض ويحتاج لزيادة شراسته الهجومية على المرمى ودقة تمريراته الطويلة واختيار توقيتات مراوغاته، كما على مصطفى فتحي أن يبذل وقتًا أطول في التدريب على التمرير السليم والمتنوع وعلى زيادة قوة بنيانه الجسدي حتى لا يخسر الالتحامات بسهولة ويكون أكثر فائدة للفريق في تأدية الواجب الدفاعي، وعلى اللاعبان زيادة وعيهما التكتيكي وقدراتهما على اللعب في مراكز مختلفة.
ما زال الموسم طويلًا وأمام اللاعبين العديد من التحديات لإثبات جدارتهما باللعب للأهلي والزمالك ومساعدتهما في إحراز البطولات المختلفة.
كل الشكر للعاملين بكورة ستاتس لتوفير هذه الإحصائيات والسماح لي باستخدامها.
