الحرية ثمنها نصف مليون شهيد والإخوان حموا الشرطة !!!
محمد طلبة رضوان
الحرية ثمنها نصف مليون شهيد والإخوان حموا الشرطة !!!
مهتم طوال الوقت بمعرفة "تفاصيل" تجربة يناير التي لم أعشها سوى في القاهرة، يناير الإسكندرية، يناير السويس، يناير الأقاليم، الوجه البحري، الصعيد، كلما ذهبت إلى مكان ناشدت أهله أن يحكوا .. وهل تركنا ما يستحق الحكاية سوى يناير؟!
في هذه المرة لم أطلب، كنت منهكا من حرارة الجو، وكان السائق مثلي، لكنه يريد أن يحكي، لم يسألني عن توجهي، ولم يخش في الحكي لومة لائم، لو كنت من مؤيدي السيسي، لكان مصيره بين الحبس، أو اللا أجرة، ومع هذا لم يلتفت !!
"نازلين تاني يا بيه" .. يسأله "زياد" صديقي دون أن يفصح بدوره عن هويته السياسية: كيف؟ الناس نيام، فيرد: لا، الناس "بتحوش" (تدخر)، زياد: يا عم كل حاجة معهم، يبتسم السائق: كانت مع من قبلهم، زياد: الوضع مختلف، السائق: صحيح، ولذلك المرة القادمة لن يقل عدد الشهداء عن نصف مليون مصري !!!
تركناه يكمل: بص يا باشا، المرة الأولى كان بإمكاننا أن نقضي عليهم تماما، نقتلع الدولة الظالمة هذه من جذورها، أنا اسكندراني من سيدي بشر، وكنت أنزل وأنا وزملائي، 40 واحد، مسكنا ضباطا كثيرين، وكدنا أن نفتك بهم،ضربا وسحلا، من كثرة ما رأينا من ظلم وافترا، ورشاوي، وبلاء أزرق، على دماغهم، ومع ذلك، لم نتمكن من واحد منهم بسبب الإخوان !!!، الإخوان هؤلاء يستحقون كل ما حاق بهم، هم أولاد "......" الذين كانوا يحولون بيننا وبينهم، ويقولون "سلمية"، وهم أول ناس قيل عنهم إرهابيين، ومن الشرطة التي كانوا يحمونها، أحسن، خل السلمية تنفعهم !!!
أنا نزلت 30/6، شربت المقلب مثل غيري، لكن والله العظيم سننزل مرة ثالثة، مرة فاصلة، مرة أخيرة، لأن البلد لا تتحمل "رابعة" جديدة !!!
بص يا باشا، أنا لست متعلما مثلك، لكنني تعلمت من اللف في الشوارع، أنا سائق قديم، درتها من شرقها لغربها، وأعرفها مثل كف يدي، هذا البلد سيتخلص من هذه العصابة، وسيدفع الثمن من دماء عياله، ولن تترك العصابة فلوسنا وثرواتنا التي يبلعونها في بطونهم بالساهل، هم أيضا يعلمون جيدا أننا لو نزلنا فستكون الأخيرة، إما نحن أو هم، ولذلك يسرفون في القتل، وسيسرفون أكثر حين نملأ الشوارع، وكل واحد سيموت منا سينزل أمامه 80 من أهله وعائلته، وأصحابه، لن يبق أحد يذكر في البيوت ويومها، سنسحقهم سحقا !!
يسكت قليلا، ثم يتذكر أنه لم يسألنا عن انحيازاتنا، فيسأل ضاحكا:
إيه هتبلغوا عني، ولا إيه؟
يا عم ما تخافش ..
ملوحا بيده، يا عم أنا مش خايف، هايحصل ايه يعني أكتر من اللي احنا فيه؟ .. ملعون أبوهم .. مع احترامي لحضرتك
أيوه يا اسطى بس الناس تعبانة .. ونصف مليون شهيد كتير قوي ..
مش أكتر من اللي هيموتوا من الظلم والجوع والافترا، لو سبناهم يحكموا
طب ولو النص مليون ماتوا والعساكر ما مشيوش .. هاتعمل ايه؟
يشير بيده علامة لا ..ثم يسألنا: أنتوا منين في إسكندرية؟
احنا من القاهرة ... يضيف زياد: احنا بتوع التحرير يا اسطى
الله يبارك لكم يا باشمهندس، طب يا عم .. خليها ع الله !
ما هي على الله يا اسطى ... بس لازم نفكر
بص يا باشمهندس .. العيال اللي بتنزل دلوقتي دي مجنناهم، شفت عددهم قليل ازاي؟، مسافة ما تغفل عنهم ساعة يبقوا آلاف !!
آلاف ازاي بس يا اسطى .. صلي ع النبي
- عليه الصلاة والسلام، والله العظيم شفتهم بعيني، تركوهم ليتظاهروا ساعة، أقل من ساعة، الناس ضمت عليهم وبقوا آلاف .. لم يكرروها ثانية، الضرب من أول دقيقة، ومع ذلك بينزلوا
يسأله زياد: عايز تقول إن الإخوان هم الثورة يعني؟!!
يضحك: لا لا لا ... خلي أم الإخوان على جنب ... مش كل ما هنقول حاجة هيطلعوا لنا، أنا قصدي إنه إذا كان الكام عيل دول قادرين يجننوهم كده، أمال احنا كلنا لو نزلنا تاني هنعمل إيه
وننزل ازاي يا اسطى وامتى
مش عارف ..
يكمل السائق: ما أعرفه جيدا هو أننا سننزل، بداخلنا غضب، وقررف، واحساس بالقهر، يصعب أن يستمر، لكن متى؟ لا أعرف، كل ما أعرفه أننا نازلين، وسنموت، وسننتصر، متى؟ ربك لما يريد ..
للتواصل مع الكاتب عبر موقع فيس بوك:
https://www.facebook.com/mohamed.t.radwan
