"من نافذة تطل على أحد شوارع بيروت النابضة بالحياة، يبدأ صديقين تقدم بهما العمر في التعليق على التطورات التي شهدها المجتمع ومقارنتها بالماضي"، هذا ما يقدمه فيلم "جود مورننج" الذي يشارك في مسابقة آفاق بمهرجان القاهرة السينمائي.
الفيلم سيناريو رشيد الضعيف وبهيج حجيج، تصوير ميلاد طوق، مونتاج حسين يونس، بطولة جبريال يمين، عادل شاهين، رودريج سليمان، مايا داغر، إخراج بهيج حجيج.
الكلمات المتقاطعة هي الرابط الأقوى من الأحداث فهي بداية لكل مشهد حيث تتجمع الحروف لتكتب جملة قبل كل مشهد مثل "الناس خايفة..لا يمنع حذر من قدر..بحبك بيروت".
نظرة على المجتمع
من خلال هذه النافذة والتلفاز الذي وضع في المقهى والكلمات المتقاطعة التي يحرص الصديقين على حلها يلتقي المشاهد بجميع الصراعات التي يشهدها العالم العربي.
فنجد مشكلة سوريا واللاجئين متواجدة من خلال الأم التي تحمل أطفالها وتجلس في الشارع ليبدأ الجرنال المتقاعد التعليق على ما يحدث في سوريا.
مشكلة الإرهاب أيضا، وكيف يسبب الذعر للناس، وكيف أصبح لا يوجد مكان في العالم آمن بسبب الإرهاب.
ومن النافذة أيضا يتم هدم بيت قديم، ليعلق الصديقين بأنه سيتم بناء أبراج وكيف أن بيروت اصبحت كلها أبراج سكنية كبيرة.
بين الماضي والحاضر
من خلال الحكي والأغاني القديمة التي يسترجعها الأبطال، وضع المخرج والمؤلف رابط بين الحاضر والماضي.
يقول المخرج بهيج حجيج، إن ترديد النشيد القومي لجمهورية مصر العربية، في أحد المشاهد توضح أن الجيل القديم في لبنان اتربوا على الأخبار والسياسة العربية وجمال عبدالناصر، بيروت كانت القاهرة الثانية في مرحلة من المراحل، وبما أن أحد الأبطال جنرال، فقد كان يأتي إلى القاهرة مع العسكر للحصول على دورات عسكرية.
وتابع أن الأغاني القديمة لسيد درويش وفريد الأطرش موجودة في الثقافة اللبنانية، هذه كانت بيروت، والبطلان هما جسر بين الماضي والحاضر.
كسر الملل
إن استخدام المخرج لمكان واحد كان يمكن أن يخلق حالة من الملل لولا أنه استطاع أن يكسرها بحالة المرح التي كان يخلقها الجنيرال، كما أن تصوير العمل في مكان واحد أعطى دلاله للحياة الروتينية والبطيئة التي يعيشها كبار السن.
ترابط بين الأجيال
للوهلة الأولى لا يهتم الرجليين للشاب "سليم" ، ولكنه مع الوقت تتواجد علاقهة تربطهم فيكتشف أنه يملك المعلومات مما يخلق ترابط بين الأجيال.
ويشير المخرج أنه حرص على عدم نبذ كبار السن في مرحلة الشيخوخة، عن طريق خلق أحداث تربطهم بغيرهم من الأجيال.
الموت
يبدو أن انشغال بطل العمل بالموت وحديثه عنه خلال أحداث الفيلم، بالإضافة إلى موته في نهاية العمل تحول إلى حقيقة، فبطل العمل رحل عقب الانتهاء من تصوير الفيلم.
ميزانية ضئيلة
أوضح مخرج العمل في الندوة التي أقيمت بعد العرض، أن ميزانية العمل ضئيلة لأن العمل هو انتاج مستقل، موضحا أن الفيلم استمر تصويره 18 يوم فقط، لكن اعداد السيناريو هو الذي استغرق فترة طويلة للانتهاء منه.