رئيس التحرير: عادل صبري 04:37 مساءً | الاثنين 07 يوليو 2025 م | 11 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

غمزة "أحمد موسى" !!

غمزة
18 أغسطس 2015

غمزة "أحمد موسى" !!

محمد طلبة رضوان

الحقيقة أن كل ما ارتبط بالمهندس أبو العلا ماضي، منذ القبض عليه "مختبئا" في بيته !!! ، ثم حجزه سنتين كاملتين "حبس احتياطي"، وعدم اتهامه بأي شيء على الإطلاق، ثم ملابسات الجلسات الكوميدية، ثم ملابسات إخلاء السبيل الأكثر كوميدية، والتي ينقل إلى أحد الزملاء أنها وصلت لدرجة أنهم حجزوه لأربع ساعات متواصلة في محاولة لإيجاد أي سبب قانوني لاستمرار حبسه بعد انقضاء أقصى مدة للحبس الاحتياطي فلم يجدوا، وفي النهاية سأله القاضي – وفق شهادة الزميل – حضرتك متأكد إن ماعندكش قضايا تانية؟ هي فين القضية الأولانية أصلا؟


أعلن الخبر، نشرته كل الجرائد، أبو العلا ماضي، إخلاء سبيل، الشباب على مواقع التواصل هنأوا الباشمهندس، كتبوا بدورهم، أبو العلا ماضي على الأسفلت، اتصلت بصديقي العزيز أحمد ماهر، عضو الهيئة العليا بحزب الوسط لأبارك، فقال لي: الله يبارك فيك بس هو لسه ماخرجش، مين. فين؟ ليه؟ يا بني ده خارج بقاله يومين، لا خالص، احنا بقالنا يومين واقفين قصاد القسم مستنيينه يخرج، قسم؟ آه رحلوه على قسم الجيزة ! اشمعنى الجيزة ده انتوا في المقطم، يضحك ماهر: هي جت على دي يعني آدينا مستنيين.

في هذا الوقت، وبينما أبو العلا ماضي بايت في قسم الجيزة كان الإعلامي المخبر أحمد موسى يصرخ على شاشة صدى البلد، محكمة الجنايات أفرجت عن أبو العلا ماضي، وعلى طريقة "ميدو" لـ "حسن شحاتة" ليه؟ ليه؟ ليه؟ ايه يعني؟ فيه ايه؟ ايه اللي بيحصل؟

أحمد موسى، بوصفه – لا مؤاخذة –"صحفي"، لم يذكر لنا حيثيات الاتهام، سياقات الإخلاء، مكالمة من مصدر، كلام مع أهل السجين، مع قانونيين ضده، معه، أي حاجة، أبدا، الرجل ظل يصرخ على الشاشة: ليه؟ ليه؟ إلا أنه تجاوز الصراخ إلى العصاب، وبدأ في سرد أدلته على خطورة الإفراج القانوني عن رئيس حزب الوسط، وكالمعتاد، لا يحتاج الأمر إلى أي أدلة من أي نوع، المشاهد لا ينتظر أدلة، لكنه ينتظر انطباعا عاما، كلام مريح، أي حاجة في رغيف، وهو ما تدرب عليه إعلاميو بارات الدرجة الثالثة، يرددونه، ربما دون وعي، كحمار تعود على طريق الحقل، لا يحتاج من يسوقه.

اسمع، عن علاقة أبو العلا ماضي بالإخوان، يقول المخبر: "هو انشق لكن ما انشقش"، دليل دامغ،أما عن "خطورة" أبو العلا ماضي،، ودوره "الخطير جدا"، وكونه "أخطر" من مرسي، وكونه الرجل "الأخطر" في الجماعة "اللي انشق عنها بس مانشقش" يقول موسى: "اعرفوا كان بيحرك إيه، وبيشتغل ازاي" "اعرفوا دوره الخطير جدا قبل 3/7" "مين راح للجاسوس مرسي يوم 1/7، و2/7) !!! وبناء عليه، لا يوجد أدلة، لا عند القضاء، ولا عند المخبرين، الفارق إن الجيش قال للمخبر "اتصرف"، وكما سيتحمل عمال مصر فاتورة عجز الموازنة العامة، بعد قانون "السخرة" المدنية، على المشاهدين بدورهم أن يتحملوا مسئولياتهم أن "يعرفوا" دور أبو العلا ماضي، اعرفوا !!!

"فين بقالكوا سنتين؟" "بتعملوا إيه"؟! يقولها موسى، وهو يغمز، تصورت أنها "لازمة" أو "مرض" يحدث أحيانا، إلا أن متابعي "موسى" من الفدائيين، أصحاب النفس الحلوة، أخبروني أنه يغمز بالفعل، يغمز لجهة ما، فين بقالكوا سنتين، أنا لا أعترض على حكم القضاء، لكن انتوا فين؟ فين؟ بقالكوا سنتين، غمزة، سنتين، غمزة، الرجل سيجن،أين كانت أجهزة الدولة "الوطنية"، عامان كاملان ولم يستطع أي مسئول "وطني" تلفيق تهمة لهذا "الخطير جدا" الذي قبض عليه متلبسا بالاختباء في "بيته" انتوا فين؟

لا يكتفي "موسى" بالمطالبة، إنما يطرح نموذجا فوريا، على الهواء: "انتوا مش عارفين خطورة أبو العلا ماضي" "أجهزة الدولة مش عارفة خطورة أبو العلا ماضي" وأبو العلا وخطورة، وخطورة أبو العلا، مع التكرار، قدر المستطاع، والغمز، قدر "الاستنطاع"، وكله بيعدي !!

بعدها بيومين، موسى قدم نموذجا آخر، أكثر أستاذية، أستاذية العالم "السفلي"، لفق مكالمة، لرجل موجود، حي يرزق، خارج السجن، في بيته، ويستطيع الرد، وسيكذب حتما، وسيفضحه، وسينكشف أنه كذاب، ومع ذلك فعلها، بمنتهى البجاحة، والخشوع، مغمضا عينيه في حضرة الشيخ المحلاوي المزيف الجليل، واثقا في نفسه، سادرا في تزويره، منتهى الثبات الانفعالي، أنا شخصيا صدقته، الله يخرب بيته، معلم، تحدث إلى الشيخ المحلاوي، الإسلامي، الأزهري، السكندري، صاحب التاريخ في النضال ضد أنظمة الحكم العسكري، والدعوة لدولة "إسلامية"، وجعله يقول إنه مع السيسي، وأنه ضد علاقة الدين بالسياسة، وأن البلد تتقدم مع السيسي، وجعله يشتم كل أصحابه، ورفاقه، والجيران، ولو أراد منه موسى لشتم نفسه، وأمه، واللي خلفوه، انتهت المكالمة، موسى يشكر الشيخ الجليل، يضم يديه امتنانا، ضيوفه بدورهم يشكرون، الجميع يشكر، اشكر حضرتك .. من حقك !!

في اليوم التالي، تنفرد مصر العربية بحوار مصور مع المحلاوي، ينفي فيها المداخلة، السؤال: لما تنفرد؟ لماذا لم تذهب كل الجرائد للمحلاوي، خاصة وأن كل من يعرف صوت الشيخ، يوقن أنه لم يكن صاحب المداخلة، هنا بيت القصيد.

أحمد موسى يزور، وهو يعلم أن دوائر تأثير الكذب، أكثر اتساعا بكثير من دوائر التكذيب، سيسمعه الملايين وهو يتحدث إلى النسخة المضروبة من الشيخ المحلاوي، فيما لن يسمع أحد "تقريبا" المحلاوي الحقيقي وهو ينفي الخبر، ما قيمة بضعة آلاف أمام بضعة ملايين، للكذب آلاف النوافذ، المرئية، والمسموعة، والمقروءة، وللصدق نوافذ خرساء، إذا نفت أثبتت، وإذا أثبتت، لم يسمعها أحد، سوى أنصارها، دوائر مغلقة على أصحابها، هنا وهناك، قضية ناجحة، ومكسبها مضمون، لكنها في يد "نجار مسلح" مُصر أن يشتغل بالمحاماة، شفت غمزة موسى؟ انتوا فين بقالكوا سنتين، فين .. فين؟ مش عارفين خطورة أبو العلا ماضي؟!

للتواصل مع الكاتب عبر موقع فيس بوك:

https://www.facebook.com/mohamed.t.radwan

 

 

 

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية