رئيس التحرير: عادل صبري 10:11 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

من كندا.. شقيقة البوعزيزي تدعو شباب تونس لمواصلة التظاهر

من كندا.. شقيقة البوعزيزي تدعو شباب تونس لمواصلة التظاهر

العرب والعالم

ليلى، شقيقة محمد البوعزيزي

من كندا.. شقيقة البوعزيزي تدعو شباب تونس لمواصلة التظاهر

متابعات 17 ديسمبر 2020 20:47

دعت ليلى البوعزيزي، شقيقة الشاب الذي أضرم النار في جسده محمد البوعزيزي في تونس في 2011 لتنتشر إثر تلك احتجاجات "الربيع العربي"، الشباب إلى مواصلة "التظاهر" والمطالبة "بحقوقهم"، إزاء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تونس.

 

وتنحدّر ليلى من عائلة فقيرة، وقد غادرت سيدي بوزيد المهمشة والواقعة في وسط غرب تونس، مهد ثورات "الربيع العربي"، في العام 2013 عندما كانت طالبة، واستقرت في إقليم كيبيك، بكندا.

 

وتقول ليلى وهي تتذكر يوم وفاة شقيقها، إن الثورة لم تستجب لتطلعاتها لا سيما منها "الاقتصادية". وتعبّر في الوقت نفسه عن أملها "في أن يتغير" الوضع. وعلى الرغم من أن تونس هي البلد الوحيد من دول الربيع العربي، التي وضعت نفسها على المسار الديمقراطي، إلا أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي يطالب بها الشعب لم تتحقق بعد.

يأس وغضب

وأضرم محمد البوعزيزي البالغ 26 عامًا، البائع المتجول، النار في جسده صبيحة يوم 17 ديسمبر 2010 بالقرب من مقرّ ولاية سيدي بوزيد، إثر خلاف حاد نشب بينه وبين أحد أفراد الشرطة حول بضاعة كان يبيعها.

 

وكان البوعزيزي يكسب مورد رزقه كالعديد من الشباب الذين لم يجدوا عملا، من بيع الغلال والخضر على عربة في الشارع الرئيسي في سيدي بوزيد. يومها، سمعت ليلى التي كانت طالبة في ولاية مجاورة، أن شقيقها تعرض للصفع على يد شرطية. وحين طلب التوصل إلى حلّ مع السلطات المحلية لاسترجاع بضاعته المصادرة، "لم يحصل على إجابة".

 

وتقول ليلى، لوكالة فرانس برس، إن محمد كان "غاضبا جدا.. لذلك جلب البنزين وأقدم على فعل ذلك". وتؤكد ليلى البالغة 34 عاما، أن عامل "التراكم هو الذي دفع إلى الانفجار". وتوفي محمد مطلع يناير متأثرا بحروق بليغة، في مستشفى بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.

 

وأجج احتجاج البوعزيزي التظاهرات التي اتسعت وشملت الولايات القريبة ووصلت الى العاصمة ودفعت بعد شهر الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي الى الهروب في 14 يناير، بعد 23 عاما على رأس السلطة.

"تهديدات" ثم هجرة

وتروي ليلى: "عندما قام أخي بحركته، تفجرت احتجاجات ضد النظام"، مشيرة إلى أن شقيقها كان يعاني من "الظروف نفسها" التي يعيشها العديد من الشباب، مضيفة: "لم يكن أخي الوحيد، هناك العديد من الذين لقوا حتفهم" وهم يطالبون بحياة أفضل.

 

وتلقت عائلة البوعزيزي على مواقع التواصل الاجتماعي، "تهديدات عدة" بما فيها القتل، وتعرض أفرادها لمضايقات في الطريق من جانب معارضي الثورة، كما اتهموا بالاستفادة من وفاة محمد لتكوين ثروة. وتقول ليلى "كان الوضع خطيرًا". فانتقلت العائلة كلها الى كندا حيث "اندمجوا جيّدا".

 

وتعمل ليلى في شركة لصناعة مكونات الطائرات في كندا ولا تزال تتابع أخبار تونس من بعيد والتحولات التي تشهدها. وتقرّ ليلى بأن بلدها حقّق انجازات وخطا خطوات هامة على غرار إرساء دستور جديد في العام 2014 وإنجاز انتخابات ديمقراطية.

 

وتضيف :"يمكننا التحدث والتظاهر. لم يكن النقاش ولا التعبير مسموحين في السابق"، بالإضافة إلى أن "الانتخاب مهم جدا". غير أن الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الصعب. وتابع: "في كل مرة ننتخب يقولون إننا سنغير، ولكن حال تمكنهم من السلطة لا شيء يتغيّر".

"ربما الوضع أسوأ حاليا"

وتنتقد ليلى غياب الإصلاحات الضرورية التي لم تقم بها الحكومات، سواء في قطاع الصحة الذي يواجه مشاكل كثيرة، أو إصلاح الطرق وقنوات المياه لتفادي الفيضانات التي تودي بحياة أشخاص كل سنة. وترتفع نسبة البطالة في الولايات الداخلية في تونس وتتضاعف مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ 16 في المائة تقريبا.

 

وتعلّق ليلى "ربما الوضع أسوأ حاليا"، لا سيما فيما يتعلق بمستوى العيش الذي تراجع بشكل ملحوظ لدى الموظفين. وتؤكد أن العشرات من الشباب يحتجون بإضرام النار في أجسادهم سنويا في تونس، أو عبر هجرة غير نظامية. وتتابع "عندما ينهي شاب دراسته لا يجد شيئا.. وحتى براتب متوسط لا يستطيع العيش بشكل جيد".

 

وتتمنى ليلى أن يبقى "هناك من لا يتوقف عن التظاهر والتعبير من أجل التغيير"، مشيرة الى أن محمد منح الشباب التونسي "قوة كبيرة لتغيير النظام". وتختتم حديثها بالقول "من المحتمل أن يستغرق ذلك أكثر من عشر سنوات. على الشباب أن يواصلوا التظاهر والتعبير ليتمكنوا من حقوقهم".

من حب إلى لعنات

وفي دلالة على مدى الإحباط الذي يعاني منه التونسيون بسبب الأوضاع الاقتصادية، أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن إن "محمد بوعزيزي" البائع الجائل الذي أشعل  ثورة الربيع العربي، يتعرض حاليا للعنات فصائل عديدة من التونسيين في الذكرى العاشرة للاحتجاجات التي أدت إلى تغيير أنظمة سياسية وانهيار اقتصادي يضرب الدولة الشمال أفريقية.

 

وتابع تقرير للصحيفة: "لقد هز تصرف بوعزيزي النابع من اليأس العالم العربي، فقد أدى إضرام بائع الفاكهة المتجول الشاب النيران في نفسه لإشعال الثورات في أرجاء الشرق الأوسط حتى إن شارعا كبيرا بالعاصمة التونسية بات يحمل اسمه". واستطرد: "على واجهة مقر المجلس المحلي ببلدة سيدي بوزيد مسقط رأس بوعزيزي، توجد صورة عملاقة له".

 

واستدركت الجارديان: "لكن بعد مرور عقد على إشعال النار في نفسه احتجاجا على وحشية وفساد الدولة، بات بوعزيزي موضة عفا عليها الزمان في تونس وكذلك الثورة التي أشعل موته شرارتها".

 

وقالت مواطنة تونسية تدعى فتحية إيمان، أثناء سيرها في أحد شوارع سيدي بوزيد ردا على سؤال حول انطباعها عن صورة بوعزيزي: "ألعن هذه الصورة وأريد إسقاطها. إنه الشخص الذي دمرنا".

 

من جانبه، قال قيس بوعزيزي، أحد أبناء عمومة محمد: "لقبي الذي كان ذات يوم رمزا للكرامة التونسية أصبح الآن لعنة بجانب بلدة سيدي بوزيد نفسها".

الربيع العربي
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان