رئيس التحرير: عادل صبري 06:45 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

اللاجئون في طهران.. وقود إيران للسيطرة على المنطقة

اللاجئون في طهران.. وقود إيران للسيطرة على المنطقة

العرب والعالم

أفغان في صفوف الجيش الإيراني

اللاجئون في طهران.. وقود إيران للسيطرة على المنطقة

أحمد جدوع 29 مارس 2017 09:51

"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"..هذه هي حال إيران في تعاملها مع العدد الكبير من اللاجئين الذين استضافتهم في الفترة الماضية وصنعت منهم وقودًا تشعل به حروبها التوسعية بمنطقة الشرق الأوسط أملاً في تحقيق طموحاتها الإقليمية.


واستثمرت إيران استضافة اللاجئين ضمن مشاريع الأمم المتحدة للاجئين، من خلال توظيفهم في صراعتها وحروبها بالمنطقة التي خربت من خلالها دولاً بأكملها، فكان المقاتلون التابعون لإيران في هذه الحروب هم بالأساس لاجئون، بحسب الخبراء.

 

وعلى الرغم من أن الإحصائيات الأممية أكّدت أن إيران ثاني أكبر بلد تستضيف لاجئين، إلا أن طهران لا تمتلك سجلًا ورديًا في ضيافة الأشخاص الذين لجؤوا داخل حدودها، فاللاجئون الأفغان داخل إيران كانوا عرضة للعنصرية من قِبل النظام الحاكم وشرائح معينة من المجتمع الإيراني على حد سواء.

 

تورط الجيش

 

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان أنها جمعت شهادات تفيد بأن الجيش الإيراني جند، منذ نوفمبر 2013، آلاف اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا، وفق ما نشرته الجزيرة نت في يناير 2016.

 

وبحسب هيومن رايتس ووتش يعيش نحو 3مليون لاجئ أفغاني في إيران، في وقت لم يحصل سوى 950 ألفاً منهم على بطاقات اللجوء، وفق المنظمة ذاتها، ومن ثم فإن الباقي يتم توجيهه إلى بؤر الصراع التي توجد بها إيران وأهمها سوريا، حيث تمد النظام السوري بالمال والجند والخبراء العسكريين.

 

وأكدت المنظمة الحقوقية أن جزءاً كبيراً من هذا التجنيد كان قسرياً، بعدما جمعت في نهاية 2015 شهادات من مجندين أفغان عاشوا في إيران، إثر تلقيهم "عرضاً بالحصول على حوافز قانونية لتشجيعهم على الانضمام إلى المليشيات الموالية للنظام السوري".

 

تجنيد إجباري
 

وبرغم رفض هؤلاء المجندين للفكرة، إلا أن مشاركتهم في القتال لم تكن إلا إرغاماً لهم بتخييرهم بين السجن أو الترحيل إلى أفغانستان، أو أملاً في الحصول على إقامة قانونية بإيران، مؤكدين، وفق ما ذكرته رايتس ووتش، أن الحرس الثوري هو من يقوم بعملية التجنيد ويمارس ضغوطه وتهديده إياهم.

 

وفي دراسة أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان عام 2014 خلصت إلى أن أعداد المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا لا تقل عن 35 ألف مقاتل، فضلاً عن تزايد أعدادهم خلال السنوات التي تلت عام 2014. وينتمي أغلب هؤلاء بالترتيب إلى العراق ولبنان وإيران وأفغانستان، وفق ما ذكرته مجلة البيان في 23 مارس 2017.

 

وأضافت المجلة أن التقديرات تدل على أن عدد مقاتلي المليشيات العراقية 15- 20 ألف مقاتل، وعدد مقاتلي حزب الله اللبناني 7- 10 آلاف مقاتل، و12- 14 ألف مقاتل من الأفغان، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني المشرف على معظم هذه المليشيات تدريباً وتمويلاً.

 

لعبة طائفية

 

بدوره قال المحلل السياسي السوري تيسير النجار، إن اللعبة الطائفية الخبيثة تلعبها إيران بالشرق الأوسط وطموحها أكبر  للسيطرة على كل الأقطار العربية ولكن كمرحلة أولى الشرق الأوسط ومشروع الهلال الخصيب في سوريا ولبنان والعراق والأردن.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن "طهران تستخدم لاجئين من نوعين، الأول تنظيم القاعدة المطارد من أفغانستان بعد ملاحقتهم في مغارات تورا بورا وتعقد معهم تحالف ضد الشيطان الأكبر أمريكا علما أنهم كانوا قبل الحلف أعداء لكن قبول أيمن الظواهري خطة التعامل مع إيران واعتراض أسامة بن لادن وانسحابه للباكستان ثم تمثيلية قتله ترك للظواهري حرية التعامل والتكامل مع خطط إيران بالسيطرة على ثورات الربيع العربي أو أماكن الفوضى بها.

 

وأوضح أن إيران استعملت في حربها الطائفية على المنطقة العربية اللاجئين من أفغانستان وخاصة الشيعة منهم وحشدت لهذا كل من يستطيع حمل السلاح للقتال في مناطق الثورات العربية من هؤلاء اللاجئين وهذا يعتبر استغلال بشع لمرتزقة منهم وهو استغلال مزدوج مرتزقة وقود لحرب طائفية متطرفة .

 

وأكد أن ايران منبع التطرف والإرهاب الطائفي الشيعي وممولة التطرف التكفيري السني لتنظيم القاعدة بعدة وجوه لكل من سمى نفسه باسم إسلامي سواء داعش أو النصرة أو أمثال هذه الأسماء التي تسيئ للدين الإسلامي.

 

وقود للحرب

 

ومن جانبه قال الباحث السياسي العراقي أحمد الملاح، إن حلفاء إيران أكثر ضرر من أعداء الجمهورية الإسلامية، فقد استخدمت الحلفاء وقود للحرب وقامت بتمكين الرجالات الفاسدين لحكمهم.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن العراق مثال واضح فقد استخدمت إيران شباب الجنوب العراقي وقود لحربها في المنطقة بينما يحكم المناطق الفاسدون الذين لم يتمكنوا إلى الآن بعد ١٤ سنة من الحكم رغم الإمكانيات الكبيرة من بناء شبكة خدمات تضمن الحد الأدنى من الإنسانية.

 

وأوضح أن النظام الإيراني يتعامل مع الحلفاء كأتباع من درجة ثانية وليس شركاء لهم حقوق وعليهم واجبات، لذلك ربما نجحت حتى الآن طهران في تحقيق بعض الانتصارات السياسية أو العسكرية خارج حدودها عن طريق اللاجئين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان