رئيس التحرير: عادل صبري 05:08 مساءً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

مبادرة الصين.. السعودية وإيران أعداء على مائدة الحوار

مبادرة الصين.. السعودية وإيران أعداء على مائدة الحوار

العرب والعالم

الرئيس الصيني والإيراني والملك سالمان

مبادرة الصين.. السعودية وإيران أعداء على مائدة الحوار

أيمن الأمين 12 مارس 2017 16:23

 

وساطة صينية لحل الخلافات بين السعودية وإيران ربما تبدأ بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة بحسب تصريحات لوزير الخارجية الصيني وانغ إي، الذي أكد عن دور لبكين في التقريب بين الرياض وطهران.

 

تلعب الصين دور الوسيط بين السعودية وإيران، سعيًا لنزع الخلافات بين الدولتين.. دور اعتبره مراقبون صفقة كبيرة، أكثر الرابحين منها هو التنين الصيني؛ فبكين تجمعها مصالح كثيرة اقتصادية وسياسية مع طهران والرياض، وتسعى للتقريب بينهما للمحافظة على مصالحها في الشرق الأوسط، رغم الحديث عن صعوبة بدء حوار سعودي إيراني في الوقت الحالي.

 

المبادرة الصينية جاءت على لسان وزير الخارجية الصيني وانغ إي، خلال المؤتمر الصحفي السنوي للوزير الصيني على هامش اجتماعات المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (البرلمان).

وانغ إي وزير الخارجية الصيني

 

وعلى الرغم من اقتصار دور الصين على الاكتفاء بلعب أدوار إقليمية تمسها بشكل مباشر مثل الأزمة النووية الكورية، فإنّ اتساع رقعة المصالح الصينية بات يدفع الدبلوماسية الصينية نحو محاولة لعب أدوار في مناطق بعيدة عنها والظهور بمظهر القوة الكبرى المسئولة والحريصة على إحلال السلام والتعاون خاصة فيما يتعلق بالدول النامية باعتبار أن بكين كما تؤكد دائماً هي "الدولة النامية الأكبر".

 

دور صيني

 

وقال وانغ "نأمل أن تقوم السعودية وإيران بحل خلافاتهما القائمة بينهما من خلال المساواة والتشاور الودي"، وأضاف "باعتبار الصين صديقاً مشتركاً لكل من إيران والسعودية فإنها على استعداد لأن تلعب الدور المطلوب منها إذا لزم الأمر".

 

ويأتي تصريح الوزير الصيني قبل أيام قليلة على زيارة مزمعة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى الصين منتصف الشهر الجاري في إطار جولة آسيوية واسعة تشمل سبع دول وتهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتشجيع فرص الاستثمار مع دول شرق آسيا.

الكاتب الصحفي عادل صبري

 

الكاتب الصحفي عادل صبري المسئول التنفيذي في ملتقى المترجمين والباحثين الصينيين والعرب، قال إن الصين وضعت مصر وإيران في إطار مشروع الصين الحزام والطريق، مع مجموعة من الدول العربية، لذلك تسعى بكين للحفاظ على تلك الدول، مضيفا أن السعودية من أكبر الشركاء العرب والمستثمرين في الصين.

 

وأوضح المتخصص في الشأن الصيني لـ"مصر العربية" أن إيران أيضًا من أكبر الموردين للمواد البترولية لبكين، قائلا: "الصين تريد قيادة، ودورا سياسيا موازيا كالدور الأمريكي في المنطقة، نظرا لقوتها الاقتصادية، فهي تبحث عن هذا الدور الآن.

 

بكين تسعى لتهدئة الأجواء بين الرياض وطهران، الكلام لا يزال على لسان صبري، والذي أكد أن التهدئة في صالح منطقة الخليج المورد الأول للصين بتروليا.

 

نجاح متوقع

 

وأشار المتخصص في الشأن الصيني إلى أن بكين تسعى من خلال تلك المبادرة التي طرحها وزير خارجيتها وانغ إي، لاستغلال علاقاتها الجيدة مع السعودية وإيران، وقد تنجح بكين في تهدئة الأوضاع ونزع فتيل التوتر خلال تلك المرحلة.

الدكتور مدحت حماد الخبير في الشأن الإيراني

 

بدوره، قال الدكتور مدحت حماد الخبير في الشأن الإيراني، إن المصالح وراء بحث الصين عن تقريب بين السعودية وإيران، فشراكة الأخيرة مع الصين تمتد لما بعد الحرب العراقية الإيرانية، تعاون اقتصادي وعسكري.

 

وأوضح أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية لـ"مصر العربية" أن علاقة الصين والسعودية قوية، شهدت ارتفاعا ملحوظا في آخر 3 سنوات، وبالتالي فالتوجه السعودي إلى الصين تحول نوعي جديد، ومن ثم نحن أمام منظومة من المصالح يمكن التوفيق بينها.

 

غرب آسيا

 

وتابع: "الصين تدرك تماما أن أصل الصراع في غرب آسيا هو بالأساس صراع إيراني سعودي، لذلك حرصت بكين على إعلان مبادرتها للتقريب بين الدولتين.

 

وعن فرص نجاح المبادرة الصينية أشار حماد إلى صعوبة قيام القوة الصينية رغم ثقلها بأن تكون عاملا جذريًا للموافقة على المبادرة، خصوصًا وأنّ السعودية وإيران قوتان إقليميتان لهما مكانتهما وقوتهما، وبالتالي يصعب لقوة ثالثة أن تفرض قراراتها على هاتين القوتين، لكننا يمكننا القول بأن كلتا الدولتين حريصة على القبول بتلك المبادرة.

جانب من قادة إيران في سوريا

 

السفير السعودي لدى بكين تركي بن محمد استبعد طرح مسألة الوساطة الصينية خلال زيارة الملك سلمان بكين، وقال لوسائل إعلام صينية "نحن نرحب بأية جهود من قبل الصين لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. ونقدر تصريحات الوزير الصيني وشعوره الطيب، ولكن إيران حالة مستعصية وهي لن تقبل بالوساطة وتتبنى سياسة تصدير الثورة عبر التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار".

 

ويرى متابعون للشأن الصيني أن المبادرة الصينية ليست مجرد مجاملة دبلوماسية عابرة، فقد جاءت على لسان رئيس الدبلوماسية الصينية خلال حدث مهم هو مؤتمره الصحفي السنوي، ونظراً لطبيعة إعداد المؤتمر بالحصول على الأسئلة قبل أيام من موعدها، فإنّ إجابات الوزير الصيني كانت أيضاً قد أعدت سلفاً بعد فترة كافية من الدراسة والتمحيص والتقييم.

 

الدبلوماسية السعودية

 

ومن وجهة نظر هؤلاء فإنه "يتعين على الدبلوماسية السعودية المسارعة إلى الترحيب بالمبادرة الصينية وإحراج إيران من خلال التأكيد على أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو أحد أعمدة وركائز الدبلوماسية الصينية منذ تأسيسها، وما لا يمكن أن تقبله الصين لنفسها لا يمكن أن ترضاه للآخرين".

 

في حين يرى آخرون، أن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى صعوبة بدء حوار سعودي إيراني، في ظل تناقضات الطرف الإيراني، يحارب في سوريا ويتحرش بباب المندب ويدعم الحوثي، وفي نفس الوقت يبحث عن مصالحة مع السعودية.

جانب من القتال في سوريا

 

ويرى سفير الصين السابق لدى إيران خوا لي مين أن "الصين جادة بالفعل في التوسط حيث إن مصالحها في الشرق الأوسط بازدياد مستمر خاصة في مجال الطاقة، ولهذا فإن من الطبيعي أن نشهد تفعيلاً للدور الصيني في قضايا المنطقة".

 

غير أنّ لي مين أكد على ضرورة توفر شرطين معًا لنجاح هذه المبادرة، الأول هو توفر النوايا والإرادة لدى طهران والرياض لحل خلافاتهما، والثاني قبول الجانبين بالوساطة الصينية.

 

موسكو وواشنطن

 

ومن وجهة نظر الدبلوماسي الصيني السابق فإن "الصين تبدو الطرف الأكثر قبولاً للقيام بهذا الدور نظراً لعلاقاتها الجيدة مع الجانبين مقارنة بموسكو وواشنطن".

 

في حين اقترح الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط ما شياو لين ضرورة قيام الصين بتعيين مبعوث خاص للشؤون الإسلامية يمكنه لعب دور في المساعدة في حل الكثير من الأزمات التي تعاني منها الكثير من هذه الدول ومن ضمنها الخلافات السعودية الإيرانية". وفقا للجزيرة.

 

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين بكين والرياض قد تجاوز 47 مليار دولار العام الماضي، في وقت بلغ مع طهران خلال العام نفسه 33 مليار دولار، وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول لكلا البلدين.

 

يذكر أن العلاقات السعودية الإيرانية بدأت تتوتر منذ 1979 تاريخ نجاح ثورة الخميني، ومع مطلع عام 2016 قررت الرياض قطع تلك العلاقات رسميا بعد اقتحام إيرانيين مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان