رئيس التحرير: عادل صبري 08:53 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

آخرها «نُزهة وادي مريوط».. أبرز 3 حوادث غرق في 2021

آخرها «نُزهة وادي مريوط».. أبرز 3 حوادث غرق في 2021

آيات قطامش 25 فبراير 2021 00:50

أطفالٌ صغار استقرت أجسادهم في الأعماق وسط الأسماك بعد رحلة بحرية قصيرة قضوها مع الأهل والرفاق.. ليس هذا فحسب ففي ساعة مُتأخرة من الليل في مكان آخر ابتلعت الأمواج 5 كانوا في مهمة عمل لتوصيل أحد الطرود لسفينة تنتظرهم في عرض البحر..

 

 لم تنتهِ تلك المشاهد القاسية عند هذا الحد فهناك شابٌ سقط على حين غفلة في ترعة الإسماعيلية بالشرقية برفقة آخرين كانوا يستقلون سيارة في طريقهم لنقل "جهاز عروس"..

 

 فمن ضحايا جهاز العروسة للقمّة العيش وانتهاءً بالنزهة الأخيرة؛ نرصد أبرز حوادث الغرق التي وقعت مطلع 2021، وكان وراء كل منها قصة كبيرة. 

 

 

مشهد 1 .. "الفسحة" الأخيرة

 

"عبوات لبن أطفال وحفاضات..نعلٌ صغير وبقايا طعام وسكين"؛ هذا ما تبقى على سطح الماء بمحيط حادث غرق "فلوكة" ببحيرة وادي مريوط بالإسكندرية في الكيلو 9.5، كان على متنها 20 فردًا من عائلة واحدة مكونة من رجل وسيدتين والباقي أطفال أصغرهم يبلغ من العمر 6 أشهر.

 

فبالأمس تمّ انتشال 9 جثامين لمتوفين منهم و6 ناجين وبقى 5.. أطلق البحر سراحهم اليوم الأربعاء، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري ومتطوعي الخير من انتشالهم -حسبما أخبرنا كابتن إيهاب المالحي-.  

 

القصة بدأت حينما قررت العائلة الخروج في رحلة بحرية على متن قارب صغير للجلوس على جزيرة في بحيرة وادي مريوط، وقضاء أوقات سعيدة،  كانت حينها الشمس تجمع خيوطها بينما بدأ الظلام يكسو المكان في ليل باردٍ، اعتلى "الفلوكة" 10 من الـ 20 ثم لحق بهم الـ 10 الباقيين. 

 

 

بعد قضاء بعض الوقت على الجزيرة، قرر الجمع العودة ولكن دفعة واحدة على متن ذات القارب الذي تبلغ أقصى حمولة له 5 أفراد، -حسبما روى لنا المالحي وأحد الجيران - القصة، وفي غضون لحظات انقلب القارب بمن فيه في الأعماق، أثناء رحلة العودة ولكن ليس إلى بيوتهم كما كانوا يعتزمون وإنما إلى مثواهم الأخير. 

 

بعد انتشال آخر 5 أطفال اليوم الأربعاء (فتاتين و3 أولاد) قامت فرق الانقاذ برفع القارب المنكوب من عرض البحيرة حيث بقول المالحي: "تركناه حتى النهاية لأنه كان بمثابة علامة لنا ودليل لمكان الحادث"، لقراءة المزيد اضغط هنـــــــــــا

 

 

 

مشهد 2.. ضحايا "لقمة العيش"

 

في مكان آخر ببورسعيد، استعد 5 رفاق لاعتلاء "لانش" مُحمل بطرد يحوي قطع غيار تزن نحو ما يزيد عن 12 طنًا، من أجل تسليمها لسفينة أخرى تنتظرهم بغاطس البحر الأبيض المتوسط. 

 

فمع دقات التاسعة من مساء الثلاثاء الماضي، اعتلى عم رجب صبح القبطان، البالغ من العمر 40 عام اللنش المنكوب وبرفقته 4 آخرين، هم  شخصان من التوكيل يُدعيان ماهر جابر ومحمود السيد، و2 من البحارة هما محمد الخنيني وعم صلاح، فالقصة بدأت  بعد تكليفهم بتلك المهمة من توكيل "إدوارد"، حسبما روى  إبراهيم رجب، شقيق سائق "اللانش" المنكوب لـ "مصر العربية"

 

كانت المفاجأة الأولى حينما اتصل سائق اللنش بالسفينة التي تنتظرهم في عرض البحر للتأكد من احداثياتها في ليل حالك السواد وشديد البرودة، فأخبرتهم أنها لا تقف في المكان المقصود ولكن بعده بقليل، حتى لا تدفع رسوم التواجد في أماكن الانتظار، ولم يجد قائد اللانش أمامه خيار آخر -حسبما روى شقيقه- فتوجه لهم إلى حيث يقفون. 

 

 

بعد الوصول والبدء في نقل الحمولة، اتخذت الأحداث تسلسلًا دراميًا ومأسويًا أيضًا في غضون لحظات، فالونش الذي يرفع الطرد تعطل، وبدلًا من أن يُنزله على متن السفينة الأخرى أسقطه على حافة اللانش فاختل توازنه وانقلب بمن فيه في عرض البحر. 

 

حاول الـرفاق الـ 5 مُصارعة الأمواج، في حين ألقت لهم السفينة الأخرى التي كان من المفترض أن تستلم منهم الطرد  "لايف جاكيت"، وبعثت برسالة استغاثة تفيد غرق اللانش، ثم قررت بعدها أن تعطي لهم ظهرها وترحل -بحسب رواية شقيق سائق اللانش-. 

 

 

وصلت فرق الإنقاذ إلا أن البحر الغاضب كان قد  ابتلع كل شئ حتى "اللنش" لم يعد له أثر في المكان، فقط وجدوا 3 جواكت انقاذ خالية من اي أشخاص تطفو على سطح الماء عدا واحد فقط منهم كان به أحد الضحايا معلقًا به بعدما فارق الحياة. 

 

وبعد مرور الأيام ظهر جثمان غريق ثاني من الـ 5 بعدما قذفته الأمواج لشواطئ رفح بفلسطين، وأعادته السلطات لمصر من أجل تشيعه إلى مثواه الأخير، ولا يزال البحث عن الباقين جاريًا.. لقراءة المزيد اضغط هنـــــــــــــــــا

 

الجثمان الذي حملته الأمواج من بورسعيد لـ رفح جنوب قطاع غزة،  يخص  ماهر جابر خلة عبيد، يبلغ من العمر 48 عامًا، وكان بحوزته بطاقة هويته التي دلت على مصريته. 

 

 

2021-637494208301438767-143(1).jpeg" width="538" />

 

مشهد 3.. شهيد "جهاز العروسة" 

 

 في الجمعة الأولى من يناير الماضي؛ انطلقت سيارة نقل "العزال" من عزبة أبو حديد بالشرقية وكان يقودها شاب عشريني يُدعى محمد السيد دياب طالب بالفرقة الثالثة بكلية  نظم ومعلومات، - الغريق -، وكان برفقته شقيقه الذي نجا من الموت بأعجوبة ووالد العريس الذي توفاه الله في الحادث، ولم تكن الكابينة الخلفية للعربة خاوية ولكن كانت مليئة بذوي العريس ولكنهم جميعًا خرجوا بسلام -بحسب رواية حمادة أمين، أحد ذوي الشاب الغريق-.

 

فقبل 500 متر من وصول العربة لمسكن العروس بعزبة "الغرة"  من أجل نقل جهازها، وقع الحادث الأليم حيث فوجئ المارة بسيارة الربع النقل تطير في الهواء من أعلى أحد الكباري بقرية الزوامل لتستقر في ترعة الاسماعيلية، بمن فيها من ذوي العريس. 


  

 

على مدار كل هذه الأيام، سكن الأهالي الكباري في البرد القارس، لا يشغل بالهم شيئًا سوى العثور على جثمان ابنهم الغريق، أما الأم فكانت تحرص على الحضور بصورة يومية في الساعات الأولى من الصباح وتمكث طوال اليوم تمسح بعينيها المكان ذهابًا وايابًا على أمل العثور على حبيبها الصغير. 

 

توافدت فرق الإنقاذ من كل حدب وصوب وتحول المكان لخلية نحل بحثًا عن الشاب الغريق المفقود، فضلًا عن مشاركة القوات البحرية فلا أحد هنا يهمه شيء سوى الوصول إلى الهدف المنشود. 

 

مرت الأيام ولم يظهر جثمان الشاب الغريق رغم جهود كبيرة بُذلك، ولكنه "فص ملح وذاب"، وبعدما بدأ اليأس يتخلل إلى نفس الأب المكلوم اتخذ قرارًا بأداء صلاة الغائب على روح نجله الصغير، وبالفعل احتشد الأهالي، وكانت المفاجأة بظهور الجثمان بعد عدة أيام طافيًا على سطح الماء، لقراءة المزيد اضغط هنا

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان