رئيس التحرير: عادل صبري 03:14 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أمواجٌ تلتهم الأجساد.. 9 مشاهد مأسوية على شواطئ الإسكندرية (فيديو)

تفاصيل مؤلمة

أمواجٌ تلتهم الأجساد.. 9 مشاهد مأسوية على شواطئ الإسكندرية (فيديو)

آيات قطامش 24 يوليو 2020 00:15

يبدو أنّ الوجبة لم تكن مُشبعة بالقدر الكافي لشواطئ الموت بالإسكندرية التي التهمت أمواجهًا قبل أسبوعين 12 شخصًا، حيث عُثر على آخر الجثامين، الذي يُعتقد أنه يخص الغريق "شادي" في اليوم الثالث عشر من البحث.

 

ففي الساعات الأولى من صباح الخميس، استيقظ المصريون على خبر صادم جديد مفاده غرق 4 آخرين من أسرة واحدة في شاطئ الصفا الذي يبعد أمتارًا قليلة عن شاطئ النخيل المميت.   

 

وخلال الأسبوعين الماضيين وحتى الخميس، سجّلت شواطئ الموت مشاهد كثيرة، بدءًا من أم وقفت تُنادي بعلو صوتها على صغيرها "نور" لعلَّ البحر يسمعها ويُعيده إليها.. وأخرى سكنت الرمال في انتظار "شادي"، فضلًا عن غواصين متطوعين وفرق إنقاذ كانوا يواصلون البحث بين ثنايا الصخور والموج من أجل العثور على تلك الجثامين الضائعة، وأب مكلوم فوجئ بهدية من السماء أثناء قيامه بمسح المكان، ولكن رغم تأكيد الجميع له أنها جثة ابنه المفقود إلا أنّ قلبه وعقله رفضا تقبل الأمر وقرر إجراء تحليل DNA حتى يطمئن قلبه ورغم هذا لم تغادر الأسرة الشاطئ.

 

نرصد هذه المشاهد وغيرها التي شهدتها شواطئ النخيل وبلطيم وآخرهم الصفا. 

 

 

متطوعو الخير ورحلة بحث دامت 13 يومًا

 

بعد غرق الشباب الـ 12 في مياه النخيل وبلطيم، اتشح الشاطئ بالسواد حزنًا على فراق الأحباب حيث احتشد ذوو الضحايا على حافة البحر، وهم يتطلعون  أملًا في أن  يجود عليهم بجثامين أبنائهم الضائعة به.
 

وفي مشهد إنساني، حضر فريقٌ من المتطوعين من محافظات مختلفة، حملوا على كاهلهم مهمة البحث، مهما طال الأمد، وبالفعل وزعوا مهامهم وارتدوا ملابس الغطس وأخذوا المعدات اللازمة، وبات هذا شغلهم الشاغل على مدار الـ 13 يومًا الماضية يحضرون في الصباح ولا يتركون المكان سوى مع غروب الشمس.

 

قاد هذه الملحمة اثنان هم كابتن ايهاب المالحي، وكابتن محمد عوض، وبالفعل خرجت جميع الجثامين، الواحد تلو الآخر، على فترات متباينة عدا "شادي" غريق النخيل ونور الذي ضاع في مياه بلطيم لقراءة المزيد اضغط هنــــا

 

 

 

تعالي يا "نور"

 

"تعالى يا نور ..تعالى يا قلب أمك..تعالى يا حبيبي .."؛ عبارةُ  جرت على لسان "أم نور" التي  وقفت على حافة الشاطئ تناديه بصوت مخنوق ممزوج بالدموع، لا تدري ماذا تفعل؟ أمام هذا البحر العريض الذي ضاع فيه صغيرها طالب الهندسة، هذا المشهد سجلته عدسات أحدهم وجاب مواقع التواصل الاجتماعي.   

 

ففي مياه شاطئ الأمل ببلطيم رحل نور.س.ك  صاحب الـ 22 ربيعًا والطالب بكلية الهندسة، حينما نزل إلى البحر برفقة اثنين آخرين في الخامسة فجرًا بحسب توضيح سابق من أحد المسئولين، الذي نوه إلى دخولهم رغم قرار غلق الشواطئ ضمن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا. 

 

 

أم "شادي" تفترش الرمال

 

وعلى شاطئ النخيل، كانت تفترش أم شادي الرمال بعدما غرقت في دموعها حسرة على فقد نجليها في غمضة عين "عثمان" الذي عثرت فرق الإنقاذ عليه وودعته لمثواه الأخير، أمّا شادي فظلت لأكثر من 13  يومًا تنتظر عودته. 

 


 

 

العثور على جثة "نور" بين الصخور

 

في اليوم الحادي عشر من البحث المتواصل بشاطئ بلطيم، كانت المفاجئة بظهور جثمان "نور" بين "الصخور"، بعدما كان والده قد أخبر "ايهاب المالحي" قائد فريق غواصين الخير، أنه في حال عدم العثور على نور في اليوم الـ 10 فسيصلوا عليه صلاة الغائب، ليشاء القدر أن يظهر جثمان ابنهم الضائع. 

 

 

دموع وزغاريد ودعوات 

 

عقب العثور على جثمان نور، فاضت عين "المالحي" بالدموع فرحة بالعثور على هذا الشاب الذي ظل يبحث عنه طيلة الأيام الـ 11 بصحبة فريقه. 

 

الفرحة الممزوجة بالحزن على فراق طالب الهندسة بدت جلية أثناء تشيع جثمانه ايضًا، بقرية الرغامة، التابعة لمركز الرياض في كفرالشيخ، والقرى والمراكز المجاورة، حيث خيّم على الأجواء دعوات وتكبيرات وتهليل واخذ الكثيرون يرددوا لا اله الا الله محمد رسول الله، اضغط هنا لقراءة المزيد

 

 


 

جثمان على الشاطئ

بعد العثور على "نور" ببلطيم، لم يغادر والد شادي النخيل أملًا في العثور على ابنه ايضًا، ونظرًا لسوء حالة البحر اتُخذ قرارٌ من جانب فرق الإنقاذ المتطوعة بوقف البحث مؤقتًا وعدم النزول للبحر والاكتفاء بمسح المكان من الخارج، على أن يتم استكمال البحث عن آخر جثمان يخص "شادي" بدءًا من الجمعة. 

 

لم تبق تلك الليلة على شاطئ النخيل سوى كابتن محمد عوض، صاحب الـ 66 عامًا وبرفقته 3 آخرون والأب المكلوم ، أما باقي الفريق فالتزم بما اتفقوا عليه استعدادًا للمهمة الشاقة بدءًا من يوم الجمعة. 

 

ومع بزوغ فجر هذا الصباح، جلس كابتن معوض مع الأب يصبره ويهيئه نفسيًا أنه بعد كل هذه المدة قد يخرج الجثمان بفعل الأمواج العالية ولكن قد يكون غير متضح المعالم قائلًا: "كنت فقط أريد أن أهيئه نفسيًا". 

 

وبالفعل طلب "كابتن معوض" من الأب أن يسير شرقًا ووزع المهام على باقي الفريق فكل واحد منهم سار في اتجاه، يقول "عوض": "طلبت ملاية عشان لو لاقينا الجثمان في المياه نقدر نرفعه بها، ولو خرج على الشط نستره ونغطيه، وقلت لوالد شادي لو لاقيته وإنت ماشي عرفني وهتلاقيني عندك".

 

وبالفعل أخذ كل واحد منهم طريق، ولم يمر سوى 5 دقائق، فإذا بوالد الشاب الغريق ينادي على "كابتن عوض" ويخبره بعثوره على جثمان على الشاطئ. 

 

تحليل الـ DNA 

 

الجثمان الذي تم العثور عليه كان غير مكتملًا ومطموسة ملامحة نظرًا لطوال المدة وارتطامه بالصخور، وهو الأمر الذي جعل الأب يرفض تقبل فكرة أن هذا نجله، وهنا اتخذ قرارًا بإجراء تحليل الـ DNA، رغم تأكيد الغطاسين له أنه جثمان شادي، نظرًا لعدم وجود بلاغات لغرق آخرين غيره، ولكنهم ساندوه فيما يريد كي يطمئن قلبه. 

 

أسرة شادي تعود للنخيل

رغم ظهور آخر الجثامين على شاطئ النخيل وانتظار تحليل الـ DNA ، لم يطاوع قلب أسرة شادي ترك المكان الذي غرق فيه نجلهم خوفًا من أنّ يكون الجثمان الذي منحه لهم البحر بالأمس لا يخصه، وقد يظهر اليوم. 

 

 

 

غرق 4 من أسرة واحدة

 

لم تتوقف تلك المشاهد بالعثور على آخر غريق في النخيل بالأمس فيوم الخميس ابتلعت أمواج شاطئ الصفا بالإسكندرية 4 من أسرة واحدة، 3 أِشقاء وابنة خالتهم، تم انتشال اثنين منهم. 

 

وقال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن غرقى شاطئ الصفا تسللوا إلى البحر في الساعة الـ5 من صباح  الخميس.

 

وأضاف رشاد، في تصريحات صحفية، أنّ الغرقى الأربعة من أسرة واحدة "3 أشقاء وابن خالتهم" من منشية ناصر بمحافظة القاهرة، موضحًا أنّ ارتفاع أمواج البحر وعدم وجود فرق إنقاذ في ساعة تسللهم للبحر تسبب في غرقهم.

 

والأشخاص الأربعة الذين لقوا مصرعهم غرقًا،  هم كل من غادة رجب حنفي 19 عامًا، وشقيقيها "محمد" 15 عامًا، و"حنفي" وابن خالتهم ويدعى"سيد"، وجميعهم من القاهرة.

 

وعلم "مصر العربية" من الغطاس هشام نجم أن السيدة التي غرقت في شاطئ الصفا هي أم لديها طفلان احدهما يبلغ من العمر عام والثاني شهران.

 

وناشد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، المواطنين بتنفيذ تعليمات مجلس الوزراء، بعدم التواجد خلال الفترة الحالية على الشواطئ وعدم مخالفة التعليمات، حرصًا على سلامتهم.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان