رئيس التحرير: عادل صبري 08:10 مساءً | السبت 05 يوليو 2025 م | 09 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

داعيًا لهدم المنهج الأزهري | الخشت يطرح رؤيته حول «التجديد».. والطيب يرد بقوة

داعيًا لهدم المنهج الأزهري | الخشت يطرح رؤيته حول «التجديد».. والطيب يرد بقوة

أخبار مصر

الشيخ احمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشن

داعيًا لهدم المنهج الأزهري | الخشت يطرح رؤيته حول «التجديد».. والطيب يرد بقوة

أحلام حسنين 28 يناير 2020 21:55

شهد مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، خلال جلسة دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، خلافًا بين شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وبين محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حول المنهج الأشعري، وتطوير علوم الدين لما يواكب العصر الحديث.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا، في نوفمبر الماضي، الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتنظيم مؤتمر لتجديد الفكر الديني والشأن العام، باعتبار أنّ أهل الدين هم الأولى بمناقشة هذا الشأن.

 

 

الخشت ينتقد "الأشاعرة"

 

بدأ الخلاف بين رئيس جامعة القاهرة وشيخ الأزهر بحديث الخشت حول تطوير علوم الدين؛ إذ قال في كلمته إنّه من الضروري تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية من القرآن والسنة النبوية وما صحّ منها.

 

ورأى الخشت أنّ التجديد يقتضي طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، وأن يقوم على رؤية عصرية للقرآن بوصفه كتابًا إلهيًا يصلح لكل العصور والأزمنة، لافتًا إلى أنّ هناك تعددية الصواب في القرآن، ففيه ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة، وظني الدلالة أكثر حتى تتعدد المعاني، لذا فالصواب ليس واحدًا.

 

واستشهد رئيس جامعة القاهرة على حديثه، بالرسول صلى الله عليه وسلم في قضية صلاة العصر في بني قريظة، مشيرًا إلى أن الواقع الحالي للعلوم الدينية ثابت مقام على النقل والاستنساخ دون تحليل نقدي أو علمي ولا أي استفادة من العلوم الإنسانية، بل استعادة للفنون القديمة.

 

وتابع :" لأننا لم نستطع الدخول لعصر جديد، وهنا من الضروري تطوير علوم الدين وليس إحياء علوم الدين، لو عاد الشافعي لجاء بفقه جديد، وكذلك ابن حنبل لو عاد لجاء بفقه جديد".

 

وأشار إلى أنّ هناك اتهامًا بالتشدد للإمام ابن حنبل، مستطردا:"وأنا هنا بتكلم قدام المشايخ، سنجد أن لابن حنبل ثلاثة آراء في المسألة الواحدة، من أين جاءنا بالرأي الواحد والصواب والحقيقة الواحدة ولو كنت بقول غلط يقولوا، أنا هنا راوي".

 

وشبه الخشت تجديد الخطاب الديني بعملية ترميم بناء قديم، ورأى أن الأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة ومفرادات جديدة إذا كانت هناك رغبة في قرع أبواب عصر ديني جديد.

 

وأضاف: "لازلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة"، مشيرًا إلى أن المنهج الأشعري يقوم في جزء كبير منها على أحاديث الآحاد، مشددًا أنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد دون تكوين عقل ديني جديد.

 

رد الطيب 

 

ومن جانبه عقب الشيخ أحمد الطيب على حديث رئيس جامعة القاهرة، قائلا :"البعض لا يعلم العلاقة مع الخشت فهي قديمة بجانب أن هناك مناوشات بيني وبينه، هو قال لو بقول غلط قولي، ولولا ذلك مكنتش أساهم بالتعليق، أو الملاحظة السريعة وأوعدك سأكون طيبا".

 

وقال شيخ الأزهر :"كنت أود أن كلمة ستلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق عن التجديد، أن تكون هذه الكلمة معدة سابقا ومدروسة، لا أن تأتي نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر".

 

ووجه الطيب حديثه للخشت قائلا:"حضرتك قلت كرئيس للجامعة إن التجديد هو مثل أن تجدد منزل والدك تحبه دون أن تسكن فيه وتتركه لتسكن في بيت جديد، ولكن هذا ليس تجديدا هذا إهمال وترك وإعلان الفرقة لبيت الوالد، التجديد في بيت الوالد يكون في بيته، ولكن أعيده مرة أخرى بما يناسب أنماط البناء المعاصرة".

 

وتابع :"رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة، لأنهم بنوا، وتحدث عن أحاديث الأحاد، فأقول، الأشاعرة لا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الأحاد، وأنا درست ذلك في المرحلة الثانوية في 60 و65 من القرن الماضي، وهم لا يمكن أن يقيموا مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على الحديث المتواتر".

 

واستطرد:"الكلام عن التراث كلام عجيب، خسارة ما يقال عن التراث هذا مزايدة على التراث، هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم ونهول في تهوينه، التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل حضرتك قبل أن نتلقي بالحملة الفرنسية كيف كان يسير العالم الإسلامي كان يسير على قوانين التراث".

 

وقال الطيب إن الدول الإسلامية والحضارة التي تغيرت، وجاءت قوة فوق قوة كان التراث هو من يحمله، تصوير التراث بأنه يورث الضعف ويورث التراجع هذا مزايدة عليه.

 

وأردف :"نحن نحفظ من الإمام أحمد بن حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حداثية، والحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام هم يزايدون على التراث ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه تقديس، وهذا ما تعلمناه من التراث لم نتعلمه من الحداثة".

 

وردا على حديث رئيس جامعة القاهرة بشأن قطعية القرآن ودلالاته، قال شيخ الأزهر إن القرآن قطعي الدلالة وظني الدلالة فهي ليست مقولته ولا مقولة الخشت، فتلك مقولة التراثيين، وتعلمناها من التراث، موضحا إنه درس العلوم الحديثة في المرحلة الثانوية، ودرس في أصول الدين البحث العلمي وعلم الاجتماع.

 

وأضاف شيخ الأزهر أن تصور البعض أننا لسنا معنا سوى المصحف والتفسير فهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، لافتا إلى أن الفتنة الكبرى من عهد عثمان هي فتنة سياسية وليست تراثية.

 

وتوجه الطيب للخشت قائلا :"وأنت كرئيس للجامعة يقتدي بك ويستمع لك طلاب، والسياسة تختطف الدين اختطافا في الشرق والغرب، حين يريدون تحقيق غرض لا يرضاه الدين"، مستشهدا بالحروب الصليبية. 

 

وضرب شيخ الأزهر مثال بقوله إن مبرات الكيان الصهيوني في استعمار دول غير تابعة لهم، ما هي  إلا من خلال الاستناد إلى نصوص في التوراة لكى يحققوا أهدافا تخالف تعاليم الدين.

 

الخشت : الخلاف أمر منطقي 

 

عاد الخشت للرد على الشيخ أحمد الطيب، مؤكدا أنه يعتز بالأزهر وبشيخه باعتباره منارة علمية، وإنه لا يمكن التقليل من الجهود التي يبذلها الأزهر والإمام الأكبر على مختلف المستويات.

 

وقال رئيس جامعة القاهرة إن الخلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي في الأوساط العلمية، وإن اختلف أو اتفق مع الأزهر فهو يقدره في النهاية، لافتا إلى أن رؤيته لتأسيس خطاب ديني جديد تم فهمه بطريقة غير متوقعة بأنها هجوم على الأزهر.

 

ورأى أنه أصبح من الضروري تفكيك الخطاب التقليدي، والبنية العقلية التي تقف وراءه، مشددا أنه أصبحت هناك حاجة ملحة لتأسيس خطاب ديني جديد، بتفكيك هذا النص البشري لإعادة بناء العلوم.

 

واعتبر الخشت أنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد دون تكوين عقل ديني جديد، لافتا إلى أنه من أهم الشروط لتكوين عقل ديني جديد إصلاح طريقة التفكير، وفتح العقول المغلقة وتغيير طريقة المعتصبيين في التفكير، والعمل على تغيير رؤية العالم وتجديد فهم العقائد في الأديان ونقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة.

 

وقال الخشت :"نحن مسلمون قرآنا وسنة، ولسنا من أتباع المذاهب"، داعيا إلى ضرورة توظيف النظريات القانونية الحديثة في تطوير أحكام الشرعية، مثل توثيق الطلاق على غرار توثيق الزواج طبقا لنظرية الأشكال القانونية المتوازية.

 

وأوضح أن تجاوز التراث ليس كما فهم نفيًا او إلغاء، ولكن استيعاب التراث في مركب جديد، مؤكدًا رفضه لتهوين التراث أو تهويله، مضيفًا أن من التراث ما هو حي وما هو ميت، ومنه الصواب ومنه الخطأ، وأن الأزهر مثله مثل المؤسسات الأخرى قد يصيب وقد يخطيء.

 

وأضاف أن الأزهر في النهاية مثله مثل المؤسسات الأخرى قد يصيب وقد يخطيء، وأنه يطرح هذا الرأي مقابل الآراء الآخر، ويبقى الأمر في النهاية بحاجة إلى حوار مجتمعي جديد حتى الوصول إلى اتفاق جمعي في الشريع بواسطة مجلس النواب.

العواري :"الأشاعر طوق النجاة"

 

وفي السياق نفسه علق الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، على حديث رئيس جامعة القاهرة ودعوته لترك العقائد الأشعرية، قائلا إن مذهب الأشاعر طوق نجاة للعالم أجمع.

 

وأضاف العواري، خلال كلمته بجلسة مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، أن العاقئد في الأزهر تثبت باليقين والتوار، لافتا إلى أن إمام الأشاعر قال في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصليين:"اختلف الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على مذاهب شتى حتى فسق بعضهم بعضا وكفر بعضهم بعضا إلا أن الإسلام يعم ويشمل".

 

جمعة يدافع عن الأشاعرة

 

وكان للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، رأي حول عقيدة الأشاعرة التي يمثلها الأزهر الشريف وبقية المؤسسات الدينية الرسمية في مصر، أعادت دار الافتاء المصرية نشرها عبر موقعها الإلكتروني.

 

وقال جمعة إن الأزهر الشريف الذي يعد منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، يقوم على عقيدة الأشعرية وعقيدة أهل السنة والجماعة، وأن الأشاعرة هم جمهور العلماء من الأمة، وهم من تصدوا للشبهات أمام الملاحدة وغيرهم.

 

وأضاف جمعة أن الأشاعر التزموا بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ، ومن كفرهم أو فسقهم يخشى عليه في دينه، مضيفا أن الأزهر صرح شامخ والخائض في عقيدته على خطر عظيم، ويخشى أن يكون من الخوارج والمرجفين الذين قال الله تعالى فيهم:""لئن لمۡ ينته ٱلۡمنفقون وٱلذين في قلوبهم مرض وٱلۡمرۡجفون في ٱلۡمدينة لنغۡرينك بهمۡ ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان