تحفر بعض الأعمال الفنية في الذاكرة ولا تمحوها السنوات، ويظل الحنين لها "مستمر"، فإذا ظهرت لقطة على التلفاز أثناء مرورك صدفة ستتوقف حتى تشاهدها.

 

من منا لم يشاهد هذا المشهد مرارًا وتكرارًا ولم يسأم، القط المنزعج من الفأر الذي يعيش في منزله، يخطط  "توم" لمؤامرة لإخراجه بفخ محمل بالجبن، لكن الفأر بذكاءه المعتاد ينجح في أن يجعل القط يصرخ و يجن.

كل تفاصيل هذا العمل "توم أند جيري"، من موسيقى المطاردات، والشخصيات الأخرى عالقة في ذاكرتنا وكفيلة أن ترسم على وجوهنا البهجة مهما كان عمرنا.

فهذه الشخصيات ليست ترفيهًا يمكن التخلص منه، بل هي أرض خصبة يمكن زرعها مرات ومرات ، لذلك  قررت شركة "وارنر بروس" أن تقدم "توم أند جيري" للشاشة بعد 80 عامًا  في عام 2021، حيث طرحت النسخة الحية من فيلم "توم أند جيري" .

 

الحنين للماضي 

 

تحمل هذه الأعمال - الرسوم المتحركة الكلاسيكية-  "نوستالجيا"، وحنين إلى الطفولة، فالمتلقي عندما يشاهد بوستر فيلم "توم اند جيري" سيرغب في أن يشاهد هذا العمل مع أولاده وأن تكون هناك صلة بين طفولته و بين طفولة أبناءه.

 

وتتيمز هذه الاعمال بأنها تصنع بإمكانيات بصرية وتقنية عالية جدًا، يتمتع بها الكبار قبل الصغار، فهي حلقة من المشاعر بين الماضي والحاضر والمستقبل.

 

 

نجاح مضمون

 

يعتبر إعادة مثل هذه الأعمال نجاحا مضمونا لشركات الإنتاج، وهذا ما قامت به شركة ديزني في السنوات الأخيرة عندما قررت أن تحول أشهر شخصياتها إلى نسخ حية، واستطاعت أن تتصدر شباك التذاكر وأن تحقق الكثير من الإيرادات.

 

فعلى سبيل المثال فيلم "علاء الدين" في نسخته الحية تعدت إيراداته المليار دولار رغم من أن الجميع يعلم قصة علاء الدين وجني المصبح لقد حفظناها عن ظهر قلب، لكن عندما طرح العمل حقق نجاحًا كبيرًا في أنحاء العالم.

 

ذلك الفيلم المفضل للجمهور "سيمبا" استطاع أن يتعدى المليار دولار في نسخته الحية التي عرضت في 2019.

 

 ويبدو أن فيلم "توم أند جيري" الجديد يسير على نفس النهج حيث تصدر شباك التذاكر العالمي محققا 5 ملايين دولار، كما تصدر مؤشرات البحث في جوجل.

 

 

الصورة الحية والرسوم المتحركة

 

لكن الحداثة التي طرأت على هذه الشخصيات الكرتونية الشهيرة جعلت شريحة من الجمهور لا يحبها خاصة  من تربى على النسخ الأصلية.

 

فالألوان والتحريك لهذه الشخصيات من ملامح الوجه والعينين، حولها من مجرد صور عادية لحيوانات إلى شخصيات يتعلق بها الجمهور، لكن النسخ الحية وخاصة التي لأفلام "الحيوانات" جعلها تشبه فيلم وثائقي عن حيوانات، وهذا كان واضحا في فيلم the lion king.

 

 

لكن في فيلم "توم أند جيري" حافظ الصناع على الشكل المعروف على الرسوم المتحركة وحدث الدمج بين الكارتون والرسوم المتحركة على صعيد الشخصيات الحقيقية فهي التي كانت بشرية.

الفيلم الجديد يشارك في بطولته عدد من النجوم منهم :"كلوي غرايس موريتز ، و مايكل بينيا و كين جيونغو، روب ديلاني".

 

 

 

قصة فيلم 
 

يحتفظ الفيلم بالسمة الاساسية التي تميز بها مسلسل الكرتون الشهير من مطاردات بين القط والفأر، ويدور أحداث الفيلم الجديد، في عالم توم وجيري، وتبدأ الأحداث عندما يلتي "توم وجيري" للمرة الأولى ، وكيف تشكلت علاقتهما ما بين الصداقة والعداء بتاريخ طويل من المغامرات والمقالب بين الثنائي.

 

تحدي كرورونا

 

 قرر صناع الفيلم تحدي فيروس كورونا المستجد في العالم، وبالرغم  من أن الكثير من الأفلام الشهيرة قررت عدم المخاطرة  بطرح أعمالها إلا أن صناع "توم أند جيري" قرروا طرحه في دور العرض العالمية وعلى المنصة الرقمية.

 

ويتواجد الفيلم بأربع لغات على منصة hbo max الإلكترونية، كما ستواجد 5 مارس في جميع دور العرض العالمية.

 

 

تاريخ توم أند جيري 

 

جاءت ولادة أشهر قط وفأر في العالم على يد المنتج والرسام ويليام هانا، وزميله جوزيف باربيرا ، وبدأت هذه الشخصيات في االظهور على الشاشة الصغيرة  من سنة 1940، على مدار ما يقرب من 20 عاما ظلت هذه السلسلة تعرض، حتى اغلق الاستديو الخاص بالعمل.

 

لم يكن اسم الشخصيات في البداية توم أند جيري بل ،  تم اختيار الاسمين توم وجيري بعد أن قامت الشركة المنتجة MGM بعمل مسابقة  بـ50 دولار لأفضل اسمين.

 

تميز العمل طوال السنوات التي عرض فيها بعدم وجود حوار واعتمد على المؤثرات والموسيقى 

وفي وقتها تم الاستعانة  بفريق أوركسترا كاملة لعمل المؤثرات الصوتية.

 

يعتبر توم أند جيري من أهم البرامج الرسوم المتحركة ، وجاءت السلسلة في المرتبة الـ66 ضمن مئة برنامج تلفزيوني واسع المشاهدة  وذلك وفق مجلة "التايم"  في تقرير نشرته عام 2000.

ليست هذه  المرة التي يظهر فيها  توم اند جيري على الشاشة الكبيرة، فسبق وقدم فيلم بعنوان ، Tom and Jerry: The Movie للمرة الأولى عام 1992.