رئيس التحرير: عادل صبري 06:45 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صور| أول وزيرة فنانة.. وفاة ثريا جبران «سيدة المسرح المغربي»

صور| أول وزيرة فنانة.. وفاة ثريا جبران «سيدة المسرح المغربي»

ميديا

ثريا جبران

صور| أول وزيرة فنانة.. وفاة ثريا جبران «سيدة المسرح المغربي»

سارة القصاص 25 أغسطس 2020 11:27

بعد صراع مع "السرطان"، هزم المرض اللعين "سيدة المسرح المغربي"، لترحل عن عالمنا الفنانة المغربية الكبيرة ثريا جبران عن عمر الـ68.

 

والفنانة الراحلة اسمها الحقيقي"  السعدية قريطيف" وولدت في أكتوبر 1952، وشاركت في أهم الأعمال المسرحية والسينمائية التي قدمت في المغرب.

 

وفقدت ثريا والدها وهي صغيرة، والتحقت أمها بالمؤسسة الخيرية لتشغل مهمة مربية، وعاشت فترة طويلة تحت رعاية زوج شقيقتها . 

 

بدايتها الفنية جاءت عندما بدأت تلفت أنظار الجمهور بموهبتها وهي طفلة، وتألقت  على خشبة المسرح البلدي وانتزعت تصفيقات الجمهور، وانطلقت في عالم مسرح الهواة وعمرها لا يتعدى عشر سنوات.

 

وشجعها المخرج الراحل فريد بن مبارك، أستاذ المسرح على الاحتراف المسرح ، والالتحاق بمعهد المسرح الوطني بالرباط عام 1969.

 

وقبل 7 سنوات أكدت الفنانة الراحلة أنها منحت عمرها للمسرح، وأنها قضت في المسرح أكثر من الوقت الذي أمضته في بيتها، مضيفة "جئتُ إلى المسرح، إلى المهنة الجميلة والمكان الدافئ والناس الرائعين، في سنٍّ مبكِّرة جدّاً (في الثانية عشرة تحديداً). وبقيتُ هناك. بقيت أَسْمَعُ الأَصوات وأُسْمِعُها. وأَتمثَّلُ كلام الآخرين كما لو كان كلامي بل حرصتُ دائماً على أن أجعلَه كلامي لأقوله لآخرين".

 

وتابعت: "كان دَوْري كممثلةٍ أن أَمْتَصَّ هذا الكلام، أَتَشرَّبَهُ، أَسكُنَهُ وَيسكُنَنِي كي أقولَهُ بصدقٍ وأُخْرِجَه كالشَّرَارِ حَارّاً مع أَنفاسي وروحي، مع صوتي وصمتي. منَحْتُ العُمْر للمسرح. ما قضيتُه من سنواتٍ على الخشبات، وفي المسارح المغربية والعَرَبية والأجنبية، أكثر مما قضيتُه في بيتي وبين أفراد أُسْرتي الصغيرة. اتَّخذتُ المسرح مَسْكَناً وأهل المسرح أَهلاً، وتهْتُ طويلاً في النصوصِ والشخوصِ والأَقْنِعَة والأحلام والخيال. وكانت سعادتي في كل عملٍ جديد، وكان الفرحُ يتَجدَّدُ مع كلِّ لقاء جديد".

 

 

وأضافت: "المَسْرَحُ فَنُّ حَيَاةٍ. فنحن نَخْلُقُ المسرح بِقَلْبِ أَشياءِ الحياة إِلى مَشَاهِدَ، وبالمبالغةِ – قليلاً أو قليلاً أكثر – في تمثيلها، سواء بتعظيمها أو تَحْجِيمها. فلا حياة إِذَاً لمسْرَحٍ إِنْ لم يَكُنْ فنَّ حياة، ومسرَحَ حَيَاة".

 

وأكملت: "المسرَحُ أولاً، إِيمانٌ بقيَمٍ ومُثُلٍ وفَضَائِلَ قبل أَن يكون نَصّاً لمؤلِّفٍ، يُخْرجُه مُخْرِجٌ، ويلْعَبُه ممثِّلون وممثلاتٌ، وتُكْمِلُه اجتهاداتُ التقنيين وعمالِ الخَشَبة.. المسرحُ كتيبةٌ كاملةٌ من الإِراداتِ الخَيِّرةِ التي تَصْنَعُ الجَمَال وتنتج المَعْنَى الجميل فتوفّر للنّاسِ فُرْجةً جميلةً، في وَقْتٍ جميلٍ، في مكانٍ جميلٍ".

 

 

ارتبطت الأعمال الفنية لثريا جبران بالبسطاء، وبرعت في أداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين، وذلك بسبب التجارب التي عاشتها منذ الصغر.

 

واستطاعت أن تشغل كرسي وزارة الثقافة لتكون أول فنانة تشغل هذا المنصب، وحرصت على الجانب الخيري في برامجها، وذلك بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين.

 

جمعها لقاء مع الزعيم عادل إمام عندما كرم في المغرب عام 2014  بمهرجان "مراكش السينمائي"، حيث قامت  بتسليمه درع التكريم، ووصفت الزعيم في وقتها بأنه إمام السينما لما قدمه من أعمال انتصرت للخير.

 


وساهمت الفنانة الراحلة في تأسيس فرق مثل "مسرح الشعب" و"مسرح الفرجة" و"مسرح الفنانين المتحدين"، ومن أشهر أعمالها المسرحية: "حكايات بلاحدود، نركبو الهبا، النمرود في هوليود، امرأة غاضبة، جنان الكرمة".

 

في عام 2017، كرمت الراحلة ثريا جبران في مهرجان مكناس للدراما، نظرا لما قدمته من مسيرة حافلة فنية، وفي وقتها جلست على المسرح لتحيي الجمهور الذي تفاعل معها بشدة.

 


بعد تدهور حالتها ودخولها إلى المشفى، أعلنت شقيقة ثريا جبران أن الملك محمد السادس تكفل بمصاريف العلاج .

 

وتعتبر الفنانة الراحلة خالة النجم المغربي الشهير سعد لمجرد، والذي حرص على نشر صورة معها عبر انستجرام وكتب :"إنا لله و إنا إليه راجعون ، وداعا خالتي حبيبتي الحنينة ، الله يرحمك و يغفر لك ، ادعو لخالتي "ثورية جبران" بالرحمة و مغفرة الذنوب وجنات الفردوس الاعلى".

 

وتفاعلت مع منشوره الفنانة زينة وعلقت: "لا حول ولا قوة الا بالله الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة ويصبركم علي فراقها"، وردت فيفي عبدة قائلة: "الله يرحمها يارب".

 

 


 وحرصت النقابة المغربية لمهنيي الفنون على نعي الفنانة الراحلة بكلمات مؤثرة في بيان صدر منها وجاء فيه: "إن نقابتنا إذ تستحضر بهذه المناسبة التاريخ المجيد لفقيدة المسرح المغربي، وتعتز بعطاءاتها الخلاقة على خشبات مسارح العالم، وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية، فإنها تعتبر الفنانة ثريا جبران واحدة من كبار شخصيات الفن والثقافة في بلادنا، وأحد أعلام فن التمثيل في المغرب وفي العالم العربي".

 

وأضافت النقابة أن الفنانة الراحلة "تألقت في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، وعملت مع العديد من الفرق المسرحية داخل وخارج المغرب، وتعاملت مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين المغاربة والعرب، وبصمت مسارها المسرحي بتأسيسها وتأطيرها لفرقة مسرح اليوم كأهم تجربة مسرحية محترفة ونموذجية، قادتها بحنكة وكفاءة مهنية عالية رفقة زوجها المخرج عبد الواحد عوزري ونخبة من الممثلين المغاربة".

 

وتابع البيان: "أولت اهتماما خاصا لوضعية الفنانين الاجتماعية من خلال إخراج بطاقة الفنان إلى حيز الوجود، والرفع من الدعم المالي المخصص للدعم المسرحي، وتعزيز البنيات التحتية بمسارح جديدة، وغير ذلك من المنجزات".

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان