رئيس التحرير: عادل صبري 07:28 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

نقاد: «روايات كورونا» متعجلة وللاستهلاك.. وأدباء: الحكم للقراء

نقاد: «روايات كورونا» متعجلة وللاستهلاك.. وأدباء: الحكم للقراء

ميديا

كتب وروايات

نقاد: «روايات كورونا» متعجلة وللاستهلاك.. وأدباء: الحكم للقراء

آية فتحي 07 يوليو 2020 15:47

       

على الرغم من أنه لم يمر سوى عدة أشهر على تفشي جائحة كورونا المستجد، إلا أن هناك العديد من الروايات الأدبية التي بدأت تُنشر بالفعل وموضوعها الأساسي يتناول هذا الوباء، بدءا من ظهور الأعراض الأولى له وحتى بلوغ ذروته الكارثية.

 

لم ينتظر أصحاب تلك الروايات العودة إلى الأوضاع العادية، وانتهاء الجائحة، وهو ما كان محل تعليق من قبل بعض النقاد الأدبيين، حيث رأى الناقد حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث، بكلية الآداب، جامعة القاهرة أن تجربة وباء كورونا، مثلها مثل كل تجربة كبيرة حتى ولو كانت مؤلمة أو كارثية، من التجارب التي يهتم بها الأدب بوجه عام.. مثلها مثل الحروب والثورات والمجاعات.. إلخ.

 

وأردف "حمودة" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن هذه التجارب التي عرفتها المجتمعات الإنسانية عبر تاريخها الممتد، كان لها، وسوف يظل، حضورا كبيرا في عدد هائل من الأعمال الأدبية.. ولكن بعض هذه التجارب يتم التعبير عنها، في الأدب، خلال وقت قصير، وبعضها يتم تناوله بعد زمن طويل.

 

وتابع "حمودة": يتوقف هذا على رؤى الأدباء، وعلى قدرتهم على التعبير، ويتوقف طبعا على قدرة الأشكال الأدبية وإمكاناتها.. وفي هذه الوجهة يمكن ملاحظة أن هناك أنواعا تستطيع التعبير بسرعة عن الأحداث، مثل الشعر والقصة القصيرة، بينما هناك أنواع أخرى مثل الرواية تحتاج إلى وقت أطول للإعداد وللتأمل وللنظر ولإعادة النظر.

 

واستطرد حمودة قائلا: بعض الأعمال الروائية التي حاولت التعبير عن وباء كورونا شابها شيء من التعجّل.. ولكن ليس هذا حكما قاطعا أو حاسما أو نهائيا.. فيمكن لبعض الروائيين أن يستكشفوا طرائق إبداعية خاصة للتعبير بسرعة عن جوانب من تجربة راهنة.. وعلى  أية حال.. فالزمن وحده هو الكفيل بالتميييز بين الروايات التي كتبت عن كورونا، وسوف يبقى منها، بالطبع، ما يستحق البقاء.

 

بدوره أكد الناقد رضا عطية في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أنه لا يمكن الحكم على مثل هذا الانتاج الآن، لكن مسألة الكتابة عن اختبار وجودي مباغت فاجئ البشرية في هذا الزمن الوجيز جدا طبيعي ألا يخرج بنتائج مجدية، وأن تكون مثل الكتابات الاستهلاكية.

 

وقالت الروائية رشا عدلي في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إنها تعتقد أن الكثير من الروائيين سيتناولون هذه الجائحة وسنجد تأثير ذلك في أعمالهم القادمة  فهذا طبيعي فالأدب يستمد مواضيعه من الحياة.

 

وأبدت "عدلي" استغرابها من صدور بعض الأأعمال بالفعل قائلة "لكن ما استغربه حقا أن البعض منهم قد شرع في الكتابة منذ الآن وفي اعتقادي أننا نعيش منذ عدة أشهر في حالة من الضياع العام والعالم كله يمر بمرحلة من العبث والفوضى، و رأيي أن نترك الأمور والأحداث  تنضج  على مهل، حتى تكون الكتابة عنها أوضح وأعمق".

 

ومن بين الأدباء الذين أصدروا كتابات عن الجائحة، الكاتب الصحفي  والسيناريست محمد مصطفى أبو شامة  الذي أصدر النسخة الإلكترونية من كتابه "البرشامة في الكورنتينة"، مؤكدًا أن هدفه ليس الشهرة،  فهو ليس بحاجة للشهرة فتاريخه الصحفي الممتد لربع قرن منهم عشر سنوات مديراً لتحرير مكتب واحد من أشهر وأهم الصحف العربية، كما أن حصاد تجربته في نشر الكتب يضم عناوين كان لها صدى كبير ونجاح مدوي ومنها على سبيل المثال كتاب "زوربا من شبرا" الذي كان من أكثر الكتب مبيعا في معرض القاهرة الدولي للككتاب عام 2017.

 

وتابع "أبو شامة" أن هدفه من نشر الكتاب هو رسالة إلى جمهور والقراء والأصدقاء وكل من يعرفه، رسالة ربما تساعدهم على اجتياز الأيام الصعبة التي نمر بها في ضيافة "كورونا"، لهذا حرص على أن تكون نسخته مجانية خلال هذا الشهر، ومتاح للجميع، لهذا فإن هدف الربح والشهرة غير متوفر في تجربة "البرشامة".

 

ومن جانبها أشارت الكاتبة أماني التونسي التي أصدرت رواية جديدة بعنوان «ليالي الكورونا.. الحب في زمن الكورونا» أنها لا تخشي النقد الذي قد تتعرض له نظرًا لسرعة إصدار رواية تتحدث عن مرحلة كورونا التي مازالت قائمة بالفعل، مضيفة "ليس عندي مشكلة في النقد، وأي عمل أقوم به ليس غرضه الشهرة، وفي النهاية أنا أترك الحكم للقراء والزمن".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان