"العنف يولد العنف" هذا ما يرصده فيلم "أبناء الدنمارك" الذي عرض في مهرجان القاهرة الدولي في دورته الـ41.
يرصد الفيلم من خلال أحداثه الصراع المباشر بين المتطرفين والقوى الأمنية والسياسية، والمهاجرين، ليصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة التي يصل إليها كل الأطراف.
صراعات عرقية
يبدأ الفيلم بتفجير إرهابي في الدنمارك، يتسبب في هجوم شرس على المهاجرين المسلمين ، وبالرغم من أنهم عاشوا في هذه البلد منذ سنوات طويلة إلا أنهم يتحملون نتائج ما يحدث من الإرهاب.
يلتقي المشاهد بالشاب من أصول عربية "زكريا" الذي يقرر الانضمام إلى خلية من المهاجرين العرب الذين يقومون بأعمال العنف وتطرف، ويتم اعتقاله أثناء محاولته لقتل " القيادي يميني معادي للمهاجرين".
لكن نكتشف أن بطل القصة الحقيقة هو "مالك" الذي كان يعمل في تلك الخلية، ولكنه ليس متطرفا بل عميل للسلطات الدنماركية.
يحاول مالك من خلال تعاونه مع السلطات الدنماركية و انقاذ حياة "القيادي يميني" الذي يعلن عن كره للمهاجرين، أن يعطي صورة أنه أيضا ابن لهذه الدولة ويسعى لحمايتها، بالرغم اصوله العربية.
وفي المقابل هناك مجموعة تسمى "أبناء الدنمارك" وهي مجموعة تقوم بأعمال عنف ضد المهاجرين والمسلمين، ومن خلال التسجلات التي تتبعها السلطات الدنماركية يستنتج"مالك" أن "القيادي يميني" هو الأب الروحي لهذه المجموعة المتطرفة.
خطابات العنف
يرصد الفيلم " العنف" في صوره المختلفة ليس فقط من خلال كلمات كتبت بالدم "ارحلوا عن بلادنا" للعرب والمهاجرين، أو اضطهادهم، بل من خلال الخطابات التي يلقيها قيادي يميني معادي للمهاجرين، ويسعى أن يطردهم بمجرد وصوله إلى الحكم.
يقول مخرج العمل الدنماركي من أصل عراقي علاوي سليم، إن شخصيات الفيلم وأحداثه خيالية ولكن الخطابات السياسية ونماذج الشخصيات لها وجود في الواقع وفي عالمنا.
دائرة العنف
تبدأ الانتخابات ويتولى "القيادي اليمني" رئاسة الوزاء، لتزيد وتيرة العنف ضد المهاجرين، وتطول عائلة "مالك" الذي انقذ حياته، يقتل ابن "مالك"، ويتشوه وجه زوجته.
يجد "مالك" نفسه أمام قرار خطير وهو اتجاهه للعنف بعدما فشلت محاولاته في حماية أسرته، وعدم الاعتراف به كمواطن دنماركي عاش سنوات طويلة في هذه البلد.