يطل على صفحة النهر العظيم بملامح مجد غابر، لكنها مدفونة تحت تلال الإهمال وتأجيلات الترميم، يجري من أمامه نهر النيل شاهدا  ملامح عصر كامل كان خلاله قصر "ألسكان باشا"  تحفة معمارية فريدة، ومكانًا لاستقبال الزيارات الملكية والوفود الأجنبية المهمة. 

ورغم صدور قرار منذ ما يقرب من عامين من رئيس مجلس الوزراء، بتحويل القصر إلى متحف، وتسجيل القصر منذ 22 عامًا ضمن الآثار الإسلامية بقرار من المجلس الأعلى للآثار عام 1995، فإنه حتى الآن لم ير النور، أو يفتح أبوابه لاستقبال الزائرين.



وتقوم وزارة الآثار بعمليات الترميم في القصر، تمهيدًا لافتتاحه في أقرب وقت، كما تدعم فريق العمل بكافة الخامات الضرورية، وستعمل على زيادة عدد المتخصصين من كافه إدارات الترميم بمنطقة مصر الوسطى ليصل عدد الفريق إلى 30 متخصصًا كخطوة للإسراع في الانتهاء من أعمال الترميم، وتقليل مدة البرنامج الزمنى.

وقال غريب سنبل؛ رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة، إنهم انتهوا من أعمال درء الخطورة عن بعض أجزاء القصر التى تعرضت للانهيار على مر الزمان ومنها "السلالم والمدخل الشرقي للقصر" بالإضافة إلى البدء في تنظيف وترميم واجهات القصر الأربعة بتركيب الشدات المعدنية لتمكين فريق العمل فى الوصول الى أعلى نقطة فى واجهات القصر.

وأشار إلى أنهم بدأوا في زرع الحديقة الخاصة بالقصر وتزويد واجهات القصر بالإضاءة اللازمة ورفع كفاءة نظام الصرف الصحي به.

وعلى مدخل قصر "ألكسان باشا" نقش يوضح تاريخ أنشاؤه خلال الفترة من 1902، واستمر البناء حتى 1910، ويحتوي على زخارف ونقوش على الطراز الأغريقي.

بنى القصر "ألكسان" وكان محاميًا من أثرياء أسيوط، وأثناء زيارة الملك فؤاد الأول، لأسيوط، أعجب ببناء القصر، وقرر منح "ألكسان"  لقب "الباشوية". 

يقام القصر على مساحة تقدر بنحو 7000 متر مربع، ويتميز بطابع فني ومعماري فريد، حيث شارك في بنائه فنانون من "إيطاليا، فرنسا، وإنجلترا"، وأنشئ على الطراز الأوروبي من زخارف "الركوكوط" و"الباروك" على واجهاته واستخدام عناصر زخرفية تمثل فروع الأزهار والشعارات الرمزية السمة المميزة لطراز النهضة المبكرة في بريطانيا.



ويتكون القصر من طابقين، تضم واجهاته زخارف وكرانيش مميزة، وعقود نصف دائرية تضفي على المبنى جمالاً فريدًا، كما يحتوي قصر "ألكسان باشا" على غرف من التراث الملكى القديم، ومجموعة من المقتنيات الخشبية التى يمتد عمرها لأكثر من 100 عام.

ويزين القصر من الداخل مجموعة من تحف وأوان زخرفية راقية عالية القيمة، علاوة على بعض التماثيل المنحوته من المعادن والمصنوعة من الخامات الأثرية.

ويعد "قصر ألكسان" أحد القصور الاثرية الهامة بأسيوط، من أهم المعالم المميزة للمحافظة التي ما زالت باقية حتى الآن، وتحفة معمارية بنيت على الطراز الإغريقي.