"وصف الكاتب عباس محمود العقاد ، الشقيقتين " ريا " و " سكينة " بأنهما من أصحاب النفوس الميتة ومنذ ذلك الحين دخلت الإثنتان التاريخ باعتبارهما رمزا للشر المجرد ولم يعن أحدمن المؤرخين بتقصى حقيقة ما نسب إليهما من جرائم أو بالبحث عن الدوافع التى قادتهما لارتكابها" كلمات لـ" صلاح عيسى" في كتابه "رجال ريا وسكنية".
وخلال السنوات الماضية، اتخذ صناع السينما والمسرح، من هذه القصة مصدرا لأعمال فنية قدمت على الشاشة الصغيرة والكبيرة، معتدمين على الرواية الشعبية.
ففي عام 1953، قدم فيلم بعنوان "ريا وسكينة" يتناول قصة عن أشهر عصابة نسائية في خطف الفتيات وقتلهم.
والعمل كان من بطولة" أنور وجدي، فريد شوقي، شكري سرحان، سميرة أحمد، نجمة إبراهيم، زوزو حمدي الحكيم، وإخراج صلاح أبو سيف.
وفي عام 19080، قدمت هذه القصة بشكل كوميدي على مسرح الحرية وكانت من بطولة "شادية، سهير البابلي،عبد المنعم مدبولي، أحمد بدير"، إخراج حسين كمال.
وفي 2005، انتج مسلسل يتحدث عن حياة الشقيقتين، أشهر مجرمات القرن العشرين في مصر، وكان من بطولة عبلة كامل و سمية الخشاب، وإخراج جمال عبد الحميد، والمسلسل اتخذ من كتاب "رجال ريا وسكينة" لصلاح عيسى مرجعًا للأحداث.
وظلت قصة ريا وسكينة مرتبطة في أذهان المصريين، بالصورة التي قدمتها الأعمال الفنية.
وبعد ما يقرب من 100 عاما من القصة الأشهر "ريا سكينة"، قرر السيناريست أحمد عاشور تقديم قصة ريا وسكينة بشكل مختلف لم تتناوله الأعمال السينمائية من قبل.
ومنذ عامين عمل السناريست على خروج الفيلم النور؛ ليحتفل فريق عمل فيلم "براءة ريا وسكينة" ببدء التصوير اليوم الجمعة 16 مارس 2018 ، بحضور كل فريق العمل المنتج والمؤلف والمخرج.
وقال أحمد عاشور في حواراته التلفزيونية، إن الاتهام الموجه لهم بقتل السيدات لسرقة أموالهم وممتلكاتهم غير صحيح، و حكم الإعدام بحق ريا وسكينة كان ملفقا.
وتابع عاشور :"القضاء في مصر أيام ريا وسكينة لم يكن نزيها، وطلب من القضاء حينها تلفيق الاتهام في قضية ريا وسكينة، وتم انتداب سليمان عزت على الفور للتحقيق في القضية لأنه كان عضو مؤسس في جمعية الصداقة المصرية البريطانية التي أسسها أمين عثمان، وعبدالعال بعد صدور الحكم بالإعدام وذهب للقاضي وقال له إن ريا وسكينة والعرابي حسان وعبدالرازق لم يقتلوا أحد".
وأشار السيناريست أحمد عاشور، أن ريا وسكينة كان لهما دورا في محاربة الإنجليز إبان الاحتلال البريطاني لمصر.
وأرجع تلفيق جريمة القتل إليهم ، إلىأن الإنجليزا استغلوا هذه القضية لإلهاء المصريين عقب ثورة 1919 وتخويف النساء من الخروج للشارع بحسب قوله.
يحكي عاشور أنه وصل إلى هذه النتائج بعد حصوله على عدد من الوثائق والمقارنة بينها، ليخرجها في الفيلم، وأنه ستناول هذا التاريخ من خلال عمله الروائي.
العمل يشارك في بطولته"أشرف مصيلحي، منة فضالي، محمود الجندي ،ياسر على ماهر، حسن عبد الفتاح، محسن منصور، سامية الطرابلسي، عايدة غنيم ، وشريف باهر، أشرف طلبة".