قدم بصوته تاريخًا موازيًا لإنجازات ثورة 52 وعبد الناصر، فأصبحت كلماته تٌغنى على أوتار مبادئها، وأصبح العنديب الذي يغرد  لشمس 23 يوليو، صوتًا مختلفًا للقومية، إنه الأسمر عبد الحليم حافظ.

لم يكن من الغريب أن يكون عبد الحليم مؤيدًا لأهداف ثورة يوليو ، فهو ابن القرية التي عاش في طفولته حياة الفقر، وتعدى كل العقبات في حياته ليصل إلى الشهرة والنجومية.

حكاية عبد الحليم حافظ مع الزعيم جمال عبد الناصر كما يرويها بنفسه في مذكراته، بدأت حين التقاه في نوفمبر1953 بمقر مجلس قيادة الثورة بالجزيرة، و قال عبد الحليم: عندما صافحت عبد الناصر لأول مرة شعرت بأنني أمام شخصية جذابة جدًا  يعرف جيدًا ما يقول  وما يفعل وامتد اللقاء نصف ساعة وقال عبد الناصر لحليم أنت ابن لهذه الثورة.

"ثورتنا المصرية.. أهدافها الحرية و عدالة اجتماعية.. و نزاهة ووطنية ..ثورتنا  بعزيمة الأحرار..و إيدين الثوار شتتنا الأشرار..و جيوش الاستعمار.. أراضينا فى إيدينا.. قسمناها علينا  نصونها فى عينينا من نظرة أعادينا" بهذه الكلمات عبر لسان عبد الحليم حافظ  عن أهداف ثورة 23 يوليو وما نجح الظباط  الأحرار من تحقيقة ضد الحكم الملكي والقضاء على الإقطاعية.

وكانت أغنية "إحنا الشعب" أول أغنية يغنيها حافظ  للرئيس عبد الناصر بعد اختياره شعبيًا لرئاسة الجمهورية، وهي من كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل 1956.

وتأتي أحد أهم إنجازات ثورة يوليو  ليغني عن السد العالي  قائلًا "أبطــال، عُلمـــا ، وعمـال ، ومعـــانـــا جــمــال.. بنغنــى غنـــوة فـرايحيـــــه.. ننده كلنا، ندهة فلاح لأخواته، ساعة الرى.. حاكم أرضنا ملكنا كلنا من السـد العالى وجي، ننــده كلنـا نــدهــة قويـــــة " أغنية "على بستان الإشتراكية".

كان قرار جمال عبد الناصر بالتنحي لم يكن بمثابة تنحي رئيس تحبه الجماهير  بل هزيمة الثورة ومشروع بنى المصريين عليه الكثير من الآمال،  وفي اللحظات الفارقة  في تاريخ عبد الناصر كانت أغاني العندليب تشجو حزنًا بقرار الزعيم بالتنحي "الشعب يريدك يا حياته يا موصل موكبه لغاياته.. وحياة المصحف وآياته اسمك فى قلوبنا أغنية" حيث كانت أغنية "ناصر ياحرية" محاولة منه  لإقناعه بالتراجع عن قرار التنحي.

"

صورة" غناها في عيد الثورة في 23 يوليو 1966، من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل.

عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبًا سياسيًا سمي  باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات وذلك ظهر في أغاني عبد الحليم لعدد من الدول العربية.

فغنى العندليب عن  الوحده  بين مصر وسوريا، وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة، بهذه الكلمات "شلنا السور من بين جناينا..كبر البيت وحيكبر أكتر.. شوف يادنيا جمال وحدتنا.. شوف الخير إزاى هيكتر.. قول للدنيا ده أجمل عيد ..مصر وسوريا اتخلقوا جديد" وبهذه الأغنية التي أنتجت عام  1958.

"الجزائر" غناها عبد الحليم سنة 1962 ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر الذين نالوا استقلالهم في نفس العام.