رئيس التحرير: عادل صبري 08:51 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تحذير: عدم القيام بأي عمل منزلي روتيني يفسد الأطفال

تحذير: عدم القيام بأي عمل منزلي روتيني يفسد الأطفال

منوعات

الأعمال المنزلية مفيدة للأطفال

تحذير: عدم القيام بأي عمل منزلي روتيني يفسد الأطفال

رفيدة الصفتي 14 يناير 2021 21:55

بعد جائحة كورونا، طُلب من الجميع البقاء في المنزل أثناء وباء كورونا الذي تسبَّب في زيادة مستويات التوتر، وأحدث اضطرابات كبيرة في ديناميكيات الأسرة بالإضافة إلى اقتصاد الأسرة أيضًا.

 

وأصبح المنزل مساحة أخرى لمكتب جديد، وتحول دوام الآباء والأمهات العاملين إلى المنزل، ليتحملوا أثناء العمل التوفيق بين رعاية الأطفال والتعلم عبر الإنترنت والتعليم المنزلي.

 

ودخلت الأمهات على وجه الخصوص في وضع تعدّد المهام، وتنسيق الجداول المدرسية المنزلية، وتحديد المهام والواجبات بالألوان، كمحاولة لتتبع وتنظيم ما سيفعله أطفالها كل ساعة خلال أيام الأسبوع، ولم يقتصر الأمر على واجبات التعليم المنزلي، بل أيضًا المهام المنزلية لجميع أفراد الأسرة.

 

ووفق استطلاع أجرته شركة Braun Research عام 2015 على 1001 من الآباء، قال 28٪ إنهم يكلفون أطفالهم بشكل منتظم بالأعمال المنزلية، فيما قال 82٪ إنهم طلبوا منهم القيام بالأعمال المنزلية، ولكن بصورة غير منتظمة.

 

ووجدت دراسة استقصائية وطنية للعائلات الأمريكية عام 2012 أن أكثر أسباب النزاع شيوعًا بين الآباء والأطفال هي تلك المتعلقة بالفوضى، والالتزام بالأعمال اليومية.

 

لماذا يجب أن يطلب الآباء من الأبناء القيام بالأعمال المنزلية؟

 

تعليم الأطفال القيام بالأعمال المنزلية يساعدهم ليصبحوا بالغين منتجين سعداء في المستقبل، وذلك وفق العديد من الدراسات الهامة التي تؤكد ذلك، بحسب مجلة سيكولوجي توداي.

 

وأظهر البحث الذي أجراه "مارتي روسمان"، الأستاذ المشارك في التربية الأسرية بجامعة مينيسوتا في أمريكا، أن "إشراك الأطفال في المهام المنزلية في سن مبكر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في وقت لاحق؛ حيث يعلم الآباء أطفالهم الإحساس المسؤولية والكفاءة والاعتماد على الذات وتقدير الذات وهي القيم التي تبقى معهم طوال حياتهم ".

 

وتابع روسمان 84 طفلاً من سن الثالثة إلى منتصف العشرينات، وسألهم أسئلة حول أنواع المهام المنزلية، والوقت الذي يستغرقه كل طفل في المهام، وموقفهم حول القيام بهذه المهام، ثم ربطها بمقاييس النجاح: (إكمال التعليم، والبدء في المسار الوظيفي، ومعدل الذكاء، والعلاقات مع العائلة والأصدقاء، وعدم تعاطي المخدرات، والمشاركة في المهام المنزلية في كل فترة زمنية).

 

قرر روسمان أن أفضل مؤشر على نجاح الشباب في منتصف العشرينات من العمر، هو أنهم شاركوا في المهام المنزلية عندما كانوا في الثالثة أو الرابعة من العمر. وأكد أن غيرهم الذين لم يبدأوا المشاركة حتى سن 15 أو 16 عامًا، جاءت نتائجهم عكسية على مقاييس النجاح وكانوا أقل نجاحًا.

 

أطفال الروضة الذين يؤدون الأعمال المنزلية يقومون بعمل أفضل في المدرسة

 

من جانبه قام الدكتور وايت وآخرون من جامعة ميرلاند ومستشفى الأطفال فيرجينا بدراسة عام 2019، لتحليل بيانات 9971 طفلاً شاركوا في دراسة حول مرحلة الطفولة المبكرة، ووجدوا أن الأطفال الذين يؤدون الأعمال المنزلية لديهم تصور مختلف تمامًا عن قدراتهم مع أقرانهم، وكان لديهم أيضًا قدر أكبر من التعاطف تجاه الآخرين، والمزيد من الثقة بالنفس في قدراتهم الأكاديمية، والمزيد من الرضا عن ظروف حياتهم.

 

وأثبتت الدراسة أن تكرار الأعمال المنزلية في مرحلة رياض الأطفال كان مرتبطًا بشكل إيجابي بتصور الطفل للكفاءات الاجتماعية والأكاديمية والرضا عن الحياة، بغض النظر عن الجنس ودخل الأسرة وتعليم الآباء. كما ارتبط أداء الأعمال الروتينية بأي معدل تكرار في رياض الأطفال بتحسين درجات الرياضيات في الصف الثالث.

 

وكان الأطفال الذين نادرًا ما يؤدون الأعمال المنزلية، لديهم احتمالات أكبر للتسجيل في الخُمس الأدنى على المستوى الاجتماعي، والقدرة الأكاديمية، وعلاقة الأقران، ودرجات الرضا عن الحياة.

 

الأعمال المنزلية تعلم الأطفال كيفية العمل

 

أجرى الباحث لوديراب وآخرون في 2020 بجامعة يوتا فيليج الأمريكية، دراسة نوعية للتحقيق في السؤال: "كيف يعلم الآباء أطفالهم فكرة العمل؟"، وتضمنت العينة المكونة من 115 شخصا 90 طفلاً بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، و17 أبا و8 أجداد. ووجد الباحثون أن الأطفال عندما يقومون بالأعمال المنزلية عندما كانوا في المدرسة الابتدائية، فإنهم يتمتعون بقدر أكبر من الكفاءة الذاتية والسلوك الاجتماعي الإيجابي والفعالية الذاتية.

 

وقالت الدراسة إن استخدام الآباء للأعمال المنزلية المقترنة بالمكافآت يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، لا سيما عندما تكون المكافآت المالية مشروطة بإكمال مهام العمل في المنزل، حيث يتعلم الأطفال أن المال لا ينمو على الأشجار، أو يظهر بطريقة سحرية في محفظة الآباء، ولكنه يأتي في الواقع نتيجة العمل.

 

لا تتطلب الأعمال الروتينية الإفراط في التدخل

 

وفي دراسة سابقة لبريدهوفت وآخرون في كونكورديا الكندية، عام 1998، للبحث في فكرة الإفراط في تناول الطعام في مرحلة الطفولة، كشفت العينة المكونة من 730 بالغًا أن 124 عرّفوا عن أنفسهم بأنهم كانوا يعانون من الإفراط في تناول الطعام كأطفال. وعندما سُئل المشاركون حول سبب الإفراط في تناول الطعام، أفادوا أن ذلك حدث بسبب آباءهم الذين كانوا يقومون بإنجاز أشياء لهم، أو لا يسمحون لهم بالقيام بأعمال منزلية.

 

وأوضحت الدراسة أن الإفراط في التدخل بحياة الأطفال يشبه الإفراط في تناول الطعام، حيث يقوم الآباء بأشياء يجب أن يفعلها الأطفال بأنفسهم، بل يخنقونهم بالحب، ويسمحون لهم بالكثير من الامتيازات، ويتأكدون من أنهم دائمًا ما يستمتعون بها، ويحومون فوقهم باستمرار في محاولة إبعادهم عن الشعور بالإحباط والتوتر والقلق.

 

وقالت الدراسة إن الآباء والأمهات الذين يفرطون في التساهل مع الأطفال وفي تفويت الفرص لتعليم أطفالهم مهارات حياتية قيّمة، يساهمون في إعاقة تنمية مهارات التواصل والعلاقات لدى الطفل، ومهارات إدارة الوقت، واتخاذ القرار. وعلاوة على ذلك، قد لا يعرف الأطفال كيفية تحمل مسؤوليات الكبار، لأنهم يعتمدون على الآخرين لإكمال المهام الخاصة بهم.

 

ويتعلم الأطفال مهارات حياتية قيمة من خلال القيام بالأعمال المنزلية، لكن لا يمنح كثير من الآباء ذوي النوايا الحسنة فرصا لأطفالهم لتعلم المهارات التي تعدهم لتحمل مسؤوليات الكبار، بل يقومون بجميع الأعمال المنزلية بدلا من إشراكهم فيها.

 

ونتيجة لهذا الوباء المعروف بفيروس كورونا، تقضي العائلات وقتًا أطول معًا، ويعمل الكثير من الآباء من المنزل، ويحاولون التوفيق بين العمل وتعليم الأطفال في المنزل وإدارة الأسرة. ولكن يجب أن توجد فرصة لإشراك الأطفال في الأعمال المنزلية، والتي لها تأثير إيجابي على الطفل بما في ذلك؛ نشأته مع الشعور بالمسؤولية والكفاءة والاعتماد على الذات وتقدير نفسه، والأداء الأفضل في المدرسة والمهارات الحياتية وكيفية العمل.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان