رئيس التحرير: عادل صبري 02:19 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

متى يحتاج الأطفال إلى تعديل السلوك؟

متى يحتاج الأطفال إلى تعديل السلوك؟

منوعات

تعديل سلوك الاطفال

متى يحتاج الأطفال إلى تعديل السلوك؟

رفيدة الصفتي 04 ديسمبر 2020 17:14

كيف نعرف ونقرر أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات بحاجة إلى المساعدة في تعديل السلوك؟

 

معظم الأطفال الذين يتم علاجهم من مشاكل السلوك التخريبي وهم في سن المدرسة؛ كانوا غير منضبطين في الفصل، أو يتجاهلون أو يتحدون توجيهات المعلمين، أو يتصرفون بشكل عدواني للغاية مع الأطفال الآخرين. لكن في كثير من الحالات، كان هؤلاء الأطفال يظهرون السلوكيات السيئة لسنوات قبل أن يبدأوا المدرسة، وذلك بحسب مؤسسة عقل الطفل الأمريكية.

 

وتتضمن العلامات التي تشير إلى أن أطفال ما قبل المدرسة يحتاجون إلى المساعدة في تعلم كيفية إدارة دوافعهم وتنظيم سلوكهم ما يلي:

 

ربما تعرضوا لنوبات غضب أكثر - وأكثر خطورة - من الأطفال العاديين في سنهم.

يجد الآباء المنهكين والمحبطين صعوبة للغاية في التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال.

ربما تم طرد الأطفال من الحضانة أو استبعادهم من مواعيد اللعب.

قد يؤدي سلوك الأطفال إلى تعطيل الحياة الأسرية والتسبب في ضغوط شديدة على أفراد الأسرة الآخرين.

قد يؤدي الخلاف حول السلوك إلى خلق علاقات سلبية مع الآباء.

قد يشعر الآباء بالقلق من أنهم قد يتسببون في الأذى للأشقاء الصغار.

 

في هذا العمر، يتركز العلاج الموجه لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية حول الآباء، وتعليمهم المهارات اللازمة لتشكيل سلوك الطفل بشكل أكثر فعالية، وإعادة ضبط العلاقات الأسرية بطريقة أكثر إيجابية.

يجب أن يتدرب آباء الأطفال بين سن 2 و7 سنوات من خلال سلسلة من المهام، ووضع الحدود والاستجابة بفعالية لكل من المطلوب، والتعامل الجيد مع السلوك غير المرغوب فيه. إضافة على تعزيز العلاقات الإيجابية بين الآباء والطفل، وزيادة الثقة والاكتفاء الذاتي في إدارة سلوك الطفل.

 

متى يجب بدء العلاج؟

 

تشير الدلائل إلى أن الأطفال هم الأكثر استجابة للعلاج لتغيير السلوك حتى سن السابعة، حيث تقول عالمة النفس السلوكي ميلاني فرنانديز: "لديك الوقت لتأمين المكاسب، ولترسيخ التفاعل الإيجابي، وتحسين مسار الطفل على المدى الطويل."

 

وتوضح أن الأطفال الصغار عندما يتصرفون بطرق يجدها الآباء مزعجة، غالبًا ما يُطلب منهم الانتظار، لأن الأطفال سيخرجون منها. لكن الحقيقة هي أنه عندما لا يتصرف الأطفال بطرق مناسبة لأعمارهم، فمن الأفضل عدم الانتظار، لأنهم يتعلمون طوال الوقت، وكلما طالت مدة تسامح الآباء مع السلوك الخارج عن السيطرة، كلما أصبح هذا السلوك راسخًا، وبالتالي يصبح الأمر أكثر صعوبة وأكثر إرهاقًا على الآباء.

 

وتضيف أن الآباء قد يقلقون أيضًا من تعرضهم للانتقاد لكونهم آباء متساهلين، لكن تدريب الآباء يساعد ببساطة الأطفال المخربين أو الخارجين عن السيطرة على تعلم المهارات التي لم يتعلموها، والاستمتاع بدوافعهم والاستجابة بشكل فعال للتوجيهات.

 

وتوضح الطبيبة النفسية أن جميع الأطفال البالغين من العمر عامين أو ثلاثة، يعانون من نوبات الغضب ويمكنهم مقاومة توجيه الآباء. ومن الطبيعي أن يقول الأطفال "لا" في مواقف وأشياء كثيرة.

 

وتقول ميلاني: يستحق السلوك الاهتمام حقًا عندما تكون "لا" هي الرد الوحيد الذي تحصل عليه دائما. وقد تحتاج إلى المساعدة إذا كنت لا ترى نوبات الغضب عادية فحسب، بل نوبات غضب كاملة، حيث يكون الطفل لا يطاق ومنزعجًا جدا، ويبكي لفترة طويلة.

 

يشعر الآباء جميعًا برغبة في نزع شعرهم في لحظات، ولكن يجب أن يفكروا في الحصول على المساعدة عندما يصبح السلوك الصعب أمرًا معتادًا، أو عندما يسبب قلقا في الأسرة، أو الشعور بالاكتئاب أو التوتر الشديد.

 

وتكشف الطبيبة النفسية علامة أخرى على تدل على وجود مشكلة وبالتالي يجب أن تحصل على تدخل من المختصين؛ وهي إذا وجدت نفسك مضطرًا إلى تعديل أنماط حياتك، فلا يمكنك مثلا الذهاب إلى العديد من الأماكن العامة أو الأماكن الصديقة للأطفال، أو الذهاب إلى متجر البقالة، لأن الأمر سينتهي بالصراخ أو البكاء أو الشجار.

 

مشكلة أخرى توضحا ميلاني، وهي ما يسميه المعالجون السلوكيون "عدم الامتثال السلبي"، ويعني أن تطلب ست، أو سبع، أو ثماني مرات من طفلك أن يفعل شيئًا ما، وهو لا يفعل أو يقول "دقيقة أخرى" أو "أنا قادم" أو "أنا ألعب" أو يتجاهلك تمامًا. وتعتبر عواقب السلوك وخيمة، عندما تطلب من طفلك عبور الشارع، ولا يمتثل لعبارة: "من فضلك امسك يدي."

 

ويصبح هذا التصرف مشكلة حقا، لأن المدرسة لن تصبر على السلوك السيء إذا لم يمتثل الطفل لطلبات المعلمين.

 

ماذا بعد الاستعانة بالمختصين؟

 

تختلف البرامج التدريبية للآباء، ولكنها تؤدي في النهاية إلى أن يتعلم الآباء كيفية التفاعل مع أطفالهم بطريقة إيجابية تتناسب مع نموهم، وتحديد توقعات معقولة لأطفالهم، وإيصالها بطريقة تزيد من احتمالية أن يستمع الأطفال إليهم.

 

يعد التدخل المبكر مهمًا لأنه يساعد الأطفال على تعلم سلوكيات جديدة، قبل أن يكوّنوا نمط حياة كامل حول العادات والسلوكيات السيئة التي تخلق تجربة سلبية للغاية في المنزل وبعد ذلك في المدرسة.

يحتاج الأطفال أن تكون علاقتهم إيجابية مع الآباء وغيرهم من البالغين والأطفال الآخرين أيضًا. وكلما تمكنا من مساعدتهم في وقت مبكر، كلما كانوا أكثر سعادة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان