يحتفل العالم الإسلامي، بالمولد النبوي الشريف الذي تحل ذكراه غدًا الخميس 29 أكتوبر، والموافق 12 ربيع الأول.
ومنذ مئات السنين، أعتاد المصريون الاحتفال بمولد نبي الهدى ورسول الإنسانية محمد - صلى الله عليه وسلم-، الذي تحول مع الوقت إلى مناسبة دينية وظاهرة اجتماعية يقام فيها مجالس الذكر وينشد خلالها قصائد مدح النبي، وتوزع حلوى المولد.
وأجازت دار الإفتاء ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية الاحتفال بالمولد، لأنه من سبل إظهار المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف يسأل البعض عن حكم صيام هذا اليوم وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية.
يقول الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنّ النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين وورد ذلك فى الأحاديث فيما معناه أنه كان يصوم يوم الإثنين، وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك قال "هذا يوم ولدت فيه".
وأضاف وسام خلال بث مباشر لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" :"نقول ذلك لمن يسأل هل صيام يوم ذكرى المولد النبوي الشريف بدعة؟، قائلاً: "إن النبى صلى الله عليه وسلم صام يوم مولده شكرا لله على نعمة الإيجاد وكان يحب يحتفل بالطاعة".
مظاهر الاحتفال
واعتادت العديد من الدول الإسلامية، ومن بينها مصر، أن يكون يوم المولد النبوي الشريف، إجازة رسمية لكل المؤسسات.
كما تقوم بتزيين المساجد احتفالا بقدوم هذا اليوم العظيم، وتنظم قصائد من الشعر ليمدحوا بها النبي، تذكر فيها حسن تعامله مع المسلمين وغير المسلمين، ويقوم الخطباء بتحضير العديد من الخطب التي تهتم بسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما مر به في حياته.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
أكدت دار الإفتاء المصرية فى فتوى لها، أن الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فإذا انضمت إلى ذلك المقاصدُ الصالحةُ الأخرى؛ كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا، لأن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد.
وأشارت الإفتاء إلى أن القول ببدعيته -فضلًا عن القول بتحريمه أو المنع منه- ضرب من التنطع المذموم؛ لأن البدعة المنهي عنها هي ما أُحدِثَ مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا؛ فهذه بدعة الضلالة.
وذكرت الإفتاء فى فتواها أن ادِّعاء أن أحدًا من الصحابة لم يحتفل بمولد النبي الكريم صلى الله عليه وآله ليس بصحيح أيضًا؛ لما ورد في السنة النبوية من احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه أحمد والترمذي.
وأوضحت أن ما اعتادهُ الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد، أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت.