رئيس التحرير: عادل صبري 06:20 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

خبراء: الهيدروجين يحل غالبية مشكلات قطاع الطاقة العالمي

خبراء: الهيدروجين يحل غالبية مشكلات قطاع الطاقة العالمي

منوعات

ثمار توظيف الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة

خبراء: الهيدروجين يحل غالبية مشكلات قطاع الطاقة العالمي

محمد الوكيل 27 أكتوبر 2020 15:42

شارك عدد من خبراء القطاع الصناعي، من عدة دول مختلفة، في جلسة نقاش متخصصة نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية، وتناولت الجلسة استخدام الهيدروجين في قطاع الطاقة.

 

وأكد خبراء في مجال الطاقة المستدامة أن حلول الطاقة المستدامة التي يوفرها الهيدروجين قادرة على إحداث ثورة في قطاع الطاقة العالمي من خلال الحد من انبعاثات الكربون الضارة في القطاع الصناعي، وفي قطاع الصناعات الثقيلة على وجه الخصوص، وقطاع النقل خلال العقد المقبل.

 

ورأى الخبراء أنه حان وقت التخلص من العقبات التنظيمية وغير التنظيمية التي تقف عائقًا أمام تطوير وتسخير الهيدروجين كمصدر للطاقة المستدامة ونشر استخدامه في مختلف أنحاء العالم.

 

أدار الجلسة، طارق مطيرة، مدير إدارة الطاقة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، وشارك فيها كلٌ من تشارلي راتان، الرئيس التنفيذي ومستشار مشاريع الطاقة بالهيدروجين والرياح البحرية لدى تشارلي راتان أسسوشيتس بالمملكة المتحدة، وريبيكا ماسيرمول، كبير المدراء المتخصصين بالهيدروجين والطاقة في الإدارة الوطنية للعلوم والابتكار في جنوب إفريقيا، وليون ستيل، المدير العام لمعهد دلتا الطاقة في تحالف الطاقة الجديدة في هولندا.

 

وقال طارق مطيرة، في كلمته الافتتتاحية خلال الجلسة، أن المنظمة تساعد الدول النامية في مساعيها للتحول إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة بما يتماشى مع أهداف المنظمة في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.

 

وأشار إلى أن اتفاق باريس أكد على ضرورة اعتماد مصادر جديدة للطاقة تساهم في الحد من انبعاثات الكربون الضارة، وهو ما يستلزم اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن استخدام موارد طاقة مستدامة وبناء بنية تحتية لهذه الطاقة، موضحًا أن انخفاض التكاليف والحاجة الملحة لخفض انبعاثات الكربون كانت من أبرز العوامل التي دفعت العديد من الدول للتوجه نحو استخدام الهيدروجين.

 

وبدوره أوضح تشارلي راتان أن البنية التحتية لتطوير واستخدام الهيدروجين متوفرة بالفعل لدى العديد من الدول، مما يجعل الهيدروجين أحد أبرز الحلول المطروحة للتغلب على المشاكل التي تواجه قطاع الطاقة العالمي.

 

وأضاف أن الخبراء يرون أن طاقة الهيدروجين ستساهم في إيجاد الحلول لغالبية المشاكل التي تواجه قطاع الطاقة العالمي، فعلى سبيل المثال، يمكن في المملكة المتحدة توظيف شبكات الغاز الحالية لاستخدام الهيدروجين، مما ينفي الحاجة إلى بناء بنية تحتية إضافية، فكل ما علينا القيام به هو إعادة هيكلة الأنابيب وضمان عملها بكفاءة واختبار الأجهزة".

 

وشدد راتان على أهمية تعديل القوانين التنظيمية بما يدعم المشاريع المستقبلية لإنتاج الطاقة بالهيدروجين خاصة أن القوانين الحالية تم صياغتها منذ أكثر من قرن، وبالتالي فهي لا تلبي احتياجات الفترة الحالية، مُستدركًا: "نحن بحاجة لإعادة النظر في كل شيء قبل البدء في تطوير مشاريع لضمان تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للطاقة."

 

وبدورها، ناقشت ماسيرمول المساعي التي تبذلها الدول النامية لتسخير طاقة الهيدروجين وخاصة في دولة جنوب أفريقيا التي تسعى إلى الانتقال إلى توظيف الطاقة النظيفة في الصناعات الاستخراجية وقطاعات النقل.

 

وتابعت: "لا زلنا في دولة جنوب إفريقيا نعتمد على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي ستستمر لبعض الوقت، وإذا أردنا أن نحظى بدعم مختلف النخب العلمية والعملية وكافة الجهات ذات العلاقة، فعلينا بذل الجهود للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الحديد والصلب والأسمنت وتطوير وسائل النقل، والتي تعتبر ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون الضارة في جنوب إفريقيا".

 

وأشارت ماسيرمول إلى وجود العديد من التحديات التنظيمية في قطاع الطاقة، والتي تعيق تطوير واستغلال الطاقة، مثل التحديات الخاصة باستخدامات الغاز الطبيعي المسال، وتحديات استخدام الهيدروجين في قطاع إنتاج الطاقة بالفحم، بسبب مشاكل التخزين والتكلف.

 

وترى ماسيرمول أن إيجاد الحلول للتحديات التي تعترض توظيف الهيدروجين في إنتاج الطاقة يمكن أن يساهم في تعزيز الاقتصاد التدويري، حيث تبلغ نسبة التدوير في اقتصاد جنوب أفريقيا 2% مقارنة بنسبة 9% على مستوى العالم.

 

أما ليون ستيل، فأكد أن الدور الحالي للهيدروجين في الحد من انبعاثات الكربون ليس مؤثرًا بالقدر الكافي، بالرغم من إنتاجه بكميات كبيرة لقطاعات الوقود الأحفوري مثل المصافي أو مصانع المواد الكيميائية، حيث تنتج هولندا وحدها 10 مليارات متر مكعب من الهيدروجين سنويًا، قائلاً: "لتوسيع حجم الإنتاج، نحتاج إلى المزيد من الاستثمارات في هذا النوع من التكنولوجيا، وأعتقد أننا سنشهد تدشين أولى المشاريع بعد سنتين أو ثلاث سنوات".

 

وفي ختام الجلسة، أشار مطيرة إلى النقاط التي أجمع عليها المشاركون، ومن أبرزها، أهمية دور المنظمات الدولية، مثل منظمة اليونيدو، في رفع الوعي بمزايا وفوائد الطاقة الهيدروجينية وتعزيز الطلب على هذا النوع من الطاقة، وضرورة دعم وتشجيع الابتكارات التي تهدف إلى تسخير طاقة الهيدروجين، وضرورة إيجاد حلول فعالة للتحديات التنظيمية وغير التنظيمية بهدف تعزيز استخدام طاقة الهيدروجين".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان