رئيس التحرير: عادل صبري 07:03 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عبر 70 عاما.. رحلة الصين من الفقر إلى التنمية المستدامة

عبر 70 عاما.. رحلة الصين من الفقر إلى التنمية المستدامة

منوعات

رحلة بكين من الفقر إلى التنمية المستدامة

عبر 70 عاما.. رحلة الصين من الفقر إلى التنمية المستدامة

محمد الوكيل 18 أكتوبر 2020 12:15

تحتفل الصين، في الأول من أكتوبر من كل عام، بذكرى تأسيس الصين الجديدة، حيث يبرز في هذا السياق المسيرة الشاقة التي خاضها الشعب الصيني خلال السبعين عاما الماضية، للانتقال من الفقر الذي كان منتشرا ومترسخا في كافة أرجاء البلاد، إلى التنمية المستدامة، التي أصبحت السمت المميز للصين في السنوات الأخيرة.

 

ويرتبط التأريخ لمسيرة الصينيين في مكافحة الفقر في العصر الحديث، بإنشاء جمهورية الصين الشعبية سنة 1949، حيث جعلت قيادتها مكافحة الفقر وتحسين مستوى معيشة الشعب على قمة أولوياتها ومهمة مستمرة لأعمالها.

 

ويرى حسين إسماعيل، الخبير في الشئون الصينية، أن العقبات كانت جمة، وعديدة، لاسيما أن الصين خرجت من فترة الغزو الأجنبي والحرب الأهلية باقتصاد مدمر وبنية أساسية هشة وظروف غير مهيأة لتطوير التعليم والصحة وخدمات الرعاية الاجتماعية، بالإضافة إلى كثافة سكانية هائلة تلتهم أي إنجازات تنموية.

 

ويشير إسماعيل، في حلقات مصورة بعنوان "شهادتي على انتصار الصين على الفقر"، إلى أن السلطات الصينية حرصت على تقديم الدعم والمساعدة إلى الشخص الفقير مباشرة، بعد تحديد أسباب الفقر، ثم توفير الخدمات والمسكن والملبس والرعاية الأساسية.

وبيّن أنه في المناطق النائية، تم نقل السكان إلى مناطق أكثر ملائمة، وأصبح أبناء هذه المناطق شركاء في مسيرة تنمية الصين، موضحًا أن النمو الاقتصادي في الصين هو المحرك الأساسي للحد من الفقر.

 

وخلال الفترة من سنة 1949، التي تأسست فيها الصين الجديدة، وحتى سنة 1978، عندما انتهجت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، شهدت الصين المرحلة الأولى لمكافحة الفقر في مناطقها الريفية من خلال إصلاح نظام الأرض الزراعية وتحسين المنشآت التحتية وتطوير التعليم والصحة وتعميم التقنيات الزراعية وإقامة منظومة الضمان الاجتماعي.

 

واستمرت المرحلة الثانية لمكافحة الفقر من سنة 1978، حتى نهاية عام 2012، وتم خلالها الدمج بين مساعدة الفقراء من خلال التنمية ومن خلال الاستراتيجيات الوطنية، فشهدت تلك الفترة صدور وتنفيذ الخطة الوطنية لانتشال 70 مليون فرد من الفقر خلال سبع سنوات، كما تم انتهاج سياسة مساعدة الفقراء من خلال التنمية، وتحديد المحافظات الفقيرة ومناطق الفقر المدقع، وإقامة منظومة تشمل توزيع المسؤولية عن أعمال مساعدة الفقراء على أربعة مستويات من الحكومة المركزية إلى حكومات المحافظات.

 

وتطرق حسن إسماعيل، الخبير في الشأن الصيني، إلى المرحلة الثالثة وهي العصر الجديد لمساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر بشكل دقيق وهادف منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في نهاية عام 2012 حتى الآن، حيث اتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بقيادة الرئيس شي جين بينج، من القضاء على الفقر مهمة أساسية وهدفا رمزيا لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وفي نوفمبر سنة 2013، طرح الرئيس شي جين بينج لأول مرة برنامج المساعدة المستهدِفة للفقراء بدقة.

وحول مصاعب مكافحة الفقر، أوضح إسماعيل أن تركز الفقر بشكل رئيسي في المناطق الريفية والمناطق الحدودية ومناطق الأقليات القومية جعلت مهمة مكافحته في الصين أكثر صعوبة، موضحًا أن الحكومة تضمن التعليم الإلزامي في المناطق الريفية، وأنشأت منصات لتشجيع الكليات والجامعات على توفير التدريب للمعلمين في المناطق الفقيرة.

 

وشدد على أن الصين تدرك بأن الفقر عقبة رئيسية يجب التغلب عليها في إطار السعي لتحقيق السلام والازدهار، فالقضاء عليه بجميع أشكاله وأبعاده هو أول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المدرجة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الأمم المتحدة سبتمبر 2015.

 

وفي الختام، لفت إسماعيل إلى أن الحكومة الصينية التزمت بالقضاء على الفقر، برغم العقبات والصعوبات، وباتت الآن على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب منها بذل المزيد من الجهود لمنع عودة الفقر ومواصلة التنمية، وتقديم مزيد من المساهمات للعالم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان