رئيس التحرير: عادل صبري 08:06 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالصور| قصر عائشة فهمي.. الفنون شرقا وغربا «تعانق» النيل

بالصور| قصر عائشة فهمي.. الفنون شرقا وغربا «تعانق» النيل

منوعات

جانب من الأعمال المعروضة في المتحف

بالصور| قصر عائشة فهمي.. الفنون شرقا وغربا «تعانق» النيل

سارة نور 01 أكتوبر 2020 21:55

 

تجلس أميرة فوق إحدى الأرائك التي تراصت في صفوف متتالية في مواجهة النيل مباشرة في مشهد ساحر، تحاول استيعاب الوجبة الفنية الدسمة بعد جولتها التي ودت ألا تنتهي في أروقة قصر عائشة فهمي أو مجمع الفنون

 

«المكان عظيم ويتميز بالفخامة واللوحات المعروضة رائعة، لم أكن أتخيل وجود هذه الثروة الفنية لدينا».. تقول أميرة (29 عامًا) التي بدا عليها الانبهار بعد جولتها التي لم تكلفها جنيها واحدا. 

 

على مساحة 2700 متر مربع، تتخللها حدائق مطلة على النيل في مشهد بديع، يقع قصرعائشة فهمي الذي يعد أحد معالم حي الزمالك العريقة والذي سجلته وزارة الأثار كمبنى أثري قبل نحو 10 سنوات تحديدا في عام 2010. 

قبل نحو 103 أعوام في عام 1917، بنى المصمم الإيطالي الشهير« أنطونيو الشياك» القصر على الطراز الأوروبي الكلاسيكي بإيعاز من علي بك فهمي ابن علي باشا فهمي الذي أقام هو وزوجته الفرنسية لاحقا في القصر لفترة وجيزة قبل مقتله في عام 1921، بحسب ما أوردته وزارة الثقافة على موقعها الرسمي. 

 

آلت ملكية القصر لعاشة فهمي بعدما اشترت ما يخـص العائلة فى ميراث القصر وعاشـت فيـه حتي عـام 1958 عندما كان مطلا على كوبري أبو العلا قبل إزالته منذ 20 عاما مضت. 

 

رحلة القصر

في عام 1958، اشترت وزارة الثقافة القصر الذي يعد تحفة فنية، إذ يوجد به العديد من الغرف ذات الطابع الأثرى ومنها الغرفة اليابانية التى أهديت لعائشة فهمى وصممت من أجلها، فضلا عن وجود تمثالين مطليين باللون الذهبى، كما أن الزخارف الأوروبية على جوانب الحوائط تعطى شكلا جماليا مميزاً.

بعد ضمه لوزارة الثقافة خاض القصر رحلة مميزة، بدأت أولى محطاتها، عندما اســتخدمه الدكتــور ثروت عكاشة أول وزير ثقافة كمكتب له، لكن فى عام 1975 ضم يوسف السباعى وزير الثقافة، آنذاك، القصر إلى هيئة الفنون والأداب.

 

وفي سنة 1978 صدر قرار جمهوري لتخصيصه متحفاً لمجوهرات أسرة محمد علي، لكن تم إلغاؤه بقرار جمهوري آخر سنة 1986 ليعود مرة أخرى تحت تصرف وزارة الثقافة ويصبح أخيرا مجمعاً للفنون. 

 

ظل قصر عائشة فهمي منذ تحويله إلى مجمع للفنون لنحو 19 عاما يستقبل العديـد مـن المعـارض الدوليـة لكافـة الاتجاهـات الفنيـة والثقافيـة حتى إغلاقه في عام 2005 من أجل إعادة ترميمه.

استغرق ترميم قصر عائشة فهمي نحو 12 عاما، حيث أعيد افتتاحه مرة أخرى في عام 2017، وحينها تبنت وزارة الثقافة قكرة صنع هوية خاصة بالقصر الذي أصبح مجمعا للفنون، فبدأت بإنتاج سلسـلة كنـوز متاحفنـا الفنيـة التـى تهـدف إلـى إعـادة التنقيب في ثرواتنا الفنية.

 

معارض كنوز متاحفنا

احتفى معرض كنوز متاحفنا (1) برواد الفن المصري، أما معرض كنوز متاحفنا (2) فقد اهتم بعرض مجموعة نادرة من روائع النسيج الإسلامي والقبطي لأول مرة، فيما حرص معرض كنوز متاحفنا (3) على تقديم مجموعة الأعمال التصويرية والنحتية التي تمثل تراث أسرة محمد علي.

 

فيما قدم المعرض الرابع، مجموعة نادرة من روائع المستشرقين، بهدف إلقاء الضوء على أعمال الفنانين العالميين الذين صوروا كافة أشكال الحياة المصرية سواء المعمارية أو الاجتماعية ومظاهر الحياة اليومية. 

معرض كنوز متاحفتا 5 المقام حاليا في قصر عائشة فهمي، بدا مختلفا، إذ تزينت جدرانه في طابقيه الأول والثاني وكذلك البدروم  بالتاريخ الأوروبي الذي رسمه فنانون من أمثال بول جوجان، ورودان وكلود مونيه، ومانيه ورينوار وألفريد سيسلي. 

 

اللوحات التي بدت كمعجزة فنية تحكي تاريخا غير الذي نعرفه، تصور عذابات الإنسان الأوروبي بداية من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر، أفراحه وإنكسارته ومعاركه وهزائمه وانتصاراته بشكل أصدق كثيرا من كتب التاريخ. 

 

اللوحات والتماثيل المصنوعة من البرونز التي جسدت النساء وحياتهن في أوروبا في تلك فترة، جذبت أنظار الحضور، إذ بدت مليئة بالألم والانكسار والوحدة، ونادرا ما تشاهدهن فرحين أو في مجموعات، ويبدو إنها  مرسومة قبل قطف ثمار الحراك النسوي في أوروبا. 

 

يقول القائمون على المعرض لـ«مصر العربية»  إن معرض كنوز متاحفنا 5 يضم نحو 100 عمل من مقتنيات متحـف الجزيرة ومتحـف محمـود خليل وحرمه ومتحف الفنون الجميلة بالأسكندرية، مشيرين إلى أن المعرض الخامس ينتهي في 31 أكتوبر الجاري.

 

أميرة التي تزور مجمع الفنون للمرة الأولى لم تتخيل أن الدخول مجانا، بينما يطلع أمن القصر على البطاقة الشخصية مع حرصهم على ارتداء الكمامات والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وبهذا يستطيع الزائر الحصول على متعة فنية نادرة مع جلسة تأملية على ضفاف النيل. 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان