لما اجتاح فيروس كورونا دول العالم شرقا وغربا، لجأ غالبية الناس إلى المعتقدات الدينية، إذ امتلأت المساجد والأديرة والكنائس والمعابد، والكل كان يجهر بدعوات مباركات للخلاص في الوباء القاتل.

وفي ظل عجز العلماء والأطباء عن إيجاد علاج لـ «كوفيد-19»، ظهرت بعض المعتقدات الدينية التي تزعم القضاء على الوباء.

ففي العراق، أفتى بعض رجال الدين باستمرار إقامة الصلوات وفتح الأضرحة، مؤكدين أن «فيروس كورونا لا يصيب المؤمنين».

وفي كوريا الجنوبية،  ادعت مجموعة «يسوع شينشيونجي» بأنها معصومة من كورونا، أما في إيران احتشد المتدينون حول الأضرحة بمدينة قم في مناقضة لإجراءات العزل.

وفي الهند زعم بعض رجال الدين أن احتساء بول الأبقار المقدسة يقي من كورونا.

وفي إسرائيل، نصح حاخامات بنتاول مشروب كحولي بدعوى أنه يحمي من الفيروس، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح في النهاية وتسبت في تفشي الوباء

العقاب والحماية الإلهية

وسط عدم تفسير علمي أو حل لأي جائحة، يعزو رجال الدين فورا الوباء للعقاب الإلهي، ووفقا لمجلة أورينت 21 ، يعتبر رالف درولينجر وهو وزير متدين أمريكي يقود مجموعة دراسات حول الكتاب المقدس في محيط الرئيس الأمريكي1 أن أزمة فيروس كورونا قضاء إلهي. إنها تُعبر بالنسبة إليه عن “غضب الله” وهو غير موجه على حد قوله ضد أمريكا بل ضد الأمريكيين الذين مارس بعضهم عبادة “النزعة البيئية” وعبروا عن ميلهم لـ “السّحاق والمثلية الجنسية”. أمّا قسّ فلوريدا المحافظ ريك وايلز، فيرى أن انتشار الفيروس داخل المعابد “عقاب من الله لمعارضي المسيح”. ورغم إغلاق قناته على اليوتيوب، لم تتوقف أفكاره عن الانتشار.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستطبق الحجر الصّحي إلى غاية عيد الفصح اليهودي، ردّ وزير الصحة الأرثوذكسي المتطرف يعكوف ليتزمان: “نُصلي ونأمل أن يصل المسيح قبل الفصح، وقت الخلاص. أنا متأكد أن المسيح سيأتي ويخرجنا مثلما أخرجنا [الله] من مصر. قريباً سنخرج أحراراً وسيأتي المسيح ليخلصنا من كل شرور العالم”. من سخرية الأقدار أن يُصاب ليتزمان بالفيروس لاحقاً، ممّا أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وباقي المسؤولين السياسيين والأمنيين الذين خالطوه، على الخضوع للحجر الصحي.

وإدراكا منه لخطر الفيروس، فسّر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لأعضائها أن الفيروس “أمر من الله” ونصحهم بـ“وضع إيمانهم في الله واللّجوء إليه”، لكن مع تقديم توصيات لتفادي انتشار الفيروس.

وفي بداية مارس ، نفت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية عبر بيان عمومي للمُجمّع المقّدس أن تساهم تجمعات المصلين في انتشار الفيروس: “بالنسبة إلى أعضاء الكنيسة، من شبه المستحيل أن تكون المشاركة في القربان المقدس (الأفخارستيا) سببًا لانتقال المرض [ولو] في خضم جائحة”.