رئيس التحرير: عادل صبري 11:07 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«متخبيش وشك».. مبادرة لدعم أصحاب «العيوب الخلقية»

«متخبيش وشك».. مبادرة لدعم أصحاب «العيوب الخلقية»

منوعات

مبادرة متخبيش وشك لدعم اطفال العيوب الخلقية

«متخبيش وشك».. مبادرة لدعم أصحاب «العيوب الخلقية»

أحلام حسنين 26 فبراير 2020 21:30

قد يميزك الله باختلاف يزيدك من الزين حسنا وبهاء، وقد تجد من يتنمر عليك وينفر منك ويسيء إليك، ولكن لا تبالي إذاولا تنعزل بين جنبات حجرتك، فهناك من ينظر إليك وكأنك منفردا بشيء من الحسن والجمال، فإذا كنت تعاني من اختلافات تكوينية في الوجه أو الجمجمة لا تخفي وجهك.

 

في الآونة الأخيرة انطلقت مبادرة "متخبيش وشك"، إذ تدعو لدعم إي إنسان وُلد باختلافات تكوينية في الوجه أو الجمجمة، أو لديه وجه مختلف نتيجة لحادث، وتوعية المجتمع بثقافة الاختلاف ومرعاة مشاعرهم بدلا من التنمر عليهم، فضلا عن تقديم الدعم الطبي لمن لديهم اختلافات في الوجه يمكن علاجها.

 

 

يقول الدكتور كرم علام، استشاري العيوب الخلقية في الوجه والجمجمة، إن الهدف من مبادرة "متخبيش وشك" هو دعم الأطفال ذوي الاختلافات التكوينية في الوجه والجمجمة، ومساعدته أن يعيش بشكل طبيعي في مجتمع مرحب به ولا يتنمر عليه، لافتا إلى أن العيوب الخلقية تعد من أصعب التحديات الصحية التي تواجه الأسرة.

 

وأضاف علام، صاحب مبادرة متخبيش وشك، إن المبادرة جزء منها أيضا علاج طبي بـ"المشرط" والعمليات الجراحية، ولكن الأهم الدعم النفسي وتقويم الشخص الذي لديه اختلافات تكوينية في الوجه والجمجمة، وكذلك توعية للأسرة والمجتميع بكيفية التعامل معهم ومساندتهم ودعمهم نفسيا واجتماعيا.

 

وقال علام :"هدفنا أن تحتفي الأسرة التي يولد لديها طفل باختلاف تكويني، وتتعامل معه على أنه طفل طبيعي بدون خجل من نظرة الناس والمجتمع، وحتى لا يخجل الطفل نفسه من اللعب مع الأطفال، وتوعية للمجتمع بعدم التنمر ضد هؤلاء الأطفال وازدراءهم أو الشفقة عليهم، فهم أشخاص طبيعيون لهم الحق في العلاقت الاجتماعية والعمل والتعليم وكافة المناحي الإنسانية".

 

وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي خمسة من كل ١٠٠ طفل يوُلد بعيب خلقي، فضلا عن حالات إنتهاء الحمل في شهوره الأولي لأسباب أهمها العيوب الخلقية.

 

 

تشمل مبادرة "متخبيش وشك"، جوانب الرعاية الصحية والعلاج والعمليات الجراحية، إلى جانب الدعم الإنساني والسعي لدمج المختلف في المجتمع وتيار الحياة، وفقا لصاحب المبادرة الدكتور كرم علام، لافتا إلى أن العالم اتجه لتغيير كلمة تشوهات إلى اختلافات، وذلك في سبيل علاج كل اختلاف يؤثر على الشكل، ليس فقط بـ"المشرك" ولكن بالدعم النفسي أيضا.

 

وأوضح صاحب مبادرة متخبيش وشك، أن جراحة العيوب الخلقية قد تحتاج لمراحل على مدار سنين طويلة، ومن هنا تأتي أهمية الدعم النفسي وألا يتعرض الطفل وأسرته لقسوة كلمات ونظرات وسوء تعامل الآخرين، لذا لابد من توعية المجتمع بضرورة تقبل هذه الاختلافات وأنها ليست جريمة أو شيء مخزي.

 

وأضاف علام :"الأطفال ذوي العيوب الخلقية لهم هم أيضا لهم الحق في أن يراهم الناس بشكل جميل حتى وإن كانوا مختلفين، لابد أن يتحدى الطفل شجاعته ويتحدى العزلة ويجتاز جراحة بعد جراحة".

 

ولقت مبادرة "متخبيش وشك" ردود أفعال واسعة تضامنية، شارك فيها فنانون ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لدعم ذوي الاختلافات التكوينية "العيوب الخلقية"، والتأكيد على رفض  التنمر ضدهم.

 

شاركت الفنانة رانيا فريد شوقي في دعم مبادرة متخبيش وشك، بمقطع فيديو قالت فيه :"متخبيش وشك واحلم وعيش حياتك وحقق حلمك وانجح حقك، بنرفض التنمر بجميع أشكاله، المتنمر إنسان ضعيف بيكسر بخاطر حد ممكن يجرح نفسه ويأذي نفسه بسبب نظراته، لازم نراعي بعض ونسند بعض ونكون دوى لبعض ونجبر بخاطر بعض، ونرسم البسمة على وش حد".

 

كما شارك أحمد عويس الكاتب والمخرج السينمائي، في دعم مبادرة متخبيش وشك، إذ نشر مقطع فيديو عبر حسابه على فيس بوك قائلا فيه :"وشك أحلى من اللي بيتنمروا عليك وبيضايقوك، وشك شبه قلبك، ابيض ونضيف وجميل، هما مش بيفهموا في الإنسانية، قلبهم أسود بيحبوا المظاهر، لكن أنت عيظم ورائع، خليك معانا ضد التنمر ومتخبيش وشك".

 

ونشرت دينا عجمي، قصة طفلها زين ذو العامين والنصف، والمصاب بمرض الشيخوخة المبكرة، وكيف حولت معاناتها وطفلها إلى مصدر للبهجة والتفاؤل والأمل لكل أسرة وُلد لديها طفل يعاني من "عيوب خلفية".

 

تقول أم زين إنها اكتشفت أن ابنها الذي تكسو ملامحه التجاعيد والعروق الزرقاء فيبدو كالرجل العجوز، يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة، فتبدو أجهزة جسمه أكبر من الناس الطبيعية بعشر سنوات، وتظهر عليه الأعراض من سن 6 سنوات، فيبدو كأن عنده 60 عاما.

 

لم تكن تعلم أم زين كثيرا عن مرض طفلها، فراحت تبحث عنه على الإنترنت، فوجدت أنه سيعاني كثيرا من أعراض مزعجة وسيئة،إذ أن متوسط عمر هؤلاء المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة عادة ما بين 16 إلى 17 عام، فجلست تنظر لطفلها وتبكي حتى أصابتها موجة اكتئاب وانهيار عصبي.

 

 

واصلت أم زين حديثها قائلة :"قعدت اقول ايه الي بعمله دا، في ناس ماشية عادي وبتموت، قعدت اقول الحمد لله، محدش عارف مين بيموت قبل مين، وبعد ما خرجت من الاكتئاب دخلت على مشكلة التنمر،  كل اللي يشوف زين يقولي ايه دا وليه ويستغرب ويخاف منه".

 

وتروي أم زين كيف نجحت على التنمر ضد طفلها :"زوجة عمه كتبت على صفحتها على فيس بوك إن زين طفل طبيعي مرضه مش بيخوف ولا بيعدي ولا بيأذي حد، وطلبت الناس تتعامل معه عادي، وبالفعل لقيت ناس كتير استجابت وتعاطفت معه واتعاملوه معه طبيعي وجبلوه هدايا وبقوا يتصوروه معه لما بيروح النادي".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان