«كوادن».. قصة طفل تمنى الموت فقرر الملايين منحه قبلة الحياة

الطفل كوادن

"اريد أن أموت.. اريد حبلًا لأقتل نفسي..اريد أن يقتلني احدهم.."؛ عبارات على هذا النحو جرت على لسان الصغير وهو الذي لم يتخط بعد الـ 9 أعوام مُبديًا رغبته في الانتحار والتخلص من حياته اليوم قبل الغد، بعد تعرضه لوصلة تنمر من جانب زملاءه في المدرسة كونه يعاني من التقزم.

 

 بداية القصة  

سيلٌ من الدموع انهمرت من عين الصغير وهو في حالة انهيار تام.. أثناء عودته من المدرسة برفقة امه التي قررت توثيق الحالة التي وصل لها حبيبها ليس لشئ ولكن بسبب كلمات كسرت شيئًا كبيرًا داخله، بعدما باتت تتردد على لسان اقرانه في كل مرة يتوجه فيها إلى المدرسة،  ارادت الأم أن  تنقل للعالم ذاك المشهد الذي اعتصر قلبها ووقفت امامه عاجزة عن الحل أو  امتصاص هذا الغضب الذي تملك من طفلها الذي لا يتمنى شيئًا الآن من هذه الحياة سوى الموت.

 

"تتسائلون لماذا يقتل الأطفال انفسهم"؛ بهذا التساؤل بدأت الأم  المقطع المصور، ثم التقط الصغير الذي كان يتردي ثياب المدرسة أطراف الحديث قائلًا : "اخرجيني من هنا الآن سأقوم بطعن قلبي.. سترين ذلك 

حتى انت لا تهتمين عندما انظر اليك لا تفعلين اي شئ.. فات الآوان..اريد أن اموت الآن .. اريد أن اضرب رأسي في الزجاج، اريد أن يقتلني شخص ما ويطعنني".  

 

عقب تفريغ الصغير شحنة الغضب التي بداخله عاودت الأم استكمال حديثها قائلة: "هذا هو الأثر الذي يتركه التنمر على طفل يبلغ من العمر 9 أعوام، فهو يريد الذهاب إلى المدرسة ليحصل على تعليمه ويستمتع بوقته ولكن كل يوم يكون لعين بالنسبة له،  بسبب التنمر عليه بعدما بات ينعته زملائه بأوصاف واسماء". 

 

وتابعت: أريد أن يعلم الجميع كم يؤلمنا ذلك كعائلة، اريد أن يربوا ابنائهم،  فحملات التنمر اللعينة غير مجدية ، وصغيرى بات لديه أفكار انتحاريه بشكل يومي، هذا هو الجانب الذي لم اكن اريد مشاركته معكم وكنت افضل أن ابقيه خاصًا، لكننا لا يمكننا التحمل اكثر". 

 

واضافت الأم المكلومة: "نحاول أن نكن أقوياء وايجابيين قدر الإمكان ، وأن نشارك فقط الأشياء المهمة ولكن اردت أن اريكم مدى أثر التنمر على طفل في الـ 9 من عمره،  فعلي أن ابقى عيني عليه طيلة الوقت بسبب محاولات الانتحار، هذا ما يفعله التنمر بهم .. لم يعد هذا الأمر مزحة..  ابدأوا بفعل شئ أكبر في مدارسكم ومع اهاليكم وفي مجتمعكم بشأن التوعية حول المعاقين وتعليمهم .. ". 

 

 الأم تدعى باركا بايلز، تعيش هي وطفلها بمنطقة بريسبان الاسترالية، أما صغيرها فيدعى "كوادن". 

  ديزني لاند و200 ألف دولار  

المقطع المصور الذي التقطته الأم لصغيرها الباكي، جاب العالم وابكى الملايين، فانهالت عبارات التشجيع والدعم لـ "كوادن " من كل حدب وصوب، وقرر عدد من المشاهير دعمه تارة بدعوته للتصوير معه، تارة اخرى بالاعلان عن الرغبة في ارساله لديزني لاند. 

 

حيث انطلقت حملة تبرعات له شارك فيها الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تبناها الممثل الكوميدي براد ويليامز، الذي يعاني من المرض ذاته،  وتم تجميع حتى الآن 200 ألف دولار، مؤكدًا أنه يرغب في ارسال الصغير ووالدته إلى ديزني لاند، وواصفًا "كوادن" بالطفل الرائع، كما دعمه مشاهير آخرين، وأبدى الكثيرون في رغبتهم أن يكونوا اصدقاء للطفل الباكي. 

  بيان الأسرة   

تلقت اسرة "كوادن" سيل الحب هذا ببيان اصدرته، حيث دونت الأم عبر حسابها قائلة: "تود عائلة كوادن بايلز أن توجه الشكر للجميع على الدعم الكبير والحب الذي غمرهم به المواطنين من أنحاء العالم". 

 

وتابعت: "نعتذر لعدم قدرتنا على  الرد على هذا الكم الهائل من الرسائل، ونود من وسائل الاعلام احترام رغبات الأسرة، في تلقى المكالمات، شكرًا لكم جميعًا، لقد شعر كوادن بالحب والآن يحتاج إلى راحة"، مؤكدةً أن الأسرة تسعى مع المسئولين لإجراء تغييرات واتخاذ موقف حاسم تجاه التنمر. 

 

مقالات متعلقة