رئيس التحرير: عادل صبري 11:27 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فاروق شوشة..محطات في حياة حارس لغة الضاد

فاروق شوشة..محطات في حياة حارس لغة الضاد

منوعات

الشاعر فاروق شوشة

في ذكرى ميلاده

فاروق شوشة..محطات في حياة حارس لغة الضاد

أحلام حسنين 18 فبراير 2020 00:17

كرس حياته للدفاع عن اللغة العربية وخدمتها، قدم العديد من الإبداعات لاسيما في مجال الشعر، حتى أصبح من أهم الشخصيات الأدبية والشعرية في مصر والوطن العربي، إنه الشاعر والأديب فاروق شوشة، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فهو الذي غاب عن عالمنا، وخلّد إرثُه ذكره من بعده؛ فهو "فارس اللغة" وحارسها.

 

الشاعر والأديب فاروق شوشة، الذي يعدّ أيقونة أثَرَت وتركت بصمة واضحة المعالم في لغتنا العربية، حصد العديد من الألقاب منها "فارس اللغة، حارس اللغة، وبليغ اللغة العربية"؛ وذلك للأثر الذي تركه على مدى ما يزيد من نصف قرن ببرنامجه الإذاعي الأشهر "لغتنا الجميلة".

 

 

ولد شوشة في قرية الشعراء بمحافظة دمياط في مثل هذا اليوم عام 1936، في قرية "الشعراء"، وأتَمّ دراسته في دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم، ثم درس التربية بجامعة عين شمس، عمل مدرسًا عام 1957، والتحق بالإذاعة عام 1958 وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيسًا لها 1994.

 

بدأ فاروق شوشة يتذوق الشعر وهو في سن العاشرة، وكانت له مسيرة شعرية امتدت على مدى نصف قرن، بدأت بحبه للغة واستماعه إلى شعراء الربابة والسير الشعبية على المقاهي، قبل أن يخطو أولى خطواته على درب الشعر.

 

كان للقرآن الكريم دور كبير في حياة فاروق شوشة، فقد أتم حفظه كاملا قبل أن يتم دراسته الثانوية، واعتبر نفسه مدينًا للقرآن بشيئين، أولهما أن كثيرًا من كلمات المعجم القرآني التي ترددت بعد ذلك في الإطار المدرسي أو الثقافي العام أصبحت مألوفة له.

 

كما أن كلمات القرآن الكريم كانت مدخلًا لتذوقه الشعر الجاهلي، وقد تدرب جهازه الصوتي منذ وقت مبكر على أن أي كلمة لا تشكل عائقًا في النطق، أو الإعراب أو الضبط الصوتي والأدائي.

 

 

وعن تجربته في الربط بين الكلمات الشعرية والإنسان قال شوشة، في إحدى حواراته، إنه مدين لأول قصة عاطفية في حياته، فهي كانت استحضارًا لهدف بشري جميل هو الصوت الآخر الذي يضيق عالم القرية عن أن يوفره لي، هذا الصوت دفعني للانشغال بفكرة أن تحققي شعريًا من شأنه أن يوصل هذا الخفق المتوهج لمن أحببتها".

 

واستغل شوشة عصر الإذاعة المسموعة ليعرض عبرها خلاصة تجاربه، بمقدمته الشهيرة "أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي".

 

ومع انتشار التليفزيون، انتهز "شوشة" نجاح برنامجه "لغتنا الجميلة"، ليقدم برنامج "أمسية ثقافية" الذي ساهم في صنع وجوه الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، بالتزامن ما كانت تعانيه الثقافة بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص من طعنات متتالية.

 

 

وتوغل شوشة في خدمة اللغة العربية، فتولَّى منصب الأمين العام لمجمع اللغة العربية كما عمل أستاذًا للأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة النصوص باتحاد الإذاعة والتلفزيون كما كان يلقي محاضرات في الأدب العربي بالجامعة الأمريكية في القاهرة.

 

وأثرى شوشة، المكتبة العربية بالعديد من دواوينه الشعرية منها "إلى مسافرة 1966، العيون المحترقة 1972، لؤلؤة في القلب 1973، في انتظار ما لا يجيء 1979، الدائرة المحكمة 1983، الأعمال الشعرية 1985، لغة من دم العاشقين 1986، يقول الدم العربي 1988، هئت لك 1992، سيدة الماء 1994، وقت لاقتناص الوقت 1997، حبيبة والقمر وهي شعر للأطفال 1998".

 

ومن مؤلفاته أيضا: «لغتنا الجميلة» الذى جمع فيه عددا هائلا من حلقات برنامجه الإذاعي الشهير، و«أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي»، و«أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»، و«لغتنا الجميلة ومشكلاتها المعاصرة".

 

وحصل فاروق شوشة على جائزة كفافيس العالمية عام 1991، كما حاز على جائزة النيل من الدولة، وهي أعلى وسام يتم منحه للأدباء في مصر، وذلك عام 2016.

 

ورحل الشاعر فاروق شوشة عن عالمنا في يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016، في ذات القرية التي شهدت ميلاده، وحمل عنها لقبها، وهي قرية الشعراء بمحافظة دمياط.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان