رئيس التحرير: عادل صبري 03:00 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«دويتشه فيله»: الفقر قاد صاحب «حمار قطار الأقصر» لنقله بنصف التكلفة

«دويتشه فيله»: الفقر قاد صاحب «حمار قطار الأقصر» لنقله بنصف التكلفة

منوعات

حمار في القطار يثير جدلا على مواقع التواصل

«دويتشه فيله»: الفقر قاد صاحب «حمار قطار الأقصر» لنقله بنصف التكلفة

محمد عمر 12 فبراير 2020 22:40

"ليس طائرًا ولا طائرة، بل مجرد حمار على متن قطار ركاب".. هكذا وصفت وكالة دويتشه فيله الألمانية، الموقف الذي شغل الرأي العام في مصر مؤخرًا، بعد أن اضطر راكب إلى دفع غرامة قدرها 500 جنيه بعد استقلاله القطار من قنا إلى الأقصر بصحبة حماره بما يخالف القوانين.

 

فقد أثارت صورة لحمار داخل عربة قطار بصعيد مصر موجة من السخرية بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ التقط ركاب صورة لحمار يستقل القطار وسط ذهول الركاب الآخرين، فما هي قصة هذا الحمار؟ ولماذا هدد صاحبه مفتشي القطار بالانتحار؟.

 

وقالت هيئة السكك الحديد المصرية في بيان رسمي: إنه بالتحقيق في الأمر تبين أن المواطن استقل قطار ركاب رقم 748 من محطة  أبنود – وهي عبارة عن رصيف فقط – وبصحبته دابة  "حمار"، بحسب ما نقلت مواقع محلية مصرية عديدة. 

 

وتشاجر صاحب الحمار مع كمسارية (مفتشي) القطار، الذين طالبوه بمغادرة القطار والنزول مع حماره، مذكرين إياه بأن فعله يعتبر مخالفًا للقانون، غير أنه رفض الرضوخ لطلبهم مهدداً بالانتحار، عبر إلقاء نفسه من القطار أثناء سيره؛ إذا أرغموه على إنزال حماره.

 

وبعد محاولات فاشلة لإقناع الراكب بالانصياع للقانون وإنزال الحمار من عربة القطار،  تم إبلاغ شرطة النقل والمواصلات بالأمر بوقته وعليه تم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية، بحسب بيان السكك الحديدية.

 

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إن الركاب التقطوها للحمار، بعد أن قام صاحبه بربطه وتثبيته بأحد الأعمدة الحديدية داخل عربة.

 

من جانبها، غرمت النيابة العامة المصرية، صاحب الحمار 500 جنيه مصري (تعادل نحو 32 دولارا أمريكيا)، بعدما خالف قانون هيئة السكك الحديدية وأصر على نقل حماره عبر قطار الركاب.

 

وقالت زوجة الرجل، إن تكلفة نقل الحمار بالسيارة كانت ستصل إلى ألف جنيه (نحو 64 دولارا)، ما دفع الرجل إلى اللجوء إلى قطار الركاب.

 

كانت صحيفة المساء الحكومية، قد نالت بعضًا من النقد بسبب عنوان تحدث عن الواقعة جاء فيه: «صحيح صعيدي.. ركب القطار المميز بحماره».

 

وتيرة منشورات متسارعة انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي في هجوم شرس على «عنوان المساء»، قبل الكشف عن تفاصيل أكثر في القصة، ورأت الجموع الغاضبة أن الصحفي الذي كتب الخبر ومسئول المحافظات لم يكلفا نفسهما ولو تسليط الضوء على حال الصعيدي الغلبان الذي اضطره إلى فعل ذلك، حتى لو كان العمل في حد ذاته مرفوضًا ويستحق الغرامة، لكن ما فعلته الصحيفة كان جريمة في حق الصعادية، قبل أن يكون جريمة في حق المهنة.

 

المفاجأة في أزمة عنوان صحيفة المساء أن صانعه «صعيدي أبا عن جد»، وفقا لما أكده رئيس التحرير خالد السكران في تصريحاته لصوت الأمة تعليقا على الأزمة.

 

وقال السكران: إن «هذا بالطبع خطأ غير مقصود، ومسئول عنه صحفي الديسك وتم اتخاذ إجراء فوري ضده بالخصم من راتبه ولم ننتظر التحقيق، لا أحد يقبل إهانة أي مصري فما بالك بالصعايدة أصالة مصر».

 

وأضاف السكران أن «70 % من العاملين في صحيفة المساء من الصعيد، ونحن نكن كل الاحترام لهم، هذه الأخطاء غير المقصودة من الممكن أن تحدث في أي مكان، حتى كاتب العنوان نفسه لم يقصد الإساءة بالشكل الذي خرج للجمهور».

 

من جابنها، قررت الهيئة الوطنية للصحافة، استدعاء خالد سكران، رئيس تحرير المساء، وإجراء تحقيق عاجل حول ما نشر في الصحيفة ويمس أهالينا في الصعيد الذين نحمل لهم كل الاحترام والتقدير، وقررت اتخاذ إجراءات مشددة بحق كل من له علاقة بهذا الخبر المسيء.

 

وتعتذر الهيئة، عن هذا الخطأ، وتؤكد أنها ستقف بحزم ضد كل صور الإساءة وتدعو الزملاء في الصحف القومية إلى إعلاء شأن القيم والمبادئ ومواثيق الشرف الإعلامية.

 

وقال بيان الهيئة: إن الجريدة اتخذت قرارا بإيقاف مدير التحرير الذي تولى الإشراف على عدد يوم الإثنين الموافق 10 فبراير، ومنعه من الإشراف على فترة المساء لمدة شهر؛ لعدم التزامه بالدقة في نشر الخبر، وخصم ثلاثة أيام من راتب محرر الخبر، ومراجعته، واعتبرت الهيئة، أن هذه الجزاءات غير كافية.

 

ربما كان عنوان صحيفة المساء خطأ غير مقصود ويبدو أنه لن يتكرر بعد محاسبة المقصرين، كما أكد المسئولون، لكن المؤكد أن أرشيف الصحافة لا ينسى السقطات ولا الغضب السائد في أوساط الصحفيين، وكان سيكون للرئيس الراحل جمال عبد الناصر «الصعيدي»، ومؤسس صرح الجمهورية وأحد إصداراته صحيفة المساء، رأي آخر في عنوان «صحيح صعيدي».

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان