"يأكلون كل ما يمشي على الأرض عدا الدبابات، وكل ما يطير عدا الطائرات"، هذا هو ما يُعرف به الشعب الصيني، فهم يشتهرون بالمأكولات الغريبة كالصراصير والحشرات والخفافيش، ولحوم الثعابين والكلاب والحمير ومخ القرود،  وغير ذلك من أكلات مقززة، غير أنه مؤخرا كشفت دراسة حديثة أنه ربما يكون أكل هذه الحيوانات البرية سببا في انتشار فيروس كورونا بالصين.

 

وتسبَّب فيروس كورونا الجديد "شديد العدوى"، الذي اجتاح الصين، في مقتل 41 شخصا وإصابة أكثر من 1300، غير أن الخبراء يتوقعون أن يكون العدد الحقيقي للإصابات بالفيروس بالآلاف.

 

الخفافيش  مصدر الفيروس

 

وقد كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة العلوم الصينية، أن فيروس كورونا الجديد، شارك بالفعل سلالة من الفيروس الموجود في الخفافيش، ومن خلال وسيط غير معروف انتقل إلى البشر، كما توصلت الدراسة الميدانية إلى أن المصدر الأصلي لمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، هو الخفاش.

 

 

وتوصلت إلى أن الرمز الوراثي للفيروس الجديد يرتبط ارتباطا وثيقا بعينتين من الفيروس التاجي الشبيه بالسارس من الخفافيش من الصين، مما يشير إلأى أن الخفاش قد يكون مصدر الفيروس الجديد، فهو من نفس عائلة الفيروسات مثل متلازمة التنفيس الحاد الخطير المعروفة بـ SARS-CoV، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

 

وبحسب الدراسة فإن كل من السارس ومتلازمة الشرق الأوسط تم تصنيفهم كأمراض فيروسية حيوانية المصدر، وانتقل الفيروس إلى أولئك الذين أصيبوا به، لاسيما أن الفيروس اكتسب سلسلة من التغيرات الوراثية أثناء وجوده في الجسم الحيواني، ما سمح له بالعدوى والتكاثر داخل البشر.

 

واكتشف الباحثون أن رموز البروتين التي يفضلها فيروس كورونا الجديد، تتشابه مع رموز البروتين الموجودة في أجسام حيوانات مختلفة مثل الطيور والثعابين والخفافيش والقنفذ.

 

وكان بداية ظهور المرض لأول مرة في أواخر ديسمبر عام 2019 الماضي، في مدينة ووهان وسط الصين، ثم انتقل إلى مناطق أخرى وامتد إلى 12 دول مختلفة، هي الولايات المتحدة وتايلاند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام وسنغافورة وهونج كونج وماكاو ونيبال، بالإضافة إلى فرنسا وأستراليا.

 

وتشير التقارير إلى أن معظم الحالات الأولى للإصابة بالفيروس كانوا من العمال أو عملاء سوق الجملة للمأكولات البحرية، التي تتجار في أنواع عديدة من اللحوم المصنعة والحيوانات مثل الدواجن والحمير والأغنام والخنازير والإبل والثعالب والفئران، والقنافذ والزواحف والخفافيش، وغيرها من الحيوانات البرية والحشرات ولحوم الحيوانات والأفاعي.

 

 

أغرب المأكولات الصينية

 

"شعب يأكل كل شيء، يأكل كل ما يمشي على الأرض عدا الدبابات، وكل ما يطير في الجو عدا الطائرات، وكل ما يسبح في الماء عدا الغواصات"، هكذا قيل عن الشعب الصيني، الذي يتغذى بعضه على أطباق الحشرات ولحوم الثعابين والكلاب ومخ القرود، والخفافيش والفئران.

 

وبحسب " South China Morning" الذي نشر قائمة بأسعار تضم 112 حيوانا، تضم ثعالب حية وذئاب وفئران وكوالا، وقوارض نيص، فهناك أسواق تتجار في الحيوانات البرية، رغم الإدانات الدولية لهذه التجاربة، نظرا لتأثيرها على التنوع البيولوجي وإمكانية نشر الأمراض القاتلة منها إلى الإنسان.

 

الصراصير والحشرات

 

تباع في الصين في عدد من المطاعم أصناف الحشرات والصراصير، إذ يعتقدون أنها تحتوي على نسبة عالية من البروتين حيث تتراوح ما بين 40% الى 90%..

 

 

الكلاب

 

يشتهر الصينيون أيضا بأكل الكلاب المطهوة، حتى أنهم ينظمون مهرجانا غير رسميا للحوم الكلاب، رغم حظر تنظيمه من قبل السلطات الصينية، إذ يُذبح فيه نحو 10 آلاف كلب وقطة يُقتلون ويؤكلون خلال المهرجان الذي يستمر لمدة 10 أيام، بحسب موقع بي بي سي.

 

 

وبحسب موقع بي بي سي عربي، فإنه يمكن رؤية الكلاب معلقة في خطاطيف اللحوم في الأكشاك في سوق دونجكو، أحد أكبر أسواق مديمة يولين، رغم الانتشار المكثف للشرطة لمنع دخول الكلاب الحية إليها.

 

ويعد أكل لحوم الكلاب من الأكلات الشعبية بالصين، إذ يشتهر في الثقافة الصينية إن لحوم الكلاب مفيدة خلال أشهر الصيف الحارة، وهي من التقاليد المحلية في الصين رغم الاتهامات التي تلاحقهم بالتعامل بقسوة مع الحيوانات.

 

لحم الأفعى

 

وتشتهر في الصين أيضا أكلات لحوم الثعابين والأفاعي، فهو أيضا ضمن التقاليد والقديمة والأكلات الشعبية الصينينة، إذ يعتقدون أن لحم الأفعى فيه فوائد كثيرة وينصح الأطباء بأكلها بسبب فوائدها الطبية، منها أنها تمنح القوة والطاقة، وينصح به كمنشط جنسي، وعلاج للأمراض الجلدية.

 

مخ القرود

 

ومن الأكلات الغريبة أيضا أطباق مخ القرود، والتي يتم تناولها ليس في الصين وحدها، ولكن في دول وآسيا الجنوبية وبعض الأماكن في إفريقيا، إذ تؤكل مباشرة بعد قطع جمجمة القرد بأداة حادة.