رئيس التحرير: عادل صبري 06:42 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

محطات في حياة «محمد علي كلاي»..وكيف غيره الإسلام؟

محطات في حياة «محمد علي كلاي»..وكيف غيره الإسلام؟

منوعات

محمد علي كلاي

محطات في حياة «محمد علي كلاي»..وكيف غيره الإسلام؟

أحلام حسنين 17 يناير 2020 15:15


محمد علي كلاي..عاش بطلا للعالم في الملاكمة..ومات بـ"شلل رعاش"

 

"إنها مهنتي التي أجيدها تماما مثلما تنمو الحشائش، وتحلق الطيور، وتغطي الأمواج الرمال، أنا أهزم الناس"، هكذا كان يقول محمد علي كلاي، أسطورة الملاكمة، عن نفسه واثقا من أدائه وقدرته وإمكاناته، فهو الذي تربع على عرش الملاكمة قرابة النصف قرن، حقق خلالها الفوز في 56 مباراة، من بينها 37 مبارة بالضربة القاضية.خ

 

في مثل هذا اليوم 17 يناير عام 1942 وُلد "كاسيوس ماركوس كلاي"، فذاك اسمه قبل إسلامه، الذي كان بمثابة الحدث الأكبر في حياة "محمد علي"، فراح يبحث عن الأمور الروحانية وقرر الانضمام إلى جماعة من المسلمين السود تسمى بـ"أمة الإسلام"، لينتقل من القتال في الملاكمة إلى قتال من نوع أخر، نعرضها في السطور التالية.

 

 

 

اكتشاف الموهبة 


اكتشف محمد علي كلاي موهبته وهو في عمر الثانية عشر عاما، حين تعرض لسرقة دراجته،إذ أراد أن يضرب اللص، فكان جواب الشرطي جو مارتن له :"عليك أن تتعلم كيف تقاتل قبل أن تتحدى العالم"، ومن هنا كانت بداية الطريق إلى عالم القتال والملاكمة. 

 

كان الشرطي جو مارتن يعمل مدربا للملاكمة في نادي محلي، وبدأ كلاي للعمل معه بعد تلك الحادثة، ليربح معه بجائزة القفاز الذهبية في عام 1956 للوزن الخفيف. 

 

بداية البطولات 

 

وفي عام 1960 غادر مع الفريق الأولمبي الأمريكي إلى روما ليشارك في الأولمبياد، وفاز على البولندي زبيغنيف بيترزكوفسكي.

 

بعد مرور 4 سنوات أصبح كلاي محترفا حتى استطاع أن يهزم سوني ليستون في عام 1964، ليصبح بطل العالم من فئة الوزن الثقل، بعد أن انضم إلى الفريق الأولمبي الأمريكي للملاكمة ليحقق معه فوزا ساحقا في الأولمبياد في روما.
 

كان انتصار كلا يفي الأولمبياد بداية الانطلاق في حياة محمد علي كلاي إلى عالم الشهرة التي اكتاحت العالم، إذ تحول بعدها إلى بطل أمريكي، تتالت بعدها البطولات، وتمكن من هزيمة العديد من الأبطال الذين كان نجمهم ساطعا في ذلك الحين، مثل "هنري كوبر، وسوني ليستون".

 

سار كلاي بطل العالم في الملاكمة في فئة الوزن الثقيل، فكما كان يصف نفسه "يحوم مثل الفراشة"، و"يلسع مثل النحلة" في حلبة القتال، فكما كان بارعا في القتال، كان بارعا في مقولاته التي اتسمت بين الغرور والحكمة. 

 

 

جماعة "أمة الإسلام"

 

في عام 1964 تحول كلاي إلى الإسلام وسمى نفسه بـ"محمد علي"، ليصبح نقطة فاصلة جديدة في حياته، تحول بعدها من ساحة القتال على الحلبة إلى قتال من نوع آخر، بالوقوف في وجه الحرب الأمريكية على فيتنام.

 

فبعد إعلان إسلامه بدأت يهتم كلاي بالجوانب الروحية في حياته، بعد بحث دام نحو 4 سنوات في الإسلام، قرر بعدها الانضمام إلى جماعة من المسلمين السود تدعى "أمة الإسلام".

 

قال كلاي، في حواره لـ"نجمك المفضل" مع ليلى رستم، أذاعته ماسبيرو زمان، إنه قرأ كثيرا عن الإسلام لمدة 4 سنوات، عرف فيهم أن المسلم الحقيقي لابد أن يكون متواضعا، وأنه لم يتجاوز المرحلة الأخيرة من المعرفة التامة بالدين.

 

وعن سؤاله كيف يقرأ القرآن وهو لا يجيد العربية، أوضح "كلاي" أنه يصلي باللغة الإنجليزية ويدعو الله بها، ودعوته المفضلة هو أن يعطيه الله القوة والسرعة ولا يُصاب في المباريات.

 

 

بعد الإسلام 

 

بعد مرور 3 سنوات من إسلامه رفض محمد علي كلاي الالتحاق بالجيش الأمريكي في العام 1967، ليتم اعتقاله بتهمة الخيانة، وحكمت عليه محكمة العدل الأمريكية بالسجن 5 سنوات. 

 

فكانت محكمة العدل الأمريكية قد رفعت قضية ضد كلاي بتهمة مخالفة قوانين خدمة العلم، وعلى إثر صدر ضده حكم بالسجن لمدة 5 سنوات، إلا أنه ظل حرا طوال فترة الاستئناف على هذا القرار، غير أنه لم يعد بمقدروه ممارسة الملاكمة إلا بعد انتهاء هذه الفترة الفترة التي امتدت إلى 3 سنوات.

 

وفي عام 1971، قررت المحكمة إزالة التهمة عن كلاي، فعاد مجددا إلى الملاكمة، وبعود عودته إلى الحلبة فاز على جيري كاري، ولكنه خسر في العام التالي ولأول مرة بعد 31 فوزا على  يد جو فريزر فيما عرف بـ""نزال القرن". 

 

واستمرت معارك كلاي، حتى خاض في عام 1974 نزالا تاريخيا أمام بطل الوزن الثقيل جورج فورمان، وسمي هذا القتال بـ"صخب الغابة"، وخلال المراحل الأولى من بدا علي وكأنه ضحية أمام فورمان الضخم الذي يصغره سنا، لكنه استطاع استنزاف طاقة خصمه بأسلوبه المميز، قبل أن يقوم بهزيمته بالضربة القاضية في الجولة الثامنة ليحصل على لقب بطل الوزن الثقيل.

 

وتوالت المبارات التي استطاع فيها كلاي إلحاق الهزيمة بخصومه، ليكون أول ملاكم يحصل على لقب الوزن الثقيل لثلاث مرات.

 

الاعتزال والعمل الخيري

 

وبعد فترة استراحة قصيرة عاد كلاي إلى الحلبة في مواجهة لاري هولمس في عام 1980، ولكنه خسر أمامه، وخسر أيضا في لقائه أمام تريفور بيريك في عام 1981، ليعلن بعدها اعتزاله للرياضة. 

 

خاض كلاي سلسلة طويلة من البطولات في عالم الملاكمة، قرر بعدها اعتزال الرياضة والتفرغ إلى الأعمال الخيرية والإنسانية.

 

ولكن لم يلبث إلا أن علم كلاي أنه مصاب بمرض باركنسون في عام 1984، وكان أحد الأشخاص الذين ساهموا في جمع التبرعات لمركز محمد علي للباركنسون في فينكس أريزونا، وافتتح مركز محمد علي في مدينة لويفيل.

 

تلقّى محمد علي في عام 2005 الميدالية الذهبية الرئاسية للحرية من الرئيس جورج بوش، وكانت صحته قد تدهورت بشكل ملحوظ، وفي العام 2013 تم نقله إلى المستشفى بعدما أصيب بالتهاب رئوي استطاع التعافي منه.

 

وفي الثاني من يونيو 2016، دخل كلاي المستشفى مجددا لتعلن عائلته وفاته بعدها في الرابع من الشهر نفسه، بعد صراع طويل من مرض الشلل الرعاش. 

 

 

ابنته تكمل الطريق

 

وعلى خطى والدها، حققت ليلى محمد علي كلاي شهرة واسعة في عالم الملاكمة، حتى أصبحت من أهم أبطال عالم الملاكمة، وحققت نجاحا كبيرا في حلبة الملاكمة كبطلة عالمية.

 

كما سارت ليلي، رئيسة سابقة لمؤسسة الرياضة النسائية وعضو في مجلس التغذية الأمريكي، على نهج والدها في تبينها للأعمال الخيرية، إذ تنظم وعائلتها جولات حول العالم لدعم المشاريع الخيرية والمنظمات الإنسانية.

 

 

أشهر أقواله

 

كان محمد علي كلاي يتميز بعباراته التي تجمع بين الثقة بالنفس والحكمة، ومن أبرز أقواله :يكون الصمت ثمينًا عندما لا تمتلك الإجابة المناسبة".

 

"إذا حلمت مجرد حلم أنك ستتغلب علي، عندها لا بد عليك من الاستيقاظ والاعتذار".

"أنا رجل عادي عمل بجد ليطور مواهبه، أراد الكثير من المعجبين أن يقوموا بإنشاء متحفٍ لتكريم انجازاتي. لكنني أردت شيئًا أكثر من بناءٍ يحتوي على تذكاراتي. أريد مكانًا يستطيع أن يلهم الناس ليكونوا أحسن ما يستطيعون أن يكونوا ويشجعهم على احترام بعضهم البعض".

"يكون الصمت ثمينًا عندما لا تمتلك الإجابة المناسبة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان