رئيس التحرير: عادل صبري 02:00 مساءً | الثلاثاء 13 مايو 2025 م | 15 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو.. وائل أبو الخير: الخلايا الجذعية معجزة طبية تحولت إلى "سبوبة"

بالفيديو.. وائل أبو الخير: الخلايا الجذعية معجزة طبية تحولت إلى سبوبة

ملفات

الدكتور وائل أبوالخير

في حواره لـ مصر العربية

بالفيديو.. وائل أبو الخير: الخلايا الجذعية معجزة طبية تحولت إلى "سبوبة"

بسمة الجزار 13 ديسمبر 2014 12:01

قال الدكتور وائل أبو الخير، أستاذ المناعة والتحاليل الطبية باأكاديمية الطبية ومدير وحدة العلاج بالخلايا الجذعية بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، إنه لا يوجد أي مستشفى مصرح له بزراعة الخلايا الجذعية في مصر سوى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، لافتًا إلى أن ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام بيزنس المراكز والمستشفيات الخاصة غير المرخصة، رغم أن زراعة الخلايا الجذعية لم يعد ابتكارًا أو مستحيلًا.

 

وطالب أبو الخير –في حواره لـ "مصر العربية"- بزيادة عدد المستشفيات المصرح لها بالعلاج بالخلايا الجذعية مؤكدا أن الاعتماد على مستشفى وحيد ومراكز "بير السلم" التي تضع "السبوبة" هدفا لها دو أن تحمل ترخيصا قانونيا لم يعد كافيًا.

 

وأضاف عضو الجمعية المصرية لأبحاث الخلايا الجذعية، أن مصر تشهد الآن طفرة علمية وطبية في علاج كثير من الأمراض بالخلايا الجذعية أهمها الكبد والسكري والقلب والعقم.

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

بدايةً.. متى بدأ العلاج بالخلايا الجذعية في مصر؟

 

بدأ هذا النوع من العلاج في الدول الأجنبية بدايةً منذ عام 2002 بعد إجراء عدة أبحاث من بينها بحث أجرته دولة كوريا على مصاب بالشلل الرباعي وأثبتت نجاحها بنسبة عالية، فيما اهتمت دول أخرى باستخدام الخلايا في عمليات التجميل كنوع من الرفاهية.

 

وبدأت مصر في اتباعه عام 2004 حيث كانت أولوية العلاج بالخلايا الجذعية لأمراض الكبد نظرًا لارتفاع نسب الإصابة بين المصريين بالفيروسات الكبدية وتليف الكبد.

 

وماذا عن استخدامات الخلايا الجذعية والأمراض التي تعالجها؟

 

تستخدم الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المزمنة والمستعصية والمدمرة التي ليس لها علاج دوائي أو جراحي من بينها إصابات العمود الفقري وضمور خلايا المخ وجلطات المخ وتليف الكبد وضمور العضلات العصب البصري والتهاب المفاصل المزمن والشلل الرعاش وضعف عضلة القلب والعقم لدى الرجال والنساء وضمور المبيض والتصاق الرحم، والسكري وأمراض العيون وسرطان الدم والبهاق.

 

لأي نسبة تصل معدلات الشفاء بالخلايا الجذعية؟

 

نسب الشفاء بالخلايا الجذعية تختلف من مرض لأخر نظرًا لاختلاف درجة نمو الأنسجة من عضو لأخر، كما أن الخلايا الجذعية لا تعيد الجسم طبيعي بنسبة 100% بل تحسن من الحالة المرضية وتمنح كثير من المرضى الأمل في الحياة وقضاء الحوائج اليومية بشكل شخصي دون الحاجة لمساعدة الغير.

 

وتصل نسب الشفاء بالخلايا الجذعية لدى مرضى الجهاز العصبي والعمود الفقري إلى 85% فبعدما فقدوا الأمل في الحركة والسيطرة على عملية الإخراج، يصبحون قادرين على حركة ظهورهم بشكل طبيعي مما يقلل حدوث قرح الفراش، إلى جانب أن 70% من المرضى تتحسن لديهم درجة الإحساس، و50% منهم يتحكمون في البول والبراز لمدة 6 ساعات، في حين أن 40% منهم يتمكنون من المشي بمفردهم بعُكاز أو مشاية مع مثبت للركبة والقدم.

 

وبالنسبة لمرضى الكبد، فقد تتحسن حالتهم بعد علاجهم بالخلايا الجذعية بعد شهر واحد مقارنة بمرضى الأعصاب الذين يستغرق شفاؤهم 3 أشهر نظرًا لأن خلايا الكبد تنمو أسرع من الأعصاب.

 

وأثبتت التجارب نجاح الخلايا الجذعية في شفاء مرضى عضلة القلب بنسبة 80% فبعدما كان القلب يضخ الدم بمعدل 16% يرتفع إلى 45% حيث تتحول إلى الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلات وتتكون شعيرات دموية بالمناطق التالفة.

 

كما بلغت نسب شفاء مرضى القدم السكري حوالي 90%، فبعدما كان المريض مهدد ببتر ساقه يزول ألمه ويحتفظ بساقه بعد حقنه بالخلايا الجذعية التي تساعد في تنشيط الخلايا وتكوين أوردة دموية جديدة تعمل على توصيل الدم للقدم بشكل سليم.

 

كيف يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من الجسم؟

 

أولًا لابد من فصل الخلايا الجذعية والتأكد من العينات المسحوبة من الجسم من خلال فحص صفاتها وقياس البروتينات الموجودة بها للتعرف من مصدر تلك الخلايا سواء كانت من المشيمة أو النخاع العظمي أو الدهون، أو الحبل السري.

 

ومن أجل التأكد من إمكانية تحويل تلك الخلايا من نسيج أخر مثل شبكية العين أو الأعصاب أو الكبد، أجرينا أبحاث عام 2005 على تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياس لإنتاج الأنسولين وبالفعل نجحنا في ذلك وصورنا الأنسولين وقت خروجه من البنكرياس.

 

وبعد عدة تجارب معملية على حيوانات "كلاب" بالاشتراك مع باحثين من ألمانيا وأمريكا، قمنا بقطع الحبل الشوكي وإصابة هذه الحيوانات بالشلل ثم حقنها بالخلايا الجذعية في النخاع الشوكي ولاحظنا بعدها حركتها وسيرها بشكل طبيعي جدًا.

 

كما أن فريق بحثي أجرى تجارب أخرى على علاج مرضى بقسم المخ والأعصاب داخل مستشفى الحسين الجامعي، وكلية الطب جامعة الأزهر، تحت إشراف الدكتور أسامة غنام، استشاري المخ والأعصاب.

 

متى قررتم إنشاء جمعية مخصصة لأبحاث الخلايا الجذعية؟

 

بعد توسع مجال العلاج بالخلايا الجذعية وفي ظل النتائج المبشرة التي توصلنا لها من بعض الحالات أنشأنا الجمعية المصرية لأبحاث الخلايا الجذعية لكي تجمع الأطباء بكافة التخصصات والأفكار والتجارب في بوتقة واحدة.

 

وتضم الجمعية 500 عضو من الأطباء والمرضى، بتمويل ذاتي من أعضائها دون دعم من الدولة، ذلك لخدمة المجتمع والمرضى ممن تنفق الدولة على علاجهم الملايين.

 

كما تهتم الجمعية بإعداد دورات تدريبية للأطباء بالاستعانة بأساتذة من البرتغال وأمريكا وإسبانيا للمشاركة في تعليم الأطباء وتبادل الخبرات في مجال الخلايا الجذعية.

 

وماذا عن الأبحاث التي أجريت عن الخلايا الجذعية في مصر؟

 

منذ عام 2004 تقدم عدد من الأساتذة بـ 12 رسالة ماجيستير ودكتوراه على علاج أمراض الكبد بالخلايا الجذعية، إلى جانب نشر أبحاث علمية عن علاج أمراض أخرى بالخلايا الجذعية في المجلات الطبية العالمية، ومن أهم الجامعات التي اهتمت بهذا المجال: جامعة القاهرة وجامعة عين شمس ومستشفى الحسين الجامعي والمستشفيات الجامعية ببني سويف ودمياط والإسكندرية.

 

ما تقييمك لدور الدولة تجاه توفير العلاج بالخلايا الجذعية بالمستشفيات؟

 

قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011 كانت الخلايا الجذعية مستبعدة تمامًا من التفكير، حيث كان المبدأ السائد هو "سيبوا الخواجات يشتغلوا ويدربوا"، ولكن بعد ذلك تولى الدكتور عمرو حلمي وزارة الصحة شكّل لجنة قومية للخلايا الجذعية برئاسة الدكتور عبد الحميد أباظة وكان لها إنجازات ملموسة منها إنشاء وحدتين للخلايا الجذعية إحداهما بمستشفى الشيخ زايد التخصصي والأخرى بمستشفى أحمد ماهر التعليمي وافتتحهما الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة الأسبق.

 

وبعد تولي الدكتورة مها الرباط وزارة الصحة قررت حل اللجنة وتشكيل لجنة أخرى انحلت أيضًا، وأصبح التغير الوزاري واختلاف الرؤى بين المسئولين هو سبب عدم اهتمام الدولة بالعلاج بالخلايا الجذعية، ذلك رغم أن الأطباء المصريين لهم أبحاث ولكن الفكر الإحباطي هو السائد بالدولة رغم أن الخلايا الجذعية لا تحتاج لإمكانات معقدة أو نفقات طائلة بل تتطلب تكنيك وقائي وإداري منظم.

 

إذن ما الذي ينقصنا لتعميم العلاج بالخلايا الجذعية في مستشفيات مصر؟

 

  ينقصنا زيادة معرفة الأطباء بهذا النوع من العلاج وتدريبهم على استخدام الخلايا الجذعية لعلاج كثير من الأمراض المنتشرة في مصر، وإحياء أخلاق مهنة الطب وعدم اتخاذ العلاج بالخلايا "سبوبة" لجلب الأموال على حساب صحة المريض، كما نحتاج لدعم من الدولة لنشر هذا العلاج بالمستشفيات الحكومية والخاصة وتوفير الإمكانات اللازمة لفصل وزراعة الخلايا الجذعية.

 

كم تبلغ تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية؟

 

العلاج بالخلايا الجذعية غير مكلف ولا يتعدى 4 ألاف جنيه للحالة الواحدة، فقد يزرع المريض كبدًا بـ 350 ألف جنيه إضافة إلى تكلفة الأدوية المثبطة له ومعاناة المتبرع، بينما لا يتخطى علاجه بالخلايا الجذعية 3 ألاف جنيه، ولكن الأبعاد المحيطة بالعلاج هي المكلفة فالمريض لكي يعالج بها يحتاج لإجراء تحاليل وفحوصات طبية معينة وقسطرة، إلى جانب إعداد غرفة العمليات من أجهزة ومستلزمات للتخدير.

 

هل يمكن الاحتفاظ بالخلايا الجذعية ببنوك مثل الدم.. وإلى متى؟

 

أي خلايا بالجسم يمكن الاحتفاظ بها داخل بنوك مخصصة على غرار بنوك الدم لأوقات مختلفة، فالخلايا الجذعية مثل خلايا الدم والكلى، والخلايا الجذعية التي تخزن هي عبارة عن كرات دم بيضاء أحادية النواة و3% فقط من الخلايا الجذعية نفسها.

 

وفي كثير من الأحيان لا يستدعي الأمر تخزين الخلايا نظرًا لتوفرها بكثرة في النخاع العظمي والدم والدهون، كما توجد بدم الحيض والبول، ولكن الفيصل هو تحديد نسبة الخلايا المستخرجة من الجسم وفقًا لاحتياج المريض.

 

ويمكن أن تصل فترة الاحتفاظ بالخلايا الجذعية إلى 20 عامًا ذلك من خلال حفظها في سائل نيتروجيني، وإذا أردنا حفظها لفترة قصيرة فيمكن وضعها في درجة تبريد منخفضة لكي تستخدم وقت الحاجة لها.

 

ولدينا في مصر بنكين خاصين للخلايا الجذعية أحدهما بالعامرية محافظة الإسكندرية، وأخر بمنطقة الهرم، كما يوجد بنك حديث الإنشاء بمستشفى أبو الريش الجامعي تابع لكلية طب قصر العيني غير هادف للربح، يخزن الخلايا بسعر التكلفة ويشرف عليه أساتذة من جامعة القاهرة ويخضع للإشراف والمتابعة وتمده مستشفى قصر العيني بأحدث الإمكانات الطبية.

 

هل تساعد الخلايا الجذعية في علاج فيروس سي المصاب به 15 مليون مصري؟

 

الخلايا الجذعية لا تعالج فيروس سي بشكل مباشر، وإنما تعمل على رفع كفاءة الجهاز المناعي ومنع التليف الذاتي للكبد إلى جانب تجديد خلايا الكبد التي أتلفها فيروس سي. 

 

ما الأثار الجانبية للعلاج بالخلايا الجذعية على صحة المريض؟

 

حتى الآن لم يكتشف أثار جانبية على صحة المريض، إلا أن هناك خطورة من زراعة الخلايا الجذعية في بعض الحالات، قد يتعرض لها المريض أثناء إجراء عملية الزراعة، كما قد يحدث تسريب أثناء حقن الخلايا بالجسم مع 5 % فقط من الحالات مما يسبب لها حساسية وارتفاع بدرجة الحرارة وصداع وألم بالرقبة.

 

العلاج بالخلايا الجذعية في مصر.. هل تعتقد أنه سيقع في قبضة مافيا الطب؟

 

بالتأكيد سيتحول العلاج بالخلايا الجذعية لبيزنس يسيطر عليه مافيا الطب خاصة أن المجال جديد وأصبح حديث الساعة لدى وسائل الإعلام والأطباء والمرضى، كما يحاول الآن بعض الأشخاص غير المتخصصين اقتحام هذا المجال بالاتفاق مع مراكز طبية خاصة خارج مصر غير موثوق بها، على سفر مرضى مصريين للعلاج بها مقابل عمولة محددة.

 

وللأسف بعض الأشخاص المحسوبين على الطب يهاجمونا ويعتبرون العلاج بالخلايا الجذعية "أونطة وسبوبة ونصب ودجل" ويزعمون أن أمريكا لم تشرع في العلاج بها وأنها لا تزال تجري التجارب على الفئران، ولكن في الحقيقة أن هذه الأشخاص لم يقرؤوا أو يفهموا شيئًا عنها حيث إن أمريكا أجريت حوالي 4800 تجربة في هذا مجال، كما يوجد 3000 بحث عن العلاج بالخلايا الجذعية.

 

 

 

شاهد الفيديوهات:-

اقرأ أيضًا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان