رئيس التحرير: عادل صبري 04:29 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الحوراني: كورونا يُضعِف الاهتمام بالثقافة.. وهذا دورنا في مواجهته (حوار)

الحوراني: كورونا يُضعِف الاهتمام بالثقافة.. وهذا دورنا في مواجهته (حوار)

ميديا

الباحث السوري محمد الحوراني

الحوراني: كورونا يُضعِف الاهتمام بالثقافة.. وهذا دورنا في مواجهته (حوار)

حوار- آية فتحي 09 أبريل 2020 19:33

يؤمن الباحث السوري الدكتور محمد الحوراني، رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، بأهمية الثقافة وقدرة الكلمة على تعزيز الروابط الإنسانية القائمة على المحبّة لتجاوز المحن، ويسعى إلى استثمار فترة البقاء في المنازل التي أصبح لا مفرّ منها للوقاية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

 

لذلك، أطلق "الحوراني"مبادرةً شخصيةً، تتمثل في منح جائزة لأفضل رواية تتحدَّث عن التكافل الإنساني وتعزيز ثقافة المحبة في الظروف الصعبة التي نمر بها، وتمنح الجائزة للرواية الفائزة طباعتها وإهداء صاحبها 100 نسخة مع مكافأة مالية قيمتها مائة ألف ليرة سورية.

 

"مصر العربية تحدّثت إلى "الحوراني" بشأن مباردته الشخصية، وعن هدفها، وتعليقه على الاستفادة من البقاء في المنزل لتعزيز الثقافة بشكل يتناسب مع الظروف الراهنة.

 

 

إلى نص الحوار....

 

بعد التحية والتقدير على طرح المسابقة بمبادرة شخصية.. حدثنا عن تفاصيل المسابقة؟ وما هدفها؟

 

المسابقة، والتي أرى أنها واجب على كل مشتغل بالهم الثقافي والابداعي والفكري والأدبي. لاشك أن الملمات والمصائب، وكذلك الكوارث والحروب والأوبئة، من شأنها أن تجعل الاهتمام بالثقافة والأدب والفكر يتراجع إلى الوراء قليلًا، وهذا التراجع نتيجة لاهتمام المواطن عمومًا بالمتطلبات الأساسية له، وبلقمة عيشه وعيش أولاده وعائلته.

 

من هنا كان لابدَّ من الاشتغال على عمل من شأنه أن يحرض على الإبداع وتنشيط الفعل الثقافي، هذا الفعل الذي ينبغي أن يكون حاضرًا فكلّ كل الأوقات، ولاسيما وقت المحن والشدائد، ولما كانت الرواية هي الأقدر على تأريخ الأحداث أدبيًا وثقافيًا، فقد تمّ إطلاق هذه المبادرة، بعد مشاورات مع بعض الأصدقاء المهتمين بالفعل الثقافي والأدبي.

 

 

كيف وجدت الإقبال على المسابقة..وردود الأفعال؟

 

الحقيقة أن هذه المبادرة شجعتني وحفزتني أكثر على الاشتغال مستقبلًا على هكذا قضايا من شأنها أن تحرض على الفعل الثقافي والإبداعي المؤثر، لاسيما في الظروف التي تتأخر فيها الثقافة قليلًا إلى الوراء، ولعلّ هذا التشجيع أتى من المساهمات أو الاتصالات التي أتتني من عدد كبير من الأشخاص الراغبين بالمشاركة في المسابقة، والذين بدؤوا الكتابة في المحور الذي أعلنت عنه، والذي أراه من أهم المحاور التي ينبغي الاشتغال عليها في فكرنا وثقافتنا ومستقبل أطفالنا والناشئة عندنا.

 

لماذا اخترت فكرة التكافل الإنساني وتعزيز ثقافة المحبة لتكون فكرة المسابقة؟

 

تعزيز وبناء المحبة والتكامل الإنساني هو من أهم ما يجب أن تشتغل عليه الأمم والشعوب، لأنّ هذا التعاضد والتكامل من شأنه أن يحفظ المجتمعات والشعوب من الضياع والتدمير، وأن يحافظ على هويتها وحضارتها.

 

ما هو تقييمك للمبادرات التي يتم تقديمها لتشجيع الثقافة من المنزل في الوقت الراهن؟ كمبادرة وزارة الثقافة المصرية "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك" أو مبادرة "تحدي الشعر"؟

 

هكذا مبادرات من شأنها أن تقيم نوعا من التكامل بين العمل الأهلي والعمل الرسمي، وأن تستنهض همم الشباب المبدع على العمل الخلاق الذي يجب أن نتعاون جميعا في سبيل تحقيقه وأن لاننتظر المؤسسات الرسمية وحدها حتى تقوم به. فالعمل هو واجب الجميع وواجب على الفرد قبل الدولة أوقات المحن، لأن هكذا أعمال وانشغالات يمكن أن تسهم في بناء الأمم ثقافيا وأن تمنع حدوث بعض المشكلات التي من الممكن أن تقع في أوقات فراغ البشر.

 

من وجهة نظرك ... كيف ستؤثر الظروف الراهنة ووينعكس الوباء العالمي فيروس كورونا "كوفيد -19" في الأدب فيما بعد؟

 

أرى أنه من الممكن لو أردنا أن نعيد النظر في تقصيرنا الأدبي والابداعي والثقافي وأن نشتغل على خطط واستراتيجيات ثقافية تليق ببلدنا وحضارتنا، لاسيما وأننا أبناء حضارة عريقة، كما أن هكذا وباء يمكن أن يكون حاضرا في الكثير من الأجناس الأدبية التي ستصدر مطبوعة أو مرئية بعد انتهاء هذا الجائحة.

 

ما الدور الذي يجب أن يقوم به المثقفون على اختلاف جنسياتهم في ظل الظروف الراهنة؟

 

هنا يجب على المثقف أن يكون حريصا على الاشتغال ببناء هوية أبناء أمته وأن يحافظ على حضارة بلده وعلى الأصالة الحقيقية التي من شأنها أن تجعل منه قائدا في العمل النهضوي التنويري لأمته، فالمثقف هو ضمير الأمة وعندما يموت الضمير تموت الأمم وتنهار الحضارات.

 

ما تفاصيل أحدث مشاريعك الأدبية؟

 

لعل أهم ما يشغل بالي في قادم الأيام ثقافيًا، هو الاشتغال على ثقافة الأطفال والاهتمام بالشباب المثقف ومحاولة الأخذ بيده في سبيل تحقيق مشروع ثقافي شبابي ينهض بالأمة ويدعّم حصونه، ذلك أن الأحداث التي ضربت أمتنا في العقد الذي نعيشه، أثبتت وجود خلل في البنيان الداخلي، كما أثبتت أن ثمة تقصيرًا أصباب العمل على ثقافة الطفل الذي ينبغي أن نوليه كل اهتمام وعناية في سبيل خلق جيل متماسك قادر على مواجهة الظروف القاسية التي من الممكن أن تصيب أمته.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان